Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تضارب حول سيطرة "الدعم السريع" على السوكي السودانية

قوات دقلو قالت إنها تمددت في المدينة وقتلت 150 جندياً ومتحدث عسكري يؤكد التصدي للهجوم

حاكم ولاية البحر الأحمر السودانية مصطفى محمود يحيي القوات المسلحة في بورتسودان (أ ف ب)

ملخص

أكد تجمع شباب سنّار أن "اشتباكات عنيفة اندلعت في السوكي جنوب شرقي سنّار بين الجيش وميليشيات الدعم السريع مع تقدم الجيش في المعركة"، وأشار شهود عيان لوسائل إعلام سودانية بأن الطيران الحربي التابع للجيش قصف بعنف أرتالاً تابعة لـ "الدعم السريع" قرب بلدة السوكي.

يكتنف الغموض الوضع العسكري في مدينة السوكي السودانية بولاية سنّار التي تبعد من الخرطوم 338 كيلومتراً، فبينما أعلنت "الدعم السريع" أن قواتها سيطرت بصورة كاملة ليل أمس الأربعاء على السوكي، وقتلت أكثر من 150 من الجيش السوداني وقوات متحالفة معه، واستولت على عتاد حربي، أكد الجيش تصديه للهجوم.

وأفادت "الدعم السريع" عبر حسابها علة منصة "إكس" أن قواتها بسطت سيطرتها بالكامل على مدينة السوكي بولاية سنّار واستولت على 21 عربة بكامل عتادها الحربي، ومدفع "سي فايف" وحرقت أربع عربات، وقتلت أكثر من 150 فرداً، فضلاً عن استيلائها على أسلحة وذخائر متنوعة مع أسرها العشرات.

كما بثت "الدعم السريع" مقاطع فيديو مصورة لمجموعة من أفرادها بكامل عتادها ومركباتها القتالية داخل مدينة السوكي، مما يظهر سيطرتها على المدينة، مشيرة إلى أن هذه السيطرة تأتي ثأراً لمقتل قائد منطقة النيل الأزرق عبدالرحمن البيشي الذي لقى حتفه أخيراً بغارة جوية شنها الطيران الحربي التابع للجيش على تجمعات لـ "الدعم السريع" في منطقة سنّار، إلا أن المعلومات تشير إلى أن الوضع قد تبدل وتغير لاحقاً، مما يثير تساؤلات حول مدى دقة هذه الفيديوهات.

انقطاع الاتصالات

لكن مصدراً عسكرياً فضل عدم ذكر اسمه قال لـ "اندبندنت عربية" إن "المعلومات متضاربة في شأن ما يجري في مدينة السوكي، وأن الموقف على الأرض غير واضح"، في حين ذكر قائد قوات العمل الخاص التابعة للجيش السوداني في ولاية سنّار فتح العليم الهادي عبر صفحته على "فيسبوك" أن قواته بسطت سيطرتها التامة على مدينة السوكي بعد أن تصدت لهجوم شنته قوات الدعم السريع على المدينة، وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.

بينما أوضح أحد سكان السوكي، ويدعى عبدالعليم حامد، أن "الوضع في السوكي متوتر للغاية وتشوبه الضبابية والتضارب في المعلومات حول ما يجري من معارك واشتباكات بين الجيش و'الدعم السريع' نظراً إلى استمرار الانقطاع التام لخدمة الاتصالات والإنترنت منذ استيلاء الأخيرة على مدينة سنجة في الـ 29 من يونيو (حزيران) الماضي، وبالتالي تبقى الصورة الكاملة للوضع على الأرض غير واضحة تماماً، بخاصة أن غالبية سكانها نزحوا منها إلى مناطق أخرى أكثر أمناً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته أكد "تجمع شباب سنّار" أن اشتباكات عنيفة اندلعت في السوكي جنوب شرقي سنّار بين الجيش وميليشيات "الدعم السريع" مع تقدم الجيش في المعركة، وأشار شهود عيان لوسائل إعلام سودانية بأن الطيران الحربي التابع للجيش قصف بعنف أرتالاً تابعة لقوات الدعم السريع قرب بلدة السوكي.

نقطة دفاع

وتعد السوكي الواقعة في الاتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة سنّار نقطة دفاع متقدم عن المدينة التي تحاصرها "الدعم السريع" من ثلاث اتجاهات، وكانت القوات التفت على الجيش في سنّار وتوغلت إلى عمق أكثر من 60 كيلومتراً عبر الطرق الترابية الوعرة، مما مكنها من السيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنّار في وقت سابق، والاستحواذ على قيادة الفرقة الـ 17 مشاة، بعد أن توغلت إلى منطقة جبل موية الإستراتيجية التي تربط مدن كوستي وربك بولاية النيل الأبيض والمناقل، آخر معاقل الجيش بولاية الجزيرة وسط السودان، بينما احتفظ الجيش بمدينة سنّار التي تحمل اسم الولاية نفسها وتعد مركزها التجاري، مما مكن تلك القوات من التمدد شرقاً وغرباً وجنوباً للسيطرة على الدندر وأبو حجار وود النيل ومناطق الدالي والمزموم.

وتشمل ولاية سنّار سبع محليات وهي سنجة وأبو حجار والدالي والمزموم والدندر وشرق سنّار والسوكي وسنّار، حيث تسيطر "الدعم السريع" على خمس محليات، ما عدا السوكي التي تشهد تضارباً في معلومات السيطرة عليها.

وتتألف سنّار من أربع وحدات إدارية هي وحدة السكر الإدارية التي تسيطر عليها "الدعم السريع" بنسبة 100 في المئة، ووحدة الجبال الغربية الإدارية تحت سيطرتها بصورة كاملة، ووحدة مايرنو الإدارية التي يسيطر عليها الجيش السوداني بنسبة 70 في المئة، ووحدة المدينة الإدارية ويسيطر عليها الجيش كاملاً.

حظر الأسلحة

وكانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) دعت الأمم المتحدة إلى توسيع حظر الأسلحة المفروض على إقليم دارفور غرب السودان منذ عام 2005 ليشمل أنحاء البلاد، في ظل الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 15 شهراً.

وأفادت المنظمة في تحقيق نشرته اليوم الخميس تحت عنوان "أسلحة جديدة تغذي النزاع في السودان" بأنه "من الواضح أن حظر الأسلحة الحالي المفروض حالياً على دارفور فقط غير كاف على الإطلاق، ويجب توسيعه ليشمل السودان كاملاً".

وأضافت أنها "أزمة إنسانية لا يمكن تجاهلها، وبينما يلوح خطر المجاعة في الأفق لا يمكن للعالم أن يستمر في خذلان المدنيين في السودان".

وترى المنظمة غير الحكومية أن الحرب في السودان "تتغذى على إمدادات من الأسلحة من دون أي عائق من الدول والشركات في أنحاء العالم".

حصيلة النزاع

اندلعت المعارك في السودان في الـ 15 من أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو وأسفرت عن عشرات آلاف القتلى، وفي حين لم تتضح الحصيلة الفعلية للنزاع فإن تقديرات تفيد بأنها تصل إلى 150 ألفاً، وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو، مع نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجوئهم إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع الحرب، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد وخروج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات