Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تحولت الضاحية الجنوبية من حصن آمن لـ"حزب الله" إلى مصيدة قاتلة؟

عوامل عديدة تجعل من المنطقة نقطة محورية للحزب، وعلى رغم الأخطار الكبيرة راهناً، يعد وجوده هناك ضرورة استراتيجية

يعد إبراهيم عقيل أحد أبرز قياديي "حزب الله" واستهدفته إسرائيل في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كان يتواجد في 20 سبتمبر الماضي (ا ف ب)

ملخص

لسان حال الجميع في لبنان اليوم هو كيف نجحت إسرائيل في اختراق أقرب وأعمق دائرة في "حزب الله" وفي معقله و"قلعته" الأمنية؟ والأهم لماذا بقي كبار قادة الحزب وعلى رأسهم حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل في هذه المنطقة على رغم الأخطار الكبرى التي كانت موجودة والتهديدات الإسرائيلية باستهدافهم أينما كانوا، التي تبين أنها لم تكن مجرد تهديدات كلامية؟

بين ليلة وضحاها انقلبت الأمور رأساً على عقب، وبعد أن كانت الجبهة الجنوبية جبهة إسناد أصبحت في حاجة إلى من يساندها، وبعد أن كان الحديث أن إسرائيل لن تقدم على عمليات توغل ومن ثم اجتياح بري قد يؤدي إلى حرب موسعة، تحول لبنان من جنوبه إلى شرقه وغربه وشماله ساحة حرب، تحت وابل الغارات الإسرائيلية المدمرة والعنيفة، وتغريدات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" التي يورد فيها الأماكن التي ستستهدف، وتحذير سكانها، وتتضمن غالباً أنه "من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني المحددة..." ويرفق منشوراته بصور لأقمار اصطناعية للمباني المحددة، وحجة إسرائيل أنها تريد القضاء على "حزب الله"، وتجفيف موارده وقطعها، وتدمير مخازن أسلحته ومصانع تجميعها.

إنها الحرب، التي حاولت الدول الراعية، أي الولايات المتحدة وإيران في الأشهر الماضية تجنبها، وعلى ما يبدو أن الأحداث الجارية تدفع تلك الدول وبصورة حثيثة إلى التورط بحرب، وبات معلوماً كيف ابتدأت ولكن لا أحد يعلم متى تنتهي، وما شكل المنطقة في اليوم التالي للحرب؟ بخاصة أن كلام كبار المسؤولين الإسرائيليين بدأ يتطرق وبصورة متكررة إلى تغيير كبير في الشرق الأوسط، وليس فقط غزة أو لبنان.

وكانت حدة وقوة الغارات الإسرائيلية اشتدت وبخاصة بعد اغتيال أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، في الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي، الذي استهدفته سلسلة غارات إسرائيلية استخدمت فيها "طائرات أف 35" التي ألقت 85 قنبلة خارقة للتحصينات تزن كل واحدة منها طناً، وتستطيع هذه القنبلة أن تتسبب في حفرة عمقها 11 متراً، ويمكنها استهداف وقتل الكائنات الحية في نطاق يزيد على 300 متر من نقطة سقوطها، وهو ما يفسر حجم الدمار الذي خلفته بالأبنية في الضاحية الجنوبية، والدمار الهائل الذي أحدثته في منطقة تعج بالأبنية السكنية، متسببة في حفر ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار، وسحقت الضربة ستة مبان بأكملها. وتتالت الغارات وازدادت حدتها وقوتها التدميرية، بصورة لم يشهد لبنان لها مثيلاً، حتى في حرب يوليو (تموز) 2006.

وبعد اغتيال نصرالله بأيام قليلة، نفذت إسرائيل غارات عدت الأعنف منذ بدء الحرب ليل الخميس والجمعة الثالث والرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ووصفت بأنها "حزام من النار"، وكان تأثيرها أقوى من القنابل التي استهدفت مقر الحزب المركزي. ووفقاً لتقارير صحافية إسرائيلية استهدفت هذه الغارات اجتماعاً لكبار قادة الحزب من بينهم هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي، وخليفة نصرالله المحتمل.

تلك الغارة استهدفت مباني عدة دمرت بالكامل، وأشار موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصادر إسرائيلية إلى أن صفي الدين كان في أعمق مخبأ تحت الأرض. وفي حين أشارت بعض وسائل الإعلام إلى مقتل صفي الدين، فإن مصدراً أمنياً قال لوكالة "رويترز"، إن الاتصال فقد مع صفي الدين منذ تنفيذ الهجوم، ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر أمنية لبنانية، قولها إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية في المريجة، التي يشتبه في أنها أدت إلى مقتل صفي الدين.

أما "القناة 12" الإسرائيلية فأفادت بدورها بأن إسرائيل تحقق في احتمال إصابة إسماعيل قاآني، قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، في الضربة الإسرائيلية نفسها في بيروت.

اغتيالات مركزة في الضاحية

تتركز الاستهدافات والغارات الإسرائيلية ومنذ اغتيال القيادي والرجل الثاني في "حزب الله" فؤاد شكر في نهاية يوليو الماضي، الذي قالت "وول ستريت جورنال" في وصفها له إن إسرائيل "قتلت شبحاً"، على الضاحية الجنوبية معقل التنظيم.

كما أن عملية تفجير آلاف أجهزة البيجرز ضمن ما بات يعرف بـ"واقعة البيجرز" أو "مجزرة البيجرز"، ثم تفجير أجهزة اللاسلكي في اليوم التالي، كانت مركزة بصورة كبيرة في شوارع الضاحية.

وما هي إلا أيام قليلة على هذا الاختراق، الذي حير العالم، حتى أتت الغارة التالية التي دمرت مبنى سكنياً مؤلفاً من سبعة طوابق في حي القائم في الضاحية بعد استهدافه بـأربعة صواريخ، مما أدى إلى تدمير الطابق الثاني تحت الأرض، حيث كان يجتمع عدد من قادة "قوة الرضوان" أو قادة النخبة والتابعة للتنظيم. وضم الاجتماع حينها نحو 20 من قادة الرضوان، وأسفر عن مقتل إبراهيم عقيل، الذي كان يعد الرجل العسكري الثاني بعد فؤاد شكر، إضافة إلى القائد البارز أحمد وهبي، الذي كان مشرفاً على العمليات العسكرية في الحزب.

ثم أتى الاغتيال الأكبر الذي لم يتوقع أحد حدوثه في الضاحية الجنوبية لبيروت بتاريخ الـ27 من سبتمبر باستهداف إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله، بعد قصف مكان وجوده تحت الأرض بقنابل خارقة للتحصينات، وهو كان استهدف مع عدد من كبار القادة في مقر القيادة المركزية للجماعة منهم علي كركي القائد العسكري الثالث من بعد شكر وعقيل.

تسارعت الأحداث بلا شك في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، وكانت بالنسبة إلى كثير من بيئة الحزب أو خارجها خارج قدرتهم على الاستيعاب، فيما لا يزال محللون وخبراء حتى اليوم يحاولون فهم ما حصل وكيف حصلت هذه الاستهدافات.

لكن لسان حال الجميع هو كيف نجحت إسرائيل في اختراق أقرب وأعمق دائرة في الحزب وفي معقله و"قلعته" الأمنية؟ والأهم لماذا بقي كبار قادة "حزب الله" وعلى رأسهم نصرالله وصفي الدين وشكر وعقيل في هذه المنطقة على رغم الأخطار الكبرى التي كانت موجودة والتهديدات الإسرائيلية باستهدافهم أينما كانوا، التي تبين أنها لم تكن مجرد تهديدات كلامية؟

الضاحية معقل "حزب الله" الأمني

بعد حرب قاسية ودمار كبير عام 2006 انتهت إعادة إعمار الضاحية الجنوبية في بداية عام 2009، وأشرف على عملية البناء حينها "حزب الله" بطبيعة الحال عبر مؤسستي "وعد" و"جهاد البناء" التابعتين له، بكلفة ضخمة قدرت بـ400 مليون دولار، وأثار إشراف الحزب على تفاصيل الإعمار جدلاً سياسياً حينها، فالحزب كثيراً ما كان موجوداً في الضاحية، لكن إشرافه على إعادة إعمارها رسخ هذا الوجود بشرياً ولوجيستياً ومن النقطة الصفر.

يقول متابعون في هذا الشأن إن الحزب عمل في فترة إعادة إعمار الضاحية على إنشاء شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض، تصل بعض المباني ببعض، وهذا ما يفسر استخدام إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات كي تصل إلى عمق كبير تحت الأرض.

علماً أن مدير مشروع "وعد" المهندس حسن الجشي كان قد أشار في حديث صحافي في سبتمبر عام 2007، إلى أن "حزب الله" لن يقيم أي بنية تحتية تتضمن ملاجئ وسراديب في الضاحية عند إعادة إعمارها، وكشف حينها عن أن مبنى شورى الحزب القديم تم تلزيم إعادة بنائه إلى شركة يمتلكها مسيحيون غير مقربين من الحزب. ومؤكداً في ذلك الوقت أن الحزب يلتزم إعادة الضاحية الجنوبية "أجمل مما كانت"، وأنه مستمر في العمل لإعادة البناء ولو تأخرت الحكومة في دفع التعويضات للسكان، ولمح إلى "عرقلة رسمية" لعمل المشروع.

ولكن بالعودة إلى السؤال الأهم اليوم، هل آمن قادة الحزب أن إسرائيل غير قادرة على الوصول إليهم مع ما بنوه بعمق عشرات الأمتار في عملية إعادة إعمار الضاحية بعد حرب 2006؟

توجهت "اندبندنت عربية" لأحد المقربين من الحزب بهذا السؤال، فكان جوابه أنه حتى لو كان يعلم الإجابة لكنه لا يستطيع الإجابة راهناً، ولا أحد من الحزب يمكنه الإجابة أيضاً في هذا الوقت، على رغم أنه سؤال بدأ يكبر وينتشر في بيئة الحزب، وسط حالة من الغضب بخاصة بعد نجاح إسرائيل باغتيال نصرالله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف المصدر المقرب من الحزب أن ما يمكنه التصريح به أن تلك القيادات عاشت طوال الفترة الماضية في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد بالنسبة إليهم مربعاً آمناً ومحصناً، وقال "هذه القيادات لم تترك أهلها هناك".

لكن حتى لو أن تواجه القيادات في هذه المنطقة أمر محتم، لكن وفي الظروف الأمنية الخطرة التي تحيط بهم، لماذا يجتمعون وبأعداد كبيرة كما حصل في اغتيال قادة قوة الرضوان؟

هنا يقول محللون إن الأمر يعود إلى سببين، الأول أن البيئة الخاصة بالحزب والأقرب إليهم أعطتهم الشعور بالأمان والقوة وشكلت عنصراً مهماً لأعضاء الحزب وقياداته، والسبب الثاني أن حرب عام 2006 شهدت محاولات اغتيال إسرائيلية متعددة ومنها بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية ثلاث محاولات لاغتيال نصرالله نفسه، لكنها لم تنجح، مما خلق شعوراً لدى قيادة الحزب أن البنية الموجودة تحت الأرض آمنة تماماً ولا يمكن أن تخترق.

الدخول إلى الضاحية مراقب

لا يختلف اثنان من اللبنانيين على أن من يدخل الضاحية يشعر أنه مراقب، البعض يقارب هذا الأمر بسلبية وآخرون بإيجابية.

فقبل بدء الحرب الراهنة، وعند زيارة المربع الأمني الأهم في المنطقة، كان الزائر يشعر بأنه مراقب منذ أول خطوة في شارع معوض، وهو الشارع الأكبر في الضاحية ويضم عدداً من مكاتب ومقار تابعة للحزب منها مقر العلاقات الإعلامية. 

فيما كانت مهمة حمل كاميرا والتصوير في هذا الشارع شبه مستحيلة، وكان على أي صحافي أن يتوجه إلى مبنى العلاقات الإعلامية ليقابل المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف لأخذ الإذن بالتصوير أو للحديث مع أبناء المنطقة. كثيراً ما عدت المنطقة حصناً حصيناً، من هنا كانت قيادات الحزب تشعر بالأمان لوجودها تحت تلك الحراسة المشددة وبخاصة داخل ما تم إنشاؤه تحت الأرض، الذي لا يزال مجهولاً لغالبية اللبنانيين حتى هذه اللحظة.

فيما تعد الضاحية الجنوبية ومنذ قرابة نصف قرن معقلاً تاريخياً للحزب وبيئته الحاضنة، وامتداداً للديموغرافيا الشيعية للسكان القادمين من الجنوب والبقاع، على معظمهم، وهي تعد الخزان البشري التابع له. 

"عقيدة الضاحية"

انتهج الجيش الإسرائيلي خلال حربه على لبنان عام 2006 ما يعرف بـ"عقيدة الضاحية" تيمناً باسم الضاحية الجنوبية لبيروت، وبات يعتمد هذه المنهجية العسكرية في حروبه اللاحقة في غزة والضفة الغربية. وتعتمد تلك العقيدة على استراتيجية عسكرية قوامها الردع عبر استخدام القوة المفرطة، وقتل المدنيين والتدمير الكامل للبنية التحتية المدنية للضغط على الحكومات أو الجماعات المعادية، وتنص الاستراتيجية على أن على البيئة الحاضنة أو الداعمة للحزب أو الفصيل المعادي لإسرائيل أن تدفع ثمناً باهظاً.

الضاحية "رمزية المكان"

وتوجد عوامل عديدة تجعل من الضاحية الجنوبية نقطة محورية للحزب، وعلى رغم الأخطار التي تحيط بالمنطقة، يبدو أن الحزب يعد وجوده هناك ضرورة استراتيجية، وذلك بحكم موقعها الجغرافي القريب من بيروت ومطار لبنان الوحيد، إذ تحتل الضاحية موقعاً استراتيجياً يتيح لـ"حزب الله" الحفاظ على نفوذه في العاصمة وفي الوقت نفسه توفير قاعدة دفاعية قريبة من خطوط القتال المحتملة مع إسرائيل. وتعد الضاحية أيضاً منطقة تربط الحزب بالعاصمة، مما يجعل من الصعب على أي جهة خارجية أن تفصل بين الحزب والنفوذ السياسي في لبنان.

وبنظر أحد المتابعين الذين عاش طوال حياته في الضاحية، ويعد نفسه من البيئة الحاضنة للحزب، أن الضاحية تمثل مركزاً للسكان الشيعة وغير الشيعة الموالين لـ"حزب الله"، وهو يعتمد على هذا الدعم الشعبي لاستمرار نفوذه السياسي والعسكري. أضف إلى ذلك رمزية المكان، الذي يمثل الصمود في وجه إسرائيل والقوى المعادية للحزب، ومغادرة هذه المنطقة قد يفسر على أنه ضعف أو تراجع في نفوذ الحزب، وهو ما يسعى "حزب الله" إلى تجنبه. وكان الحزب يعد أنه يمتلك نظاماً أمنياً متقدماً في الضاحية، مما يساعده على التصدي للتهديدات ومحاولة الحد من العمليات المعادية داخل المنطقة. إضافة إلى شبكات لوجيستية ومراكز قيادية وخدمات اجتماعية في الضاحية، وهو يستفيد من هذه البنية لتقديم الدعم لأتباعه وتنفيذ عملياته. ويأتي استمرار الوجود في الضاحية ليظهر إصراره على تحدي محاولات إضعافه، وهو يسعى إلى إرسال رسالة بأن اغتيال قياداته لن يؤدي إلى تراجعه أو تخليه عن مناطقه الاستراتيجية.

الضاحية "مدينة تحت المدينة"

ومن منظار استراتيجي تحليلي يشير الجنرال المتقاعد والمتخصص في الأمن الوطني والدفاع يعرب صخر في حديث مع "اندبندنت عربية" إلى أن "وجود قادة الحزب حتى الساعة في الضاحية الجنوبية، وبكل بساطة لأنه خارج تلك المنطقة سيكون القادة مكشوفين أكثر بكثير من ذلك المكان". والدليل أن إسرائيل استهدفت القادة الميدانيين ومنذ بداية حرب غزة أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ بلغ عددهم 500. ووفقاً للجنرال صخر أنه وعلى مدى عقود أنشأ الضاحية الجنوبية، "على هيئة مدينة تحت المدينة، وأنفاق ودهاليز وأعماق، إذ استهدفت الغارات في حالة نصرالله وصفي الدين، أعماقاً وصلت إلى الطوابق التاسع والـ10 والـ11 تحت الأرض، مما يكشف التدعيم والتحصين إلى أقصى الحدود، من هنا ما زالت تعد الضاحية بالنسبة إلى التنظيم الحصن الحصين، وكل ما هو خارج الضاحية مكشوف أمنياً، إذ إن تل أبيب عبر بنك الأهداف والقاعدة الاستخباراتية أصبح بمقدورها رصد كل شاردة وواردة تابعة للحزب". ويتابع المتخصص في الأمن الوطني والدفاع "أن الحزب خارج تلك البقعة لا يملك ملاذاً ولا (أماناً) إلا في الضاحية، وهم في وضع لا يحسدون عليه بعد سلسلة الاستهدافات التي طاولتهم، فلا يمكن لهم التحرك خارج الضاحية إلا إذا غادروا لبنان نهائياً، ومع هذا إسرائيل لهم بالمرصاد حتى خارج الأراضي اللبنانية، من هنا تبقى الضاحية الجنوبية المكان الآمن لهم، بسبب التحصينات والتجهيزات الموجودة فيها من أنفاق ودهاليز وغيرها، بحيث لا يستطيعون الوجود إلا في تلك المدينة، تحت المدينة، ويحاولون قدر الإمكان الاختباء وعدم الظهور".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير