Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوب نبيذ أحمر يوميا يفيد صحتك أم إنه خرافة يجب التدقيق فيها؟

مع حلول صيف مشاهدة الرياضة (واحتساء الشراب) قررت تقصي الحقيقة عن الكحول والصحة واللياقة

هل كأس من النبيذ الأحمر فعلاً مفيد للصحة؟ (غيتي)

ملخص

تناول كأس نبيذ أحمر يومياً يفيد الصحة ولا يتعارض مع الرياضة حتى لو كان من النوعية العادية وليس الفاخرة، والأمر لا ينطبق على البيرة أو النبيذ الأبيض

إنه الصيف (إلى حد ما...) ويعني ذلك تدفق المنافسات الرياضية. ويبدو أن ثمة علاقة تضامنية متبادلة بين الكحول والرياضة، سواء اعترفنا بذلك أم لا، لكني أراهن أنه حينما يتعلق الأمر بمشاهدة الرياضة (وليس المشاركة فيها)، يأتي الشرب في طليعة الأشياء التي تتبادر إلى ذهنك.

لا تجد مسابقة ويمبلدون للتنس هويتها من دون شراب "بيمس" Pimm's [كوب يحوي قطع فاكهة وشراب الجن]. ولا توجد مسابقة كأس أوروبا لكرة القدم، إن لم تمتلئ صفحات مجلات الـ"تابليود" الشعبية صور المشجعين الإنجليز يشربون البيرة.

في المقابل، هل تستطيع الاستمتاع بالكحول ثم تستمر في ادعاء أنك "رياضي"؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد وصلت إلى قمة مساري الرياضي حينما منحتني أسطورة الرياضة البريطانية، فاتيما ويتبرد، ميدالية ذهبية عن (قرع الطبل)، وهو سباق الركض من داخل "كيس" بطاطا. كنت البطل في المضمار الرياضي الذي اخترته ضمن مسابقة بين المدارس الابتدائية المحلية، ويعتمد أمر ذلك الركض على كيفية التحكم بوضعية القدمين، إن أثار الأمر اهتمامك. لقد احتفلت بركوب "عجلة مركبات" [دولاب خشبي كبير يحمل على محيطة مجموعة من الكراسي المستطيلة المتحركة] وشرب كوب مخفف من عصير البرتقال الكثيف التحلية. وإذا قفزنا في الزمن إلى الأمام لبضعة أعوام، فسأجد أنني ما زلت أستمتع بممارسة التمارين الرياضية، لكني أحببت شرب الخمر كذلك.

وبعد انقضاء إجازة الأمومة، استعدت إيقاع تمارين اللياقة بمزيد من الانتظام، لكني لاحظت أمراً مثيراً تمثل في أني صرت أشرب كميات أقل من الخمر.

ما الذي جرى؟

لا تسيئوا فهمي. أنا أعشق الخمر، إنها حبي ومهنتي. ولا يعني ذلك أنني أفرط في الشرب، خصوصاً حينما أنخرط في التمارين الرياضية.

وتتهاطل علينا قذائف من رسالة مفادها أن الخمر ليس مأموناً، لكني مفتونة بالعدد الكبير من الدراسات التي تقدم عملياً نصيحة معاكسة، خصوصاً في شأن شراب كحولي واحد بعينه هو النبيذ الأحمر.

وعند هذه النقطة، أجد في نفسي الرغبة في إثبات بطلان أسطورة راسخة قوامها أن كأساً من النبيذ الأحمر في اليوم تفيد صحتك بالفعل؟

وكثيراً ما حذرنا من "التناقض الفرنسي" أي انخفاض معدل الإصابات بأمراض القلب والجهاز الدوري لدى الشعب الفرنسي على مدار تاريخه، على رغم تناوله أطعمة تحوي كميات مرتفعة من الدهون المشبعة. وفي دراسة بارزة أجراها كازو ياماغاتا (مع آخرين) وشملت أكثر من 129 ألف بالغ، رصد انخفاض في معدل الوفيات بين المصابين بأمراض القلب والجهاز الدوري، في أواسط متناولي النبيذ، بالمقارنة مع سواهم ممن يشربون الكحول. وفي تلك الدراسة، ركز العلماء بصورة خاصة على تقصي التأثيرات الوقائية لمواد تعرف باسم "بولي فينول" polyphenols، وهي مركبات تأتي من النبات وتعمل على تعزيز صحة القلب وتدعيم مناعة الجسم. وتتوافر مواد الـ"بولي فينول" في أطعمة كثيرة على غرار الفاكهة الداكنة الطازجة والشاي والقهوة والشوكولاتة السوداء والمكسرات، وكذلك النبيذ الأحمر وهو الهدف الأساس لهذا التقصي.

وتتميز مواد الـ"بولي فينول"، خصوصاً مركبات "رسفراترول" resveratrol و"أنثوسيانين" anthocyanins و"كاتشينز" catechins، بفاعليتها المرتفعة كمواد مضادة للأكسدة. لكن، لماذا التركيز على فائدة النبيذ الأحمر حصرياً، وليس النبيذ الأبيض أيضاً؟

ويكمن مفتاح الإجابة في أن كل المواد المفيدة تتركز بين قشرة حبة العنب وبذورها. وحينما يصنع النبيذ الأبيض، تضغط العناقيد ويؤخذ العصير مباشرة، مخلفاً وراءه كتلة القشرة. ويحصل عكس ذلك في النبيذ الأحمر (وخمر البرتقال أيضاً)، إذ يترك العصير كي يتخمر مع بقية الكتلة اللذيذة للعنب التي تضم القشرة. والنتيجة؟ يدخل جيش من المواد المضادة للأكسدة إلى جسدنا، حينما نستمتع بكمية محدودة من النبيذ الأحمر الذي يحتسى مع الطعام.

وتصل الكلمات بي إلى اهتمامي الآخر خلال الصيف، أي الرياضة. إنها كأس كرة القدم الأوروبية، وبطولة ويمبلدون للتنس وغيرها. بالتالي، يجسد الصيف وقت يتناول فيه مشاهدو تلك المسابقات المحفزة لإفرازات مرتفعة من مادة "أدرينالين" في الجسم، زجاجة من "بيمز" وكوبين من البيرة.

لكن، ماذا عن اللاعبين؟ هل يلتزمون بالشعار السائد عن فائدة النبيذ الأحمر لصحتك، حتى النخبة منهم؟

في الحقيقة، ليس عليك سوى التفكير باثنين من لاعبي النخبة الأعلى مستوى في التنس، وهما يعلمان أن الرياضة والنبيذ يتآزران معاً. إذا توجب عليك أن تسأل لاعبة التنس العالمية سيرينا ويليامز عن مشروبها المفضل، فسيأتيك الجواب بأنه من الأنبذة الإيطالية الرفيعة المستوى، خصوصاً "بارولو". وتحظى ويليامز بمن يرافقها في ذلك المنحى ممثلاً ببطل العالم روجيه فيدرير المشهور عنه غرامه بالنبيذ الإيطالي "برينلو دي مونتالتشينو" brunello di montalcino.

بالطبع، يملك اللاعبان كلاهما من المال ما يكفي للتحمل كلفة تلك الأنبذة الفاخرة يومياً، إن رغبا في ذلك. وتتمثل الأخبار الجيدة في عدم حاجتك إلى الأنبذة الحمراء الفاخرة كي تحصل على الفوائد المتوخاة منها، لأن كل أنواع النبيذ الأحمر تحوي المزايا السحرية للـ"رسفراترول"، وكذلك الحال بالنسبة إلى خمر البرتقال، لأنه يصنع بالطريقة نفسها كالنبيذ الأحمر.

لست بالشخص المتطرف، ويفترض أن يكون التوازن أساس الحياة. وأغنم كثيراً من السعادة من النبيذ والتمارين، وأعتقد أن الاثنين يتناغمان جيداً، وكذلك أحرص بدقة على التمتع بطيب الطعام وبكميات معتدلة. ربما يجب على مشجعي المنتخب استبدال عبوة من الجعة بـكأس ممتازة من نبيذ "شباتبورغوندر" spätburgunder الأحمر (المصنوع من عنب "بينو نوار" الأسود).

* روزموند هال، تعمل في (ديب وست) مراسلة حرة، وهي خبيرة في النبيذ

© The Independent

المزيد من منوعات