Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عراقيون في رحلة البحث عن "الكهرباء الغائبة"

معدلات إنتاج الطاقة وصلت إلى 26 ألف ميغاوات وحكومة السوداني تستهدف 32 ألفاً

لطالما غرقت العاصمة العراقية بغداد في ظل جراء انقطاع الكهرباء (رويترز)

ملخص

يدعو متخصصون في شؤون الطاقة العراقية إلى إيجاد بدائل غير المحطات الكهربائية التي تعتمد على الغاز، ومن بينها محطات تعمل بالطاقة النووية وأخرى بالشمسية.

يبدو أن مشكلة توفير الطاقة الكهربائية، ولا سيما خلال فصل الصيف الذي تتجاوز الحرارة فيه نصف درجة الغليان، باتت الشغل الشاغل للمواطن العراقي الذي أصبح التيار بالنسبة إليه بمثابة حلم لم تستطع جميع الحكومات المتعاقبة تحقيقه، على رغم الوعود المتكررة وبرامجها الحكومية.

ولعل توفير الحد الأدنى من الطاقة الكهربائية يحتاج إلى توفير الوقود للمحطات التي تعتمد على الغاز الجاف، والذي تمّكن العراق من توفير جزء منه من طريق استثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط الخام، فيما يعوض النقص من خلال استيراده من إيران عبر أنبوب أنشأ لهذا الغرض.

26 ألف ميغاوات

وبحسب وزير الكهرباء العراقي زياد فاضل فإن معدلات إنتاج الطاقة وصلت إلى 26 ألف ميغاوات، مشيراً إلى أن الوزارة تستهدف وصول الإنتاج إلى 32 ألف ميغاوات.

وأوضح فاضل في كلمة له خلال جلسة مجلس الوزراء "أن جميع الوحدات الإنتاجية تعمل بطاقتها القصوى، وأن هناك طفرة في الأحمال نتيجة ارتفاع درجات الحرارة"، مشيراً إلى وجود مشاريع قيد التنفيذ ستضيف 4 آلاف ميغاوات.

استيراد الغاز

فيما أكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني أن بلاده ستتوقف عن استيراد الغاز بعد إكمال المشاريع الاستثمارية، مضيفاً أن "الغاز الإيراني مستمر في تجهيز محطات الكهرباء، وأن كميات الغاز المستوردة لا تكفي لتشغيلها جميعاً".

وأضاف أن "إنتاج الغاز الجاف في العراق تجاوز 2000 مليون قدم مكعبة"، قائلاً "سجلنا ارتفاعاً بنسبة استثمار الغاز خلال العام الحالي، ونحن ماضون في تنفيذ ثمانية مشاريع رئيسة لاستثمار الغاز المصاحب، وستنجز المرحلة الأولى من مشروع محطة الطاقة الشمسية العام المقبل".

وأشار إلى أن "المرحلة الأولى من مشروع الطاقة الشمسية تتضمن توفير 250 ميغاوات"، إذ عقد العراق عدداً من الاتفاقات لاستثمار غاز الضغط المنخفض، لافتاً إلى "حرص الوزارة على استثمار الغاز وإيقاف حرقه، مما يفسر توقيع عقد استثمار غاز المنصورية".

وبحسب متخصصين في شؤون الطاقة العراقية فإنه يجب إيجاد بدائل غير المحطات الكهربائية التي تعتمد على الغاز ومن بينها محطات تعمل بالطاقة النووية وأخرى بالشمسية.

الطاقة النووية هي الحل

وقال المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي إنه من الضروري الاستعانة بالطاقة النووية لتوليد الكهرباء، داعياً إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة، ومضيفاً أن "تغيير نمط تشغيل المحطات الكهربائية من خلال الاعتماد على الغاز العراقي بدلاً من المستورد سيكون أولوية، بخاصة وأن وزارة النفط تعاقدت مع شركة 'توتال' الفرنسية وبعض الشركات الأميركية والصينية لغرض استثمار الغاز المصاحب، وتقليل وإيقاف استيراد الغاز من الجانب الإيراني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن "العراق يستورد بما قيمته 4 مليارات دولار سنوياً من الغاز والكهرباء، فكلما استثمرنا الغاز المصاحب كلما كانت لدينا فرصة لتشغيل المحطات الكهربائية بالغاز العراقي، واستيعاب الطاقة التصميمية لتلك المحطات".

ونبه إلى أن المحطات الكهربائية لا تعمل بطاقتها التصميمية لعدم توافر الغاز لها، فضلاً عن تشغيل بعض المحطات على النفط الأسود كوقود بديل مما يقلل كفاءة تلك المحطات، ومشيراً إلى وجود تطوير في إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال استخدام الدورة المركبة وصيانة بعض التوربينات.

ترشيد الاستهلاك

وطالب قصي بتطبيق فكر إستراتيجي يذهب إلى استخدام الطاقة النظيفة وهي الطاقة الشمسية، وكذلك التسريع بموضوع الربط الكهربائي مع دول الجوار للوصول إلى الهدف الذي رسمته الوزارة وهو 32 ألف ميغاوات، إضافة إلى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية وزيادة مستوى الجباية الذكية.

وبيّن أن حكومة محمد شياع السوداني وضعت هدفاً إستراتيجياً يتمحور حول إنشاء محطات كهربائية تعتمد على الطاقة النووية، موضحاً أن الولايات المتحدة تمتلك قدرة على إنشاء محطات نووية صغيرة في توليد الكهرباء يمكن أن تكون بكلفة أقل لأنها لا تحتاج إلى الوقود، وكذلك الاعتماد على الطاقة الكهرومائية بالاتفاق مع تركيا من خلال زيادة الإطلاقات المائية من أجل توليد الكهرباء، وهناك دول عربية مثل السعودية ومصر بدأت بالتعاقد لإنشاء محطات نووية للأغراض السلمية عبر الجانب الصيني والفرنسي والروسي.

الاكتفاء الذاتي من الغاز

فيما يرى المتخصص في شؤون الطاقة كوفند شيرواني أن "هناك هدراً في الطاقة الكهربائية يصل إلى ثمانية ميغاوات، مشدداً على استثمار طاقة الشمس لتوليد الكهرباء".

وأضاف شيرواني أن "وزارة النفط العراقي خلال جولتي التراخيص الخامسة والسادسة عملت على استثمار الغاز الطبيعي في حقول جنوب العراق، ولديها عقد كبير مع 'توتال' لاستثمار الغاز في خطوة متأخرة كان يجب أن تقوم بها قبل 10 أعوام".

 

 

وتابع، "إننا نحرق 40 في المئة من الغاز المصاحب ونستثمر 60 في المئة منه، في وقت تخطط وزارة النفط لاستثمار الغاز خلال ثلاثة أعوام، وفي غضون خمسة أعوام سنصل إلى الاكتفاء الذاتي وفق الخطط".

وأوضح المتخصص في شؤون الطاقة أن هناك حلولاً أخرى لمشكلة الكهرباء لحين حل مشكلة الغاز، وهي إحداث تغيرات على محطات الكهرباء التي تعمل بالوقود الثقيل إلى الغاز المصاحب، مع التوجه نحو مشاريع الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، ولا سيما أن الشمس متوافرة في العراق أكثر من 300 يوم خلال العام، منبهاً إلى أن شبكة التوزيع متهالكة وتحتاج إلى صيانة وإصلاحات كبيرة لتقليل الهدر، سواء في التوليد أو النقل أو التوزيع."

عجز واضح

وأكد كوفند شيرواني وجود عجز في إنتاج الطاقة الكهربائية ما بين 10 إلى 12 ميغاوات في وقت يزداد الطلب كل عام، ومع أن تحسين القدرات التوليدية محدود إلا أنه يتم التركيز على تحسينات وتطوير بعضها من الدورة البسيطة إلى المركبة.

وبحسب شيراوني فإن العراق يخسر ما يقارب 8 آلاف ميغاوات بسبب الهدر في الطاقة الكهربائية، وجزء من الهدر عبارة عن انقطاعات، فضلاً عن التجاوز على الشبكات ومشكلات تقنية تتعلق بنوع الربط والتوصيل والمحولات، وهي تحتاج إلى تطوير.

وشدد على "ضرورة إنشاء محطات ضخمة للطاقة الشمسية، إذ لا يستغرق بناؤها أكثر من عام، ولكن حل مشكلة الكهرباء والغاز يحتاج إلى إرادة سياسية".

المزيد من تقارير