Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان "موازين" المغربي العالمي يستمر رغم الجدل

أسماء عالمية بأجور عالية واستحضار أم كلثوم بالهولوغرام

من أجواء مهرجان "موازين" المغربي (خدمة المهرجان)

ملخص

يتجدد الجدل حول مهرجان "موازين" مع كل دورة جديدة، فهو المهرجان الأكبر عربياً وأفريقياً من حيث المبلغ المالي المخصص له، ومن حيث عدد الجمهور الذي يحضره، وعدد القنوات الإعلامية العربية والعالمية التي تواكبه، فضلاً عن طبيعة المشاركين فيه من نجوم الغناء في العالم، ومن الأسماء والفرق الموسيقية الأعلى أجراً.

يكاد الجدل يكون روتينياً كما في الدورات السابقة، حول مهرجان "موازين"  وخلفياته، إذ ينصب على ما يراه كثيرون هدراً للمال العام داخل مجتمع يعرف كثيراً من التعثرات في قطاع التشغيل والتعليم والصحة والبنية التحتية، على رغم ما عرفته البلاد من تحولات إيجابية في كثير من المجالات، غير أن الدورة الجديدة، التي تستمر إلى الـ29 من الشهر الجاري، عرفت ارتفاعاً في حدة الجدل لأسباب داخلية وأخرى خارجية. فقد رأى كثير من المتابعين أن المهرجان يشكل ترفاً لا يتناغم والضغوط الاقتصادية التي يعيشها المواطنون خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات ومختلف المواد التي تتطلبها الحياة اليومية، فضلاً عن التبعات السلبية لمرحلة كورونا، كما رأى آخرون أن الوضع الفلسطيني الراهن يحتاج إلى أشكال تضامنية من بينها تأجيل الاحتفالات الكبرى إلى وقت لاحق.

وتحولت صفحات التواصل بالفعل خلال الأيام الأخيرة إلى واجهات عديدة للاحتجاج والتعبير عن مواقف لعشرات الآلاف من المتتبعين للشأن العام بالبلاد، إذ نشأت مجموعات افتراضية عديدة تدعو إلى مقاطعة المهرجان، وتنشر صوراً لفضاءات الأنشطة وهي شبه خالية، لتؤكد أن الدعوة إلى المقاطعة نجحت بالفعل. في المقابل عبرت فئات أخرى عن ر فضها لمقاطعة فعاليات المهرجان، بحجة أن المبالغ المالية الضخمة التي تصرف عليه تعود في القسط الأكبر منها للمستشهرين من الشركات الكبرى في المغرب، وليست مقتطعة من المال المخصص للمصالح العامة في البلاد. وعرفت صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة حالة يمكن أن نسميها "حرب الصور"، إذ ينشر الداعون إلى المقاطعة صوراً لجمهور قليل جداً أمام المنصات الكبرى، بينما ينشر المختلفون معهم في هذا الموقف صوراً أخرى تبين الحجم الهائل للجماهير التي ترتاد فضاءات السهرات الكبرى، مشيرين إلى أن الصور التي تشير إلى عزوف الجمهور أخذت أثناء البروفات، إذ يعمل الفنانون مع فرقهم الموسيقية على تجريب الصوت والآلات.

وفي ظل الاحتجاجات المتكررة ترى إدارة موازين أن مهرجانها يساهم بشكل مباشر وغير مباشر في الحركة الاقتصادية والسياحية، إذ يوفر عدداً كبيراً من فرص الشغل في المهن المرتبطة بالمهرجان، في سياق دعم المقاولة المحلية، إذ يشتغل في هذه التظاهرة إداريون وتقنيون وحراس أمن وطهاة وعمال طباعة ومسؤولو اتصالات وغيرهم. وفي هذا السياق تبرم إدارة المهرجان عقوداً متوسطة المدى مع 125 شركة، فضلاً عن خدمات الإيواء والنقل. ويؤكد منظمو موازين أن نسبة المبيعات في المنتوجات السياحية بالعاصمة تزداد خلال فترة المهرجان بنسبة  22في المئة، يضاف إلى ذلك بحسب بيانات المهرجان ما يراهن عليه موازين من بعد إشعاعي لصورة المغرب وترويج للفنانين المغاربة.

أسماء كبيرة

استضاف المهرجان منذ دورته الأولى التي نظمت عام 2001 أبرز نجوم الموسيقى والغناء في العالم أمثال: سيزاريا إيفورا ولونيل ريتشي وكات ستيفنس (يوسف إسلام) وشارلز أزنافور وويتني هيوستن وستينغ وإنريك إيغليسياس وماريا كاري وشاكيرا وجنيفر لوبيز، فضلاً عن نجوم الغناء في العالم العربي أمثال ماجدة الرومي ومحلم بركات ومحمد عبده وميادة الحناوي ونعيمة سميح وأصالة وعبدالوهاب الدكالي وجورج وسوف ونجوى كرم وكاظم الساهر وعمرو دياب وهاني شاكر وغيرهم.

ويحضر سهرات وأنشطة كل دورة من موازين حوالي مليونين ونصف مليون من الجمهور المغربي والأجنبي، كما يغطي أكثر من 700 صحافي من داخل المغرب وخارجه فعاليات المهرجان بشكل مباشر. وحقق موازين عام 2016 أكثر من 500 مليون مشاهدة على القنوات العالمية التي كانت تبث سهراته على المباشر أوروبا وأميركا وأفريقيا والعالم العربي، واعتبرته قناة "إم تي في" في تصنيف لها ثاني أكبر مهرجان موسيقي في العالم.

وتوزع سهرات المهرجان في فضاءات الرباط وسلا وفق نوع الموسيقى، إذ تخصص منصة السويسي للموسيقى العالمية، وفضاء أبو رقراق للموسيقى الأفريقية، بينما تستقبل ساحة النهضة نجوم الغناء الشرقي، فيما خصص شاطئ سلا للموسيقى المغربية، أما صالة مسرح محمد الخامس فتقترح كل دورة لوناً موسيقياً مختلفاً، إذ يطلق عليها "منصة الاكتشافات". وخلال هذه الدورة عاش الجمهور لحظة فارقة مع السيدة أم كلثوم التي ظهرت على خشبة مسرح محمد الخامس عبر تقنية الهولوغرام، لتعود بالحاضرين لزمن موسيقي آخر، إذ غنت وغنى معها الجمهور، نحو ساعة ونصف ساعة، مقاطع مطولة من "سيرة الحب" و"أنت عمري" و"الأطلال" و"لسه فاكر" و"ألف ليلة وليلة".

اللافت أن عشاق أم كلثوم يعيشون مع حضورها الافتراضي كما لو أنه حقيقة، بحيث يصفقون بحرارة بعد نهاية كل مقطع، ويرددون عبارات المديح كما لو أنها تسمعها، ويتفاعل معهم طيفها بابتسامة أو انحناءة خفيفة. وكان أول استحضار لأم كلثوم عبر تقنية الهولوغرام عام 2019 في حفلة دار الأوبرا بدبي، قبل أن تقدم حفلة مماثلة بقصر عابدين في مصر، وبعدها حفلتان في السعودية والأردن عام 2021.

صراع الأجور

ومع كل دورة يعود سؤال أجور الفنانين للظهور، إذ يلاحظ المتتبعون تفاوتاً هائلاً بين الأجور المخصصة للمطربين الأجانب والمغاربة، ويعود ذلك بالطبع لشهرة الأسماء وقدرتها على جلب المستشهرين وتداولها في الساحة الفنية، فضلاً عن الأجور التي اعتادت الحصول عليها في تظاهرات مماثلة. ففي مقابل الأجور المرتفعة لماريا كاري (  830ألف دولار) وشاكيرا (772 ألف دولار)، لا تتجاوز أجور الفنانين العرب عشر هذا المبلغ، بمن فيهم الأسماء الأكثر شهرة وحضوراً، أما أجور المطربين المغاربة فهي أقل بكثير. وتعالت نداءات الفنانين المغاربة منذ الدورات الأولى للمهرجان من أجل الرفع من أجورهم لتصل في الأقل إلى أجور أشقائهم العرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشارك في الدورة الجديدة من مهرجان موازين التي تختتم مساء غد السبت الـ29 من يونيو نخبة من نجوم الغناء العربي، معظهم من لبنا أمثال نجوى كرم وكارول سماحة وهيفاء وهبي ونوال الزغبي ومروان خوري ورامي عياش وتانيا صالح، فضلاً عن أنغام وسميرة سعيد ولطيفة رأفت وأحمد سعد ومحمد رمضان وبدر رامي وغيرهم.

وفي الموسيقى الغربية تشارك أسماء عدة معروفة، مثل الأسترالية كيلي مينوج والكوبية كاميلا كابيلو والأرجنتينية نيكي نيكول والبريطاني كالفن هاريس والنيجيري بورنا بوي والأميركي ميترو بومين والفرنسي دابول والأميركي غريغوري بورتر والأرمينية ماشا غريبيان والإيرانية عايدة نصرت، فضلاً عن نجمة الراب نيكي ميناج. ويقترح المهرجان فقرات من أغاني والراي وكناوة والراب والموسيقى الشعبية، محاولاً بذلك تلبية أذواق فئات مختلفة من الجمهور.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون