Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يستمر بايدن مرشحا رئاسيا بعد خسارة المناظرة الأولى؟

الديمقراطيون شعروا بالذعر في شأن مرشحهم والبعض يريد انسحابه

مقدما "سي أن أن" يديران المناظرة الرئاسية الأولى لانتخابات 2024 بين بايدن وترمب (أ ف ب)

ملخص

بدت مناظرة جو بايدن ودونالد ترمب أشبه بالكارثة للعديد من الديمقراطيين الذين بدأوا يتساءلون عما إذا كان الوقت قد فات بالنسبة لبايدن كي ينسحب من السباق الانتخابي ويفسح المجال أمام آخرين يختارهم المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.

انتهت المناظرة الرئاسية الأميركية التي انتظرها الأميركيون والعالم نهاية سيئة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي بدا مهتزاً ومشوشاً ومتلعثماً في نهاية الجمل وظهر في بعض الأحيان وكأنه يتمتم بكلماته، ما جعل سلفه والمرشح الحالي دونالد ترمب يستغل عثراته المبكرة لتأكيد تساؤلات الجمهوريين حول القدرة العقلية للرئيس.

وبعد سلسلة من الانتقادات المتبادلة بينهما على مدى 90 دقيقة، كان من الواضح أن بايدن خسر المناظرة الأولى، وبدلاً من أن يظهر علامات القوة ليطيح ترمب، سقط الرئيس الديمقراطي في الاختبار الحاسم، وأصبح السؤال هو هل يستمر بايدن في السباق على رغم الأخطار أم يترك الساحة كي يختار الحزب الديمقراطي البديل المناسب قبل فوات الأوان؟

إحباط الديمقراطيين

على غير التوقعات التي ساقها الديمقراطيون من أن الرئيس جو بايدن سيكون حاسماً ومهاجماً لخصمه اللدود الرئيس السابق دونالد ترمب في أول مناظرة بينهما، وأن أداءه سيكون مماثلاً لخطاب حالة الاتحاد الذي بدا فيه في حالة ذهنية وبدنية متفوقة، خيب بايدن آمال الديمقراطيين، وبدلاً من أن يظهر علامات القوة ليدحض اتهامات ترمب المتكررة ويزيل مخاوف الناخبين حيال عمره المتقدم (81 سنة)، تعثر في كلماته وارتجفت شفتيه وكان صوته خشناً، وفقد سلسلة أفكاره حينما كان يتحدث عن المزايا المكتسبة في برامج الرعاية الصحية.

ولم يقتصر الأمر على أن بايدن لم يحاسب ترمب بالقدر المتوقع حول فترة رئاسته، حيث وقف متفرجاً وشاهد سلفه ينشر ما يصفه الديمقراطيون بالأكاذيب في شأن الإجهاض ووباء كورونا، وعندما واصل ترمب انتقاد بايدن ووصفه بأنه أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، نظر بايدن في حيرة، وفي موضع آخر بدا غارقاً في المعلومات التي كان يحاول إيصالها إلى الجمهور في إجابة حول الاقتصاد، بينما بدا ترمب هادئاً ولم يستفز طوال المناظرة.

كان الأمر سيئاً بما فيه الكفاية كي تذهب نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى شبكة مقر شبكة "سي أن أن" لتصحيح أداء بايدن الضعيف ولتقول لوسائل الإعلام إن البداية كانت بطيئة، لكن النهاية كانت قوية.

البحث عن بديل

وفي غضون نصف ساعة من بدء المناظرة، كان بعض الديمقراطيين الأكثر نفوذاً في البلاد يتبادلون رسائل نصية خاصة، يعبرون فيها عن شعورهم بالذعر في شأن حالة مرشحهم الذي لم يكن في أفضل حالاته، بينما كان ترمب قوياً وواثقاً من نفسه، حتى عندما أطلق سيلاً من الهجمات ضد بايدن، إذ لم تتراجع الأسئلة حول الكفاءة الذهنية للرئيس، بل تفاقمت، وفي حالة أخرى من اليأس، لجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن الصدمة، في حين ناقش آخرون في ما بينهم على انفراد ما إذا يمكن إقناع الرئيس بالتنحي لمصلحة مرشح أصغر سناً.

كانت المناظرة أشبه بالكارثة للعديد من الديمقراطيين الذين بدأوا يتساءلون عما إذا كان الوقت قد فات بالنسبة لبايدن كي ينسحب من السباق الانتخابي ويفسح المجال أمام آخرين يختارهم المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي حينما ينعقد في مدينة شيكاغو منتصف يوليو (تموز) المقبل، فقد اعترفت كيت بيدنغفيلد، التي عملت كمساعدة اتصالات سابقة لبايدن بأن المناظرة لم تكن جيدة للرئيس، كما أكد ديفيد أكسلرود، الذي عمل كمستشار لبايدن أنها الليلة الوحيدة التي أكدت مخاوف الناس.

 

 

واعترف بعض الديمقراطيين في مجلس النواب بضرورة الحاجة إلى مناقشة طرح مرشح رئاسي جديد، فيما قال مارك بويل، وهو أحد أبرز المتبرعين لبايدن والحزب الديمقراطي، إن على الرئيس أن يفكر بقوة في ما إذا كان هو أفضل شخص ليكون المرشح، مشيراً إلى أن الديمقراطية على المحك والجميع متوترون، فيما أشار أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين إلى حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم باعتباره البديل الممكن الذي تدور حوله أحاديث كثيرة.

محاولة إقناع بايدن

على رغم هذا الأداء السيئ، أشار بايدن في حديثه مع الصحافيين عقب المناظرة إلى أنه كان يعاني من نزلة برد والتهاب في الحلق، لكنه أعرب عن رضاه إزاء أدائه الذي قدمه، مشيراً إلى أنه أدى عملاً جيداً. وعندما سأله الصحافيون عن مخاوف الديمقراطيين في شأن أدائه ودعواته للتفكير في ترك السباق، قال إنه من الصعب مناظرة الكاذب في إشارة إلى ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، يحاول بعض الديمقراطيين إقناع بايدن بالانسحاب من السباق من خلال دفع نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة وتشاك شومر زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وغيرهما من القادة التاريخيين في الحزب الديمقراطي بالتدخل لدى بايدن أملاً في تغيير مساره وإقناعه بالخروج من السباق من أجل مصلحة الحزب، بخاصة أن العديد من أعضاء الكونغرس يخشون أيضاً خسارة مقاعدهم النيابية في الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

مهمة عسيرة

غير أن العقبة الرئيسة أمام تحول رأي بايدن يتمثل في زوجته جيل بايدن التي تحثه منذ أن انطلقت دعوات مماثلة قبل أشهر على تجاهل تحذيرات الديمقراطيين والمضي قدماً في استكمال السباق الانتخابي.

كما نفى مستشارو بايدن أي تكهنات حول انسحابه من الانتخابات، ووصفوها بأنها توتر غير مبرر حتى عندما تأخر عن ترمب في استطلاعات الرأي بالولايات الحاسمة اللازمة لتحقيق النصر هذا الخريف، وأشاروا إلى أن التوقعات بهزائم الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة مبالغ فيها، فيما استبعد سيمون ساندرز، المساعد السابق لنائبة الرئيس كامالا هاريس، انسحاب بايدن، معتبراً أنه لو كان سيتنحى، لكان فعل ذلك منذ وقت طويل، ولهذا سيظل هو المرشح، وسيدافع عنه عدد من الديمقراطيين خلال الأيام القليلة المقبلة.

ضغوط مستمرة

وعلى رغم أن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي يتداول اسمه كبديل محتمل لبايدن أكد أنه لن يدير ظهره أبداً لسجل الرئيس بايدن، إلا أن ذلك لم يوقف التكهنات، وكتب أندرو يانغ، الذي خاض الانتخابات ضد بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل انتهاء المناظرة، "يجب على الديمقراطيين ترشيح شخص آخر قبل فوات الأوان".

كما وصفت السيناتور الديمقراطية السابقة كلير مكاسكيل، الأمر بأنه أزمة كبرى، قائلة إن هاتفها يكاد ينفجر من كثافة الاتصالات من أعضاء مجلس الشيوخ والناشطين والمانحين وغيرهم من الديمقراطيين المذهولين والقلقين في شأن ما سيحدث بعد ذلك.

وانتقدت مكاسكيل الرئيس بايدن، قائلة إنه "كان لديه شيء واحد ليفعله في هذه المناظرة، شيء واحد كان عليه أن ينجزه، وهو طمأنة أميركا بأنه كان على مستوى الوظيفة الرئاسية في عمره هذا، وقد فشل في ذلك الليلة".

وامتد هذا الحكم إلى ما هو أبعد من الطبقة السياسية، إذ تراجعت احتمالات فوز بايدن بالترشيح في غضون ساعات على موقع "بريدكت أورغ"، وهو موقع مراهنة على الأحداث السياسية، فقد انخفضت فرصه في أن يكون مرشح الحزب، مما يعني أن المراهنين اعتقدوا بشكل أساسي أن هناك فرصة 60 في المئة فقط لترشيحه على رغم اكتساحه الانتخابات التمهيدية، وليست لديه معارضة داخلية ويسيطر على أجهزة الحزب.

ماذا لو استمر بايدن؟

لم ينسحب أي رئيس حالي من السباق في وقت متأخر من دورة الحملة الانتخابية، وكان هناك إجماع ضئيل حول ما يمكن أن يحدث إذا فعل ذلك، بخاصة أن بعض الديمقراطيين يخشون أن يكون الوقت قد فات، وأن بايدن رجل فخور بنفسه وعنيد يصر منذ فترة طويلة على أنه المؤهل بشكل أفضل لهزيمة ترمب مستغلاً شعوراً متنامياً لدى بعض الديمقراطيين من عدم وجود خليفة واضح، وهم غير متأكدين من أن هاريس أو نيوسوم أو أي شخصية حزبية أخرى يمكن أن ترقى إلى مستوى التحدي ضد الرئيس السابق دونالد ترمب.

 

 

وعلى رغم صعوبة فوز بايدن في انتخابات نوفمبر إذا استمر أداؤه على هذا النحو، فإن الأمل لا يزال يراود المقربين منه في البيت الأبيض الذين يتحدثون عن عثرات الرؤساء في مناظرتهم الأولى بسبب ضعفهم أو ثقتهم المفرطة، ولكنهم في كثير من الحالات يعوضون ذلك بأداء أقوى لاحقاً، ويشيرون في هذا السياق إلى المناظرة الأولى التي خاضها الرئيس السابق رونالد ريغان عام 1984، عندما بدا عجوزاً وخرج خاسراً من تلك المناظرة، لكنه أنقذ حملته في مناظرته التالية بنكتة حول عدم استغلاله شباب خصمه وقلة خبرته.

التأثير في الانتخابات

ومع ذلك، تظل المشكلة بالنسبة لبايدن في عدم تحديد موعد لإجراء مناظرة أخرى قبل 10 سبتمبر (أيلول) المقبل، مما يعني أنه لا يمتلك فرصة واضحة للتعافي على مدى عدة أشهر.

لذا، بدلاً من إعادة ضبط الحملة لمصلحة بايدن، أنهى فريق الرئيس الأمسية وهو يعلم أن مهمة الأيام القليلة المقبلة، إن لم يكن الأسابيع المقبلة، ستكون وقف الأضرار وحشد الحزب خلف زعيمهم المحاصر.

وبحسب أستاذة الاتصالات في جامعة أوبورن، سوزان فيليبيلي، تميل المناظرات تاريخياً إلى إحداث تأثيرات أكبر على نتائج الانتخابات عندما يقول أحد المرشحين أو يفعل شيئاً غبياً، ليبقى السؤال هو ما إذا كان الأميركيون سيصنفون تعثر ترمب وضعف قدرته الذهنية في هذا الإطار أم لا.

في المقابل، يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة واشنطن في سانت لويس أندرو ريفز إلى دراسات أكاديمية تؤكد أن الناخبين يتجاهلون الاتجاهات طويلة المدى ويبنون أصواتهم بدلاً من ذلك في المقام الأول على الأحداث التي تسبق الانتخابات مباشرة، كما أن الاستقطاب الحزبي يعني أن بعض الناخبين قد يضعون جانباً معرفتهم وخبراتهم ويلومون الرئيس، أو المرشح، على أي شيء تقريباً، فيما يفعل أنصار الرئيس العكس.

المزيد من تقارير