ملخص
تعافت الأسعار لفترة وجيزة، إذ أنهت ثلاث جلسات متتالية من الانخفاض بسبب تراجع مخزونات الخام الأميركية وتزايد أخطار العرض من جراء حرائق الغابات في كندا مما أدى إلى ارتفاع الأسعار
تحوم أسعار النفط حول أدنى مستوى في ستة أسابيع اليوم الأربعاء مع دخول النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكثر في فصل الصيف، في ظل إشارات محدودة على الارتفاع المتوقع في استهلاك الوقود الذي تشهده هذه الفترة عادة.
وتعافت الأسعار لفترة وجيزة، إذ أنهت ثلاث جلسات متتالية من الانخفاض بسبب تراجع مخزونات الخام الأميركية وتزايد أخطار العرض من جراء حرائق الغابات في كندا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) المقبل 66 سنتاً أو 0.8 في المئة إلى 81.67 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في عقود سبتمبر 65 سنتاً بواقع 0.8 في المئة مسجلاً 77.61 دولار للبرميل.
وانخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع أمس الثلاثاء، وأغلق خام "برنت" عند أدنى مستوياته منذ التاسع من يونيو (حزيران) الماضي، بسبب محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" بموجب خطة أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو (أيار) الماضي وبوساطة مصرية قطرية.
وعانت الأسعار أيضاً بسبب استمرار المخاوف من أن يؤدي التباطؤ الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، إلى إضعاف الطلب العالمي على النفط.
وخسر خام غرب تكساس الوسيط سبعة في المئة خلال الجلسات الثلاث السابقة، بينما خسر "برنت" نحو خمسة المئة.
ووفقاً لـ"رويترز" نقلت مصادر بالسوق عن معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة تراجعت في الأسبوع الماضي، وساعدت حرائق الغابات في كندا في دعم الأسعار، وقال محللو "آي إن جي" إن الحرائق أجبرت بعض المنتجين على تقليص الإنتاج وتهدد كمية كبيرة من الإمدادات.
وقالت مصادر في السوق طلبت عدم الكشف عن هوياتها إن بيانات معهد البترول الأميركي أظهرت انخفاض مخزونات الخام بمقدار 3.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ19 من يوليو (تموز) الجاري، وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 2.8 مليون برميل ونواتج التقطير بمقدار 1.5 مليون برميل.
وستكون تلك هي المرة الأولى التي تنخفض فيها مخزونات الخام في الولايات المتحدة لمدة أربعة أسابيع على التوالي منذ سبتمبر 2023.
واردات الهند من النفط الأميركي زادت في يونيو
في الأثناء أظهرت بيانات من مصادر في قطاع النفط أن واردات الهند الشهرية من النفط من روسيا أكبر مورد لها، انخفضت بصورة طفيفة في يونيو 2024، بينما ارتفعت وارداتها من الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2022.
يشار إلى أن الهند هي ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، إذ تستورد أكثر من 80 في المئة من حاجاتها النفطية.
وكانت شركات التكرير الهندية تقدمت بطلبات شراء في مايو 2024 لمعظم شحنات النفط التي طرحت للتسليم في يونيو الماضي.
وأظهرت البيانات أن شركات التكرير في الهند استوردت مجتمعة 1.98 مليون برميل يومياً من النفط الروسي في يونيو الماضي، بانخفاض 3.7 في المئة عن الشهر السابق، لكن البيانات أشارت إلى أن واردات الهند من النفط الروسي ارتفعت 1.2 في المئة على أساس سنوي خلال ربع السنة المنتهي في الـ30 من يونيو 2024.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحد المتعاملين مع شركة تكرير هندية إن روسيا صدرت مزيداً من الخام في ربع السنة المنتهي في يونيو 2024 بسبب توقف العمل في مصاف لديها نتيجة هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية، لكنه أضاف أنه من المتوقع أن تنخفض الإمدادات في ربع السنة المنتهي في سبتمبر 2024.
وزاد اعتماد شركات التكرير الهندية على النفط الروسي الذي زادت جاذبيته في ظل بيعه بسعر مخفض في أعقاب تقليص الدول الغربية مشترياتها منه، وفرض مجموعة من العقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
شركات التكرير الهندية
وأظهرت البيانات أن شركات التكرير الهندية كبحت بالفعل وتيرة شراء النفط من بعض المنتجين التقليديين في الشرق الأوسط الذين رفعوا الأسعار في وقت سابق من العام الحالي، إذ انخفضت الواردات من العراق في يونيو الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2020.
وأشارت البيانات إلى أن شركات التكرير الهندية تلقت 762 ألفاً و400 برميل يومياً من النفط العراقي في الشهر الماضي، بانخفاض نحو 24 في المئة عن مايو الماضي و14.6 في المئة عن العام السابق.
وقال المتعامل "يرجع ذلك إلى أسباب منها أن العراق ليس لديه إمدادات إضافية ليخصصها"، مضيفاً أن "الإمدادات الروسية متاحة بسهولة أيضاً".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أكدت وزارة النفط العراقية التزامها باتفاق إعلان التعاون لمنظمة البلدان المنتجة للبترول "أوبك"، قائلة إنها "ستعوض أي تجاوز في إنتاج النفط منذ بداية 2024".
وظل العراق ثاني أكبر مورد للنفط إلى الهند، تليه السعودية والإمارات، وصارت الولايات المتحدة رابع أكبر مورد للهند.
وتسببت الواردات من روسيا في تقلص حصة نفط الشرق الأوسط في سلة الخام الهندي، مما أدى إلى انخفاض حصة أوبك إلى أدنى مستوياتها.