Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الضغوط الخارجية وصفقة الأسرى تبعدان بيروت عن أهداف الرد الإسرائيلي

"اللدغة الفولاذية" قنابل جديدة في مخزون الجيش العبري لمهاجمة "حزب الله"

جنود إسرائيليون يشتبكون مع متظاهرين من اليمين المتطرف قدموا للاحتجاج على احتجاز عسكريين بتهمة الإساءة إلى معتقل من غزة (أ ف ب)

ملخص

في أعقاب الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا على إسرائيل، من خلال اتصالات مع نتنياهو وغالانت وآخرين، للامتناع عن شن عملية واسعة تصل حتى بيروت وتتسع إلى حرب إقليمية، وجهت الأجهزة الأمنية توصية بعدم إقرار رد واسع، بل رد قاس ومحدود يستمر على مدار أيام عدة، وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

من "مجدل شمس" وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت تهديدات خلال تقديم العزاء لأهالي الأطفال والفتية من الجولان الذين قتلوا بصاروخ تتهم إسرائيل "حزب الله" بإطلاقه.
ووصل نتنياهو وغالانت بعد أقل من 24 ساعة على تخويلهما من قبل المجلس الوزاري الأمني المصغر باتخاذ القرار في شأن طبيعة وتوقيت الرد الإسرائيلي على ما جرى في بلدة مجدل شمس.
ووصل الاثنان كل على حدة، في ظل خلافات وقطيعة بينهما، ومن ثم عقدا كل على انفراد جلسة مع قيادة الشمال للجيش الإسرائيلي لتقييم للوضع والخطط التي أعدها الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية للرد على حدث "مجدل شمس".

نتنياهو الذي اختار أن يتفقد موقع سقوط الصاروخ ووضع أكاليل الزهور على الأضرحة، استقبل من مئات الجولانيين بالشتائم والهتافات ضده، وصرخوا داعينه إلى مغادرة مجدل شمس، وواصفين إياه بالقاتل والكاذب و"مجرم حرب".

وقبل أن يغادر المكان تحدث أمام مستقبليه مهدداً بأن إسرائيل "لن تسمح بمرور مثل هذا الحدث من دون أن نرد، وسيأتي ردنا وسيكون قاسياً". أما غالانت فاختار البقاء بعيداً من الجمهور الغاضب على الحكومة ووزرائها، وهدد "حزب الله" من داخل قاعة تقديم العزاء، قائلاً إن الحزب "سيدفع ثمناً باهظاً وردنا سيقول كل شيء".

هذه التهديدات جاءت في وقت أعربت الأجهزة الأمنية فيها عن خشيتها من تنفيذ ضربة واسعة تصل حتى بيروت وتؤدي إلى حرب إقليمية، فيما لا تزال جبهة غزة مفتوحة وصفقة الأسرى أمام فرصة أخيرة لتنفيذها.

من جهة أخرى، أكد تقرير عسكري أن الجيش الإسرائيلي يواصل استعداداته بانتظار قرار نتنياهو وغالانت، من دون أن يتخذ خطوات استثنائية بتعبئة الوحدات أو تعزيز المنطقة الشمالية بآليات قتالية وعسكرية، غير أن قيادة الشمال قررت بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات زيادة عدد الطائرات الحربية التي تحلق في شمال إسرائيل، وإبقاء عشرات الطائرات المقاتلة في حالة استنفار. وأدخل الجيش الإسرائيلي إلى سلاح البر قذائف باسم "لدغة فولاذية" قال إنها "قادرة على إصابة الهدف بدقة كبيرة ولها فعالية كالصاروخ المضاد للدبابات". كما طلب غالانت من شركة "ألبيت" للصناعات العسكرية صناعة عشرات الآلاف من قذيفة "اللدغة الفولاذية" بقيمة 190 مليون دولار. في المقابل يستعد الجيش الإسرائيلي أيضاً لهجوم واسع مضاد يشنه "حزب الله" على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وبحث قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية، أوري غوردين، خلال مداولات مع ضباط في سلاح الجو، في حجم بنك الأهداف المتعلق بالحزب وحجم الذخائر الملائمة لضرب تلك الأهداف.

وعقد رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي مداولات لتقييم الوضع مع رئيس "الشاباك" رونين بار، بمشاركة ضباط ومسؤولين في "الشاباك"، تم خلالها البحث في تبعات هجوم واسع على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتحسب من أن تدهور الوضع الأمني إلى حد يدفع الحزب إلى محاولة تفعيل خلايا نائمة بين "فلسطينيي 48" داخل الخط الأخضر أو في الضفة لتنفيذ عمليات مسلحة إذا ما كان الرد الإسرائيلي واسعاً وقاسياً.

وكان الجيش قد عرض على المجلس الوزاري الأمني المصغر الخطوط العريضة للخطط التي تمت بلورتها ضمن مختلف السيناريوهات للرد على حدث مجدل شمس. ورفض رؤساء الأجهزة الأمنية الذين شاركوا في الاجتماع مطالب وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بشن حرب فورية تشمل كل البنى التحتية للدولة اللبنانية واستهداف الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله. ومنعاً لتسريب تفاصيل الخطط، رفض الجيش عرضها في الاجتماعات. وبقيت بين غالانت ونتنياهو وقيادة الجيش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


هجوم محدود مع صورة نيران مشتعلة

وفي أعقاب الضغوط المستمرة من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا على إسرائيل، من خلال اتصالات مع نتنياهو وغالانت وآخرين، للامتناع عن شن عملية واسعة تصل حتى بيروت وتتسع إلى حرب إقليمية، وجهت الأجهزة الأمنية توصية بعدم إقرار رد واسع، بل رد قاس ومحدود يستمر على مدار أيام عدة، وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ومن بين الخطط التي تم بحثها للرد على حدث مجدل شمس: 

 - هجوم محدود على بنى تحتية "في صورة بارزة": بحسب المسؤول العسكري فإن إسرائيل امتنعت حتى الآن، عمداً، عن مهاجمة بنى تحتية مدنية لدولة لبنان يستخدمها "حزب الله" بصورة غير مباشرة كجسور مهمة، طرق سريعة مركزية، محطات توليد طاقة ومطارات وموانئ، وتنفيذ مثل هذا الهجوم سيكون بمثابة إشارة أو رسالة للحكومة في بيروت بأن الوقت حان لأن تلجم "حزب الله" قبل أن يتحمل كل مواطني الدولة النتائج.

هذا الهجوم، وفق تقرير الصحيفة، محدود، يحمل ضمن أبرز أهدافه هدفاً إعلامياً أكثر منه عملياً أي الحصول على صورة نيران وأعمدة دخان هائلة يتم ترويجها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام تظهر ضربة قوية وناجحة لإسرائيل من شأنها أن تخفف من غضب الرأي العام في إسرائيل وتلبي مطلبه بالرد القاسي على "حزب الله".

هجوم على مخازن سلاح استراتيجي لـ"حزب الله": بحسب الجيش الإسرائيلي فقد هاجم حتى الآن 5 آلاف هدف في جنوب لبنان منذ بداية الحرب، بما في ذلك مخازن مسيرات وصواريخ مضادة للطائرات في البقاع، في أعماق الدولة اللبنانية، ولا تزال هناك مئات الأهداف. ولكن، بحسب المسؤول العسكري، فإن المعضلة بالنسبة لقيادة المنطقة الشمالية مركبة، إذ إن هجمات معينة من شأنها أن تكشف مصادر استخباراتية، وهذا ما لا تريده إسرائيل.

 - تصفية مسؤولين كبار في "حزب الله": في هذا الجانب هناك قناعة لدى الأكثرية في المؤسستين العسكرية والأمنية بأن جميع عمليات تصفية قياديين في "حزب الله" لم تثمر، بل استمر الحزب بقصف مواقع عسكرية واستراتيجية في إسرائيل وإطلاق الصواريخ والمسيرات. من جهة أخرى، بحسب التقرير الإسرائيلي، فإن "تصفية مسؤولين كبار تحتاج إلى انتظار فرصة عملياتية واستخباراتية مع طائرات قتالية تكون في الجو على استعداد، مما قد يطول لأيام وحتى أسابيع، وليس صدفة، أضاف التقرير، أن "نصرالله أمر عناصره، قبل نحو أسبوع، بالتوقف عن استخدام الهواتف الذكية".

تغيير مفهوم الدفاع

وإلى جانب استعداداته لسيناريوهات الخطط المتوقعة للهجوم على لبنان أجرى الجيش الإسرائيلي سلسلة تدريبات واستعدادات دفاعية أبرزها سيناريو احتمال تسلل عناصر الحزب إلى البلدات المحاذية للحدود وصولاً إلى الجليل. وبحسب الجيش فقد تدرب أيضاً على سيناريو الوصول إلى بلدات في الجليل واحتلالها، على نمط أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وفي الجولان، وبعد حدث مجدل شمس، أقام الجيش في مختلف المناطق الحدودية المحاذية للجولان عوائق ترابية، وثلل تأهب، وسياج في مناطق واسعة على طوال الحدود، وقرر أيضاً إعادة الأسلحة إلى بلدات خط المواجهة، وتعزيز غرف الطوارئ، وذلك في إطار تغيير مفهوم الدفاع في هذه البلدات. 

في مقابل هذه الاستعداد للهجوم والدفاع، يخشى الإسرائيليون من اتخاذ بريطانيا قراراً بوقف تصدير أسلحة إلى إسرائيل عبر وقف سريان تراخيص التصدير الأمني إليها.

وفي التقديرات الإسرائيلية فإنه بعد وصول حزب العمال إلى الحكم اتخذ قراراً بوقف الصادرات الأمنية، وهو مرتبط بدعوة محكمة العدل الدولية في لاهاي لعدم تقديم مساعدات أمنية لإسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات