كيف بدأ مبابي في إحراز الأرباح لريال مدريد؟

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي تعاقده رسمياً مع المهاجم الفرنسي كيليان مبابي قادماً من باريس سان جيرمان بعد نهاية عقده مع بطل فرنسا، وشهد استاد "سانتياغو برنابيو" معقل أبطال أوروبا أول من أمس الثلاثاء تقديم قائد منتخب "الديوك" لجماهير النادي الملكي، بعد نهاية مشاركة النجم البالغ من العمر 25 سنة مع منتخب بلاده في بطولة "يورو 2024" التي استضافتها ألمانيا بين الـ14 من يونيو الماضي والـ14 من يوليو (تموز) الجاري.

وكما هو معروف مسبقاً فإن انتقال مبابي إلى ريال مدريد لن يثمر للطرفين شراكة رياضية عظيمة فحسب، بل يعد أيضاً بمكاسب مالية غير متوقعة ذات أبعاد هائلة.

وشهد تقديم مبابي لجماهير ريال مدريد حضور الآلاف في الملعب الذي جرى إعادة بنائه ليكون جزءاً من مستقبل أبطال أوروبا، وبدا أن الجماهير ترى في مبابي درة تاج فريقها العالمي، لذلك شهدت الأيام الأخيرة تهافتاً شديداً على شراء قمصان "لوس بلانكوس" التي تحمل اسم اللاعب والرقم "9" الذي سيحمله، خلفاً للهداف الفرنسي كريم بنزيما الذي انتقل في الصيف الماضي إلى نادي الاتحاد السعودي.

وبلغ ترقب الجماهير ذروته في أول ظهور لمبابي في البرنابيو مع أكثر من نصف مليون طلب تذكرة، مما أدى لتعطل موقع النادي على الإنترنت. وانعكس هذا الطلب الكبير على قوائم الانتظار الطويلة لقميص اللاعب.

وكشفت تقارير صحافية إسبانية عن حجم كبير لطلبات الجماهير لشراء القميص الذي يبلغ سعره 117 يورو (127.84 دولار) مما يمهد الطريق أمام ثروة قادمة لريال مدريد.

وذكرت صحيفة "أس" الإسبانية أنه من المحتمل أن يستبدل مبابي الرقم "9" في الصيف المقبل بعد رحيل النجم الكرواتي لوكا مودريتش، ليحمل الرقم "10" الذي يتوافق مع علامته التجارية وقميصه مع المنتخب الفرنسي، مما يمثل خطوة جديدة وخطوة استراتيجية في شراكته مع النادي الملكي.

مفاوضات مبابي مع ريال مدريد لم تكن خالية من العقبات وكانت النقطة الشائكة المحورية هي تقسيم إيرادات حقوق الصور، وكسر النادي قاعدته الثابتة المتمثلة في تقسيم حقوق الصور بنسبة 50-50 مع لاعبيه، ليوافق على حصول مبابي على 80 في حقوق صوره.

وكانت قوة مبابي الإعلامية والإعلانية خلف موافقة ريال مدريد على طلباته، إذ يعد الفرنسي علامة تجارية مستقلة بذاتها ومربحة جداً ويدر ما لا يقل على 20 مليون يورو (21.85 مليون دولار) سنوياً من الإعلانات، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم بصورة كبيرة في ريال مدريد.

وتتصاعد صفقات الرعاية وإيرادات النادي نمواً وبصورة هائلة بعد انضمام مبابي مدعومة بشعبيته الجارفة على وسائل التواصل الاجتماعي إذ لديه ما يزيد على 117 مليون متابع، وما زال العدد في ازدياد.

وبعيداً من المستطيل الأخضر نجح مبابي في حماية علامته التجارية المستقلة عن ناديه السابق باريس سان جيرمان أو المنتخب الفرنسي بصورة استراتيجية، من خلال تسجيل العلامات التجارية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وانتقاء العلامات التجارية التي يروج لها، واستبعاد أية شركات أو مؤسسات قد تشوه الصورة التي يرسمها لنفسه أمام الملايين من متابعيه.

لذلك فعندما يرتدي مبابي قميص ريال مدريد الأبيض فإنه لا يرفع من طموحات الفريق على أرض الملعب فحسب بل يضع أيضاً معياراً جديداً في المجال التجاري لكرة القدم، وسيكون لتأثيره صدى خارج الملعب وسيعيد تشكيل كيفية تعامل الأندية مع عمليات ضم اللاعبين وإدارة العلامات التجارية في العصر الحديث للرياضة.