Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الناتو يستعين بـ"جيش المؤثرين" للتواصل مع جيل "زد"

لجأ الحلف العسكري للتعاون مع منشئ المحتوي على مواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز الدعم الشعبي له في وقت تتزايد التحديات

دعا الناتو عدد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لحضور قمة واشنطن في إطار حملة ترويجية (أ ف ب)

ملخص

يسعى الحلف إلى البحث عن سبيل للتواصل مع الأجيال الشابة، حتى أنه لجأ إلى مجموعة من الشخصيات المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" و"إنستغرام" وغيرهما لنشر رسالته، في محاولة جديدة للتوسع ليس على الأرض فحسب ولكن في العقول أيضاً، إذ يسعى إلى ترويج الحلف بين جيل الشباب في أوروبا والولايات المتحدة. 

عند انطلاق قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن استعان الحلف بشاب صغير يبلغ من العمر 25 عاماً، ولديه أكثر من 200 ألف متابع على منصة "إنستغرام"، ليفتتح القمة عبر فيديو يوجه فيه سؤالاً لمتابعيه "هل تعرفون أن واشنطن العاصمة شهدت ميلاد ’الناتو‘؟". 

يجتمع قادة الحلف العسكري في واشنطن هذا الأسبوع للاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيسه في قمة تأتي في وقت حساس لكبار دول الحلف، فالرئيس الأميركي جو بايدن أصبح موضع ترقب دولي بسبب الحالة الصحية المتداعية له، وشهدت فرنسا انتخابات أسفرت عن مزيد من الغموض السياسي في البلاد، بينما تحقق روسيا مزيداً من الانتصارات داخل أوكرانيا. وأمام هذا المشهد يسعى الحلف إلى البحث عن سبيل للتواصل مع الأجيال الشابة، حتى أنه لجأ إلى مجموعة من الشخصيات المؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" و"إنستغرام" وغيرهما لنشر رسالته، في محاولة جديدة للتوسع ليس على الأرض فحسب ولكن في العقول أيضاً، إذ يسعى إلى ترويج الحلف بين جيل الشباب في أوروبا والولايات المتحدة. 

الجيل "زد"

وأفادت تقارير في الصحافة الأميركية بأن التحالف العسكري دعا أكثر من 40 صانع محتوي، بينهم 16 من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وكندا وبلجيكا لحضور القمة المنعقدة في واشنطن بين التاسع والـ11 من يوليو (تموز) الجاري، إضافة إلى 27 مؤثرين آخرين من الولايات المتحدة ممن تمت دعوتهم من قبل وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية عبر فريق متخصص في عقد الشراكات مع منشئ المحتوى. مما اعتبره مراقبون محاولة للتواصل مع الجيل "زد" الذي يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي، ويسلط الضوء على حاجة المؤسسة إلى التفكير خارج الصندوق لتعزيز الدعم الشعبي لها، وبخاصة في وقت دعا فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي تزداد فرصه في العودة إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وغيره من الجمهوريين إلى خفض الإنفاق على الدفاع الأوروبي. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المؤثرون الذين وقع عليهم الاختيار يحظون بعدد متابعين كبير على وسائل التواصل الاجتماعي ويغطون موضوعات تراوح ما بين السياسة والأمن القومي والأخبار وصولاً إلى الثقافة الشعبية. وخلال الأسبوع الجاري التقى عدد من منشئي المحتوى بكبار المسؤولين في واشنطن بما في ذلك مسؤولون من البنتاغون ووزارة الخارجية الأميركية. وفي البيت الأبيض التقوا بالمتحدث جون كيربي وحظى ما لا يقل عن اثنين من أولئك المؤثرين بمقابلات خاصة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. 

ووفق متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فإن المجموعة التي تضم ما يقرب عن 30 شخصاً مؤثراً في واشنطن، يبلغ جمهورها نحو 40 مليوناً عبر قنوات التواصل الاجتماعي.

وعرضت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مقطع فيديو توضيحياً حول أصول التحالف، يرويه شاب أميركي يبلغ من العمر 25 سنة يدعى أنتوني بولكاري والمعروف بـ"توني بي". وقال بولكاري في مقابلة صحافية إنه تمت دعوته للمساعدة في الفيديو التمهيدي لكنه لم يتمكن من الانضمام إلى برنامج المؤثرين خلال القمة، بسبب تعارض في الجدول. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by NATO (@nato)

ويعتقد الشاب أن منشئي المحتوى مثله يمكنهم المساعدة في نقل رسالة "الناتو" إلى جيل على أعتاب تولي السلطة، ويقول "سوف يتولى جيلنا مقاليد السلطة قريباً جداً. كثير من الناس ممن هم أكثر ذكاء مني سيقودون هذا البلد.. أعتقد أنه يتعين على هذه المنظمات التأكد من أن الأجيال الشابة تعرف ما تفعله". وأضاف "نحن في حاجة إلى منظمات مثل حلف شمال الأطلسي ليس فقط لحماية الدول من الحرب ولكن لمنع الحرب.. إنه أمر أخلاقي."

وقالت مديرة الإعلام الرقمي بوزارة الدفاع جينيفر مين "إن ’الناتو‘ هو أحد أعظم قصص النجاح التي عرفها العالم على الإطلاق، ونريد التأكد من أننا نصل إلى جماهير جديدة ومختلفة لنروي هذه القصة"، مضيفة أن المؤثرين سيجتمعون مع كبار القادة الحكوميين خلال رحلتهم.

وقبيل انطلاق القمة نشر القائد الأعلى لقوات حلفاء شمال الأطلسي فيليب لافين على حسابه عبر منصة "إكس" صورة "سلفي" مع عدد من المؤثرين الذين استضافهم التحالف في حدث أقيم بجامعة جورج واشنطن. وغرد قائلاً "مناقشات رائعة مع منشئي المحتوى.. وجهات نظرهم الجديدة وسرد القصص المبتكر والتزامهم بتعزيز المعلومات الموثوقة، تمكن الشباب من اتخاذ قرارات مستنيرة في شأن أمنهم المستقبلي".

تعاون سابق وممتد

ووفق ما هو معلن تحمل التحالف العسكري نفقات سفر منشئي المحتوى، لكنه ينفي أية سيطرة تحريرية على منشوراتهم، ويؤكد أنه لن يتم دفع أية رسوم لهم، وفقاً للمتحدث توم باير كوستا. وقال كوستا "يتم منح المبدعين الفرصة لحضور منتدى الناتو العام والتفاعل مع عدد من الخبراء وكبار المسؤولين في ’الناتو‘ والحلفاء". وهذه ليست المرة الأولى فقد قامت مجموعة من منشئي المحتوى بزيارة مقر "الناتو" في بروكسل خلال أبريل (نيسان) الماضي، للاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسه.

وخلال عام 2022 دعا "الناتو" تسعة من منشئي المحتوى إلى مقره الرئيس في بروكسل حتى يتمكنوا من معرفة مزيد عن المنظمة. وقال بريستون ستيوارت أحد المؤثرين على "يوتيوب" ولديه أكثر من 707 آلاف مشترك وينتج محتوى عن الجيش ويخدم في قوات الاحتياط بالجيش الأميركي، إن قمة هذا الأسبوع هي الحدث الرابع له مع "الناتو"، بما في ذلك الحدث الذي تم فيه إحضار مبدعين آخرين على متن حاملة طائرات قبالة سواحل فرنسا لبدء مهمة لـ"الناتو" في شرق البحر المتوسط.

وأضاف ستيوارت وفق صحيفة واشنطن بوست، إن التحالف منحه دائماً استقلالية تحريرية مما سمح له، على سبيل المثال، بسؤال القادة العسكريين عن منظمة "فيلا" التابعة لحلف شمال الأطلسي، وهي مجموعة من نشطاء الإنترنت الذين يجمعون الأموال لأوكرانيا ويعملون ضد الرسائل المؤيدة لروسيا حول الحرب. وأضاف ستيوارت "لم يكن هناك على الإطلاق أية عبارات مثل "إزالة هذا" أو "تحرير هذا" أو "قول مزيد من ذلك" لقد كان الأمر حراً تماماً."

وفي السفارة الكندية لدى واشنطن جلست أماندا راوند البالغة من العمر 22 سنة في قسم وسائل الإعلام، للاستماع إلى خطاب رئيس الوزراء جاستن ترودو حول التداعيات الأمنية لتغير المناخ. ووفق مجلة تايم تقول راوند إنها تفكر في كيفية نقل أحداث اليوم إلى متابعيها على منصة "تيك توك" البالغ عددهم أكثر من 161 ألف متابع. 

المزيد من تقارير