Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هذا شرط النظام السوري لتحسين علاقته مع أنقرة

أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو الأسد إلى تركيا "في أي وقت"

بشار الأسد مستقبلاً رجب طيب أردوغان في دمشق عام 2010 (أ ب)

ملخص

قبل اندلاع النزاع عام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، وجمعت الرئيس التركي علاقة صداقة بنظيره السوري، إلا أن هذه العلاقة انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام.

أكد النظام السوري اليوم السبت أن أي مبادرة لتحسين العلاقة مع أنقرة يجب أن تبدأ بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه قد يدعو رئيس النظام بشار الأسد إلى تركيا "في أي وقت".

وقالت وزارة خارجية النظام في بيان إن "أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسس واضحة ضماناً للوصول إلى النتائج المرجوة والمتمثلة في عودة العلاقات بين البلدين إلى حالها الطبيعية".

وأضافت أنه "في مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات الموجودة بصورة غير شرعية من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدّد أمن سوريا فقط، بل أمن تركيا أيضاً".

وأكدت الخارجية أن النظام ينطلق دائماً من قناعته بأن "مصلحة الدول تُبنى على العلاقة السليمة في ما بينها وليس على التصادم أو العدائية"، مشيراً إلى حرص دمشق على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي طُرحت، بما في ذلك "المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية- التركية".

الانفتاح التركي

وكان أردوغان قال الأحد الماضي "وصلنا الآن إلى نقطة أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، سنظهر له النهج نفسه".

واعتبرت الخارجية في بيانها أن نتيجة تلك المبادرات مسار هادف "يبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين، أساسها احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي".

وتؤدي روسيا، وفق محللين، دوراً أساسياً لتحقيق تقارب بين حليفيها اللذين يجمعهما "خصم" مشترك يتمثل في المسلحين الأكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن.

وتزامنت تصريحات الخارجية السورية مع إعلان أردوغان اليوم نهاية وشيكة للعملية التي تنفذها قواته ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا.

وقال أردوغان في ما يتعلق بسوريا، "سنستكمل النقاط العالقة ضمن الحزام الأمني على طول حدودنا الجنوبية في سوريا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاقة البلدين

وقبل اندلاع النزاع عام 2011، كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، وجمعت الرئيس التركي علاقة صداقة بنظيره السوري، إلا أن هذه العلاقة انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام. فدعت أنقرة بداية حليفتها إلى إجراء إصلاحات سياسية، لكن مع قمع التظاهرات بالقوة وتحولها تدريجاً إلى نزاع دامٍ، دعا أردوغان الأسد إلى التنحي "منعاً لإراقة الدماء".

وفي مارس (آذار) 2012، أغلقت تركيا سفارتها لدى دمشق، وبعدها كرّر أردوغان وصف الأسد بأنه "مجرم وإرهابي"، بينما وصف الأخير نظيره التركي بأنه "لص" وداعم لـ"الإرهابيين".

وقدمت تركيا دعماً للمعارضة السورية السياسية، وتحولت إسطنبول إلى مقر للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة السياسية، قبل أن تبدأ بمساندة الفصائل المعارضة المسلحة.

وإن كانت تركيا شنت منذ 2016 ثلاثة هجمات ضد المسلحين الأكراد، مكّنتها من السيطرة على أراضٍ سورية حدودية واسعة، لكنها لم تدخل في مواجهة مباشرة مع دمشق إلا عام 2020، بعد مقتل عدد من عناصرها بنيران قوات النظام في شمال غربي البلاد، وهدأت الأمور بعد وساطة من روسيا.

وبعد قطيعة استمرت 11 عاماً، برزت صيف عام 2022 مؤشرات تقارب بين الطرفين، مع دعوة وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إلى مصالحة بين النظام والمعارضة.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً واسعاً بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد، وشرّد وهجّر كذلك أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي