Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جماعة الحوثي تحتجز 4 طائرات من الأسطول الجوي اليمني

الناقل الوطني أوضح أنه شركة تجارية مستقلة مالياً وإدارياً وليست لها علاقة بالقضايا السياسية

تنذر عملية احتجاز الطائرات المدنية بانتقال الصراع اليمني إلى مرحلة خطرة تهدد مؤسسات البلاد الكبرى (مواقع التواصل)

ملخص

خلال مايو (أيار) 2022 أعيد تشغيل الرحلات الجوية التجارية بشكل جزئي من مطار صنعاء الدولي، مع دخول هدنة بين الحكومة والحوثيين حيز التنفيذ برعاية الأمم المتحدة.

بعد أن هدأت جبهات القتال اشتعل الصراع السياسي في اليمن متخذاً أبعاداً أخرى تطاول الجوانب الاقتصادية والخدمية، مما تسبب في مفاقمة معاناة السكان.

وعقب أيام من اندلاع معركة البنوك بين طرفي الحرب احتجزت الميليشيات الحوثية أكثر من نصف أسطول الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتها، في محاولة لإجبار الشركة على التنازل عن قرراها الأخير الرامي إلى تحويل قيمة منافذ البيع في اليمن والعالم إلى المقر الرئيس للبنك المركزي بالعاصمة الموقتة عدن، وتحويله إلى البنك المركزي التابع للحوثيين في صنعاء.

وكشفت مصادر حكومية عن أن الحوثيين احتجزوا أربع طائرات من أسطول الخطوط الجوية اليمنية، البالغ سبع طائرات، وسط تبادل الاتهامات بين الشركة والهيئة العامة للطيران عن مسؤولية هذا الإجراء الذي تسبب بتكدس مئات الحجاج اليمنيين في مطار جدة بالسعودية.

بانتظار النتائج

من جانبه قال المتحدث الإعلامي للخطوط الجوية اليمنية حاتم الشعبي إن اللجنة المشكلة من قيادة الشركة لمتابعة الجهات ذات العلاقة للإفراج عن الطائرات ما زالت تجري أعمالها المكثفة حتى تعاود الخطوط تقديم خدماتها للمسافرين اليمنيين كافة، وأكد الشعبي لـ"اندبندنت عربية" أن الشركة "من بعد جريمة الـ25 من يونيو (حزيران)، وهو يوم احتجاز الطائرات لدى الحوثيين، تعمل بشكل طبيعي لبقية خطوطها المتجهة من مطار عدن أو مطار سيئون إلى الخارج والعودة، وكذلك بالرحلات الداخلية من دون مشكلات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعليقاً على دخول الناقل الوطني اليمني في دوامة الصراع أوضح أن شركتهم تجارية مستقلة مالياً وإدارياً وليست لها علاقة بالقضايا السياسية، وهدفها الوحيد خدمة المواطن من اليمن وإليه، ومع تزايد الشكاوى من تكدس مئات الحجاج اليمنيين في مطار جدة الدولي كشف الشعبي عن أن طائراتهم تباشر بنقل الحجاج المتجهين من جدة إلى عدن بشكل طبيعي، فيما تعذر نقل الحجاج إلى صنعاء البالغ عددهم 1300 حاج حتى يفرج عن الطائرات المحتجزة.

اعتداء سافر

وكانت الحكومة اليمنية اتهمت الحوثيين أمس الأربعاء باحتجاز أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية (المشغل الوطني الوحيد في اليمن) مع طواقمها الفنية، في مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة.

وقالت وزارة النقل في الحكومة اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) إن "ميليشيات الحوثي أقدمت الثلاثاء على اعتداء سافر على طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية وحجزها في مطار صنعاء مع طواقمها الفنية"، وأضافت أن "الميليشيات احتجزت ثلاث طائرات أمس، لتضاف إلى طائرة رابعة محتجزة منذ نحو شهر، إذ كانت تلك الطائرات تقوم بنقل حجاج بيت الله الحرام من مطار الملك عبدالعزيز بمدينة جدة السعودية إلى مطار صنعاء".

وأشار البيان إلى أن "الانتهاكات" التي تمارسها جماعة الحوثي في حق الناقل الوطني "لا تزال مستمرة منذ تجميد أرصدة الشركة المالية في أوائل شهر مارس (آذار) 2023، التي تجاوزت 100 مليون دولار".

واتهمت جماعة الحوثي بـ"الإصرار على الاستئثار بجزء كبير من الإيرادات من دون وجه حق"، مؤكدة أن الوزارة "ترفض هذه الإجراءات غير القانونية التي تتنافى مع الاتفاقات والمعاهدات الدولية كافة المتعلقة بالطيران المدني والنقل الجوي".

تدخل دولي

خلال الأيام الماضية اتخذت الحكومة اليمنية جملة من الإجراءات الهادفة لبسط يدها على القطاعات الإيرادية والاقتصادية السيادية في البلاد، تضمنت سحب البنوك التجارية كافة من مناطق الحوثيين إلى مناطق الشرعية، ومنع تداول العملة من الطبعات القديمة التي فرض الحوثيون التداول بها في مناطقهم، إضافة إلى نقل شركات الاتصالات والمنظمات ومقار السفارات والبعثات الأجنبية العاملة في البلاد، وهي الإجراءات التي أغضبت الميليشيات التي انقلبت على الدولة عام 2014.

وطالبت الوزارة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل" للإفراج عن طائرات الخطوط الجوية اليمنية المحتجزة في مطار صنعاء وأرصدتها من الحوثيين، ومساعدة الشركة في "اتخاذ الإجراءات كافة" لحماية أصولها وإيراداتها المالية لضمان استمرار التشغيل وتعزيز وتطوير أسطولها.

من جهتها قالت شركة الخطوط الجوية اليمنية إن احتجاز الحوثيين لأربع من طائراتها من طراز "إيرباص 320" و"إيرباص 330" في مطار صنعاء الدولي، يهدد سلامة الملاحة الجوية في اليمن، ويعزز من صعوبة تشغيل الرحلات الجوية من داخل البلاد وإليها.

ويخضع مطار صنعاء الدولي لسيطرة جماعة الحوثي منذ أواخر عام 2014، وعلقت الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية الملاحة الجوية في 2016 أمام الرحلات التجارية من المطار الدولي وإليه.

من جانبهم وضع الحوثيون شروطاً للإفراج عن الطائرات المحتجزة لديهم في مطار صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، وقال القيادي في الجماعة المدعومة من إيران محمد علي الحوثي إن الطائرات اليمنية من الممكن أن تعاود الرحلات إذا ضمنت عودة حجاج صنعاء لمدينتهم، مضيفاً "نقول لهم (في إشارة للحكومة اليمنية الشرعية) اتركوها للشعب تقدم خدماتها من دون لعب أو عرقلة".

ومع ما في تغريدة الحوثي من ظاهر يحمل الحرص على خدمة المسافرين اليمنيين، فإن مراقبين اعتبروها معبرة عما في باطن الجماعة من اشتراطات أخرى، إذ تشترط الميليشيات المتمردة، المصنفة أميركياً على قوائم الإرهاب، توريد إيرادات الشركة إلى حسابها بالبنك المركزي اليمني في صنعاء الذي تسيطر عليه بعد تحويل الشركة إيراداتها إلى حسابها بالمركز الرئيس في عدن، وهي العاصة الموقتة للحكومة المعترف بها دولياً، مما جعل من قيادة طيران الخطوط اليمنية تمنع بيع التذاكر من صنعاء ومناطق سيطرة الحوثي، وهو ما أغضبهم ودفعهم لاحتجاز الطائرات.

يذكر أنه خلال مايو (أيار) 2022 أعيد تشغيل الرحلات الجوية التجارية بشكل جزئي من مطار صنعاء الدولي، مع دخول هدنة بين الحكومة والحوثيين حيز التنفيذ برعاية الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات