Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت قائدا في "حزب الله"

الطرفات يتبادلان القصف وبريطانيا تحث مواطنيها على مغادرة لبنان ولويد أوستن: لا أعتقد أن المواجهة واقعة

ملخص

قالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية التفاصيل، إن الجهود الدبلوماسية الحثيثة تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل "حزب الله"، أو البنية التحتية الرئيسة مثل المطارات والجسور.

استهدفت غارة إسرائيلية الثلاثاء مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الحزب وكالة الصحافة الفرنسية، بعد ثلاثة أيام من توعد إسرائيل بالرد على هجوم دام في الجولان المحتل نسبته إلى التنظيم اللبناني.

وقال المصدر، من دون الكشف عن هويته، إن القصف استهدف مبنى في محيط مجلس الشورى التابع لحزب الله في حارة حريك، فيما أفاد شهود عيان الصحافة الفرنسية عن دوي قوي تردد صداه في المنطقة، تبعه انبعاث سحابة دخان كثيفة.

وقال مصدر أمني إن الضربة على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت قائداً كبيراً في حزب الله ومصيره غير معروف، وهو ما أكده الجيش الإسرائيلي بإعلانه أن الضربة استهدفت القائد المسؤول عن هجوم الجولان.

تبادلت إسرائيل و"حزب الله" اللبناني الغارات الجوية وإطلاق الصواريخ اليوم الثلاثاء، بعد أن توعد بنيامين نتنياهو بردٍّ "قاسٍ" على مقتل فتية في الجولان في ضربة نسبت للحزب، مما جدد المخاوف من اشتعال المنطقة فيما تستمر الحرب بحصد ضحاياها في غزة.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه لا يعتقد أن اندلاع مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" أمر واقع لا محالة، وأضاف أن واشنطن ترغب في أن تحل الأمور بطريقة دبلوماسية. وأدلى أوستن بتصريحاته، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك في مانيلا، في أعقاب محادثات أمنية شارك فيها إلى جانب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريهما الفلبينيين جيلبرتو تيودورو وإنريكي مانالو.

تحذير بريطاني

في الأثناء، حثت بريطانيا اليوم مواطنيها على مغادرة لبنان، محذرةً من أن التوتر على امتداد الحدود الإسرائيلية قد يتفاقم سريعاً.

وقال وزير الخارجية ديفيد لامي أمام البرلمان، "هناك تبادل منتظم للقصف المدفعي والضربات الجوية. والتوتر شديد وقد يتدهور الوضع سريعاً"، مضيفاً "أعمل مع فرق القنصليات التابعة لوزارة الخارجية للتأكد من استعدادنا لجميع الاحتمالات، لكن إذا تصاعد هذا الصراع، فلن تستطيع الحكومة ضمان قدرتنا على إجلاء الجميع على الفور. وقد يضطر الناس إلى البقاء هناك".

وأوضح لامي أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ترأس اجتماعاً للجنة الاستجابة للطوارئ الحكومية المعروفة باسم "كوبرا" حول هذه المسألة في وقت سابق اليوم.

وقال لامي، "رسالتي إلى المواطنين البريطانيين في لبنان بسيطة تماماً: غادروا".

"فخ" الرد الانتقامي

من جهتها، ناشدت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني إسرائيل عدم السقوط في "فخ" الرد الانتقامي، قائلة إنها "قلقة للغاية" إزاء الوضع في لبنان وخطر حدوث تصعيد في المنطقة. ولفتت في تصريحات خلال زيارة رسمية إلى الصين إلى أن المجتمع الدولي ينبغي أن يواصل بث رسائل التهدئة. وأضافت أن الصين يمكنها أن تساهم في هذه الجهود نظراً "لعلاقاتها القوية" مع إيران والسعودية.

قيادات درزية

في الأثناء، رفضت قيادات دينية ومحلية درزية في الجولان السوري إراقة "قطرة دم واحدة" بعدما توعّدت إسرائيل بالرد على ضربة صاروخية في بلدة مجدل شمس نسبتها الى "حزب الله" اللبناني. وقالت "الهيئة الدينية والزمنية في الجولان السوري المحتل" في بيان "نرفض أن تُراق قطرة دم واحدة تحت مُسمى الانتقام لأطفالنا، فالتاريخ يشهد لنا بأننا كُنا وما زلنا دعاة سلام ووئام بين الشعوب والأُمم حيث تُحرّم عقيدتنا القتل والانتقام بأي صفة أو هدف"، وشددت على أن "التصريحات الخارجة عن الإجماع الجولاني سواء كانت من داخل الجولان أو خارجه لا تمثل إلا صاحبها".

مقتل مدني في إسرائيل

ميدانياً، أكدت خدمة إسعاف "نجمة داوود الحمراء" اليوم مقتل مدني جراء إصابته بشظايا صاروخ، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يقصف داخل الحدود اللبنانية رداً على إطلاق 10 قذائف.

وأوضحت "نجمة داوود الحمراء" أن الرجل الذي يبلغ 30 سنة قتل بعد إصابته بشظايا.

الجيش الإسرائيلي قال من جهته إن 10 صواريخ أطلقت من لبنان وإن أحدها سقط في تجمع هجوشريم السكني، مما أسفر عن سقوط قتيل، وأردف أن قواته "تقصف مصادر النيران".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه قصف خلال الساعات الماضية "نحو 10 أهداف" لـ "حزب الله" في جنوب لبنان، ما أدى الى مقتل أحد عناصره. وقال الجيش في بيان، إنه استهدف "منذ ساعات مساء أمس نحو 10 أهداف إرهابية لحزب الله في سبع مناطق في جنوب لبنان"، وأن القصف أدى الى مقتل أحد عناصره.

واليوم نعى الحزب أحد مسلحيه ويدعى حسن حسين ملك مواليد عام 1995 من بلدة بيت ليف في جنوب لبنان.

وقال "حزب الله" اليوم إنه تصدى لطائرات حربية إسرائيلية اخترقت حاجز الصوت فوق الأجواء اللبنانية، مضيفاً أنه أجبر الطائرات على التراجع.

شركات الطيران تلغي رحلات إلى بيروت

وعلى وقع التصعيد، ألغت شركتا "إيجيان إيرلاينز" اليونانية و"كوندور" الألمانية للخطوط الجوية اليوم، رحلاتهما إلى بيروت، وقالت "إيجيان إيرلاينز" إنها ستعلق رحلاتها حتى الخميس، بينما ألغت "كوندور" رحلتها اليوم الثلاثاء من دوسلدورف.

كما أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" وشركات "لوفتهانزا" والخطوط الجوية الدولية السويسرية و"يورو وينغز" التابعة لمجموعة لوفتهانزا أمس إلغاء رحلاتها.

وأعلنت شركات طيران عدة أخرى تعليق أو إرجاء أو إلغاء بعض الرحلات، ومع ذلك أورد مطار "رفيق الحريري الدولي" في بيروت قائمة برحلات وصول اليوم لطائرات شركات أخرى مثل "بيغاسوس" وطيران الإمارات والملكية الأردنية ومصر للطيران والخطوط الجوية الإيرانية والقطرية والاتحاد للطيران.

حملة ديبلوماسية

وكان خمسة أشخاص مطلعون قالوا إن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسة، رداً على هجوم صاروخي دام على هضبة الجولان.

وتسابق واشنطن الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران بعد الهجوم على الجولان الذي تحتله إسرائيل الذي تسبب في مقتل 12 طفلاً وفتى يوم السبت، وفقاً للأشخاص الخمسة، وبينهم مسؤولون لبنانيون وإيرانيون إضافة إلى دبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا.

 

هجوم صاروخي

وحملت إسرائيل والولايات المتحدة "حزب الله" مسؤولية الهجوم الصاروخي، لكن الجماعة نفت مسؤوليتها.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لحساسية التفاصيل، إن الجهود الدبلوماسية الحثيثة تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل "حزب الله" أو البنية التحتية الرئيسة مثل المطارات والجسور.

وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب لـ"رويترز" إن إسرائيل يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها، وأضاف أنه على اتصال بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين منذ هجوم الجولان السبت الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف "إذا تجنبوا المدنيين وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوباً جيداً".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بـ"حزب الله" لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، وقال الدبلوماسيان إن إسرائيل لم تتعهد بأي التزام بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت أو ضواحيها أو البنية الأساسية المدنية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية، غير أنها تسعى إلى "حل دائم" لإنهاء جميع عمليات إطلاق النار عبر الحدود، وقال متحدث باسم الوزارة لـ"رويترز" إن "دعمنا لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع في مواجهة كل التهديدات (من الأطراف) المدعومة من إيران، ومنها ’حزب الله‘".

الرد

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على ضربة الجولان، لكنه أضاف "لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً"، وأضاف "في ما يخص المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع، فمن المؤكد أننا أجريناها على مستويات متعددة، لكنني لن أتحدث بالتفصيل عن جوهر تلك المحادثات".

ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق، في حين أحجم "حزب الله" عن الرد.

وكان الأشخاص الخمسة المطلعون على الجهود الدبلوماسية خلال اليومين الماضيين إما من المشاركين في المحادثات أو على دراية بتفاصيلها، وقالوا إن الجهود تهدف إلى تحقيق نهج مدروس مماثل لذلك الذي احتوى على تبادل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في أبريل (نيسان) بين إسرائيل وإيران، التي أشعلتها ضربة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال مسؤول إيراني إن الولايات المتحدة نقلت أيضاً رسائل إلى طهران ثلاث مرات في الأقل منذ هجوم يوم السبت على الجولان، "محذرة من أن تصعيد الوضع سيكون ضاراً لجميع الأطراف".

و"حزب الله" أقوى فصيل في "محور المقاومة" التابع لإيران والمكون من جماعات إقليمية ومتحالفة مع حركة "حماس"، ويتبادل الحزب إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عبر حدود لبنان الجنوبية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

نقل الرسائل

وخلال حرب عام 2006، وهي آخر صراع كبير بين إسرائيل و"حزب الله"، قصفت القوات الإسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت، وأصابت مباني تابعة لحزب إضافة إلى أبراج سكنية. وتعرض مطار بيروت لقصف أخرجه عن الخدمة، ودمرت أيضاً جسور وطرق ومحطات وقود وبنية تحتية أخرى في أنحاء لبنان.

وقال دبلوماسي فرنسي لـ"رويترز" إن باريس شاركت منذ هجوم الجولان أيضاً في نقل الرسائل بين إسرائيل و"حزب الله" لتهدئة الوضع، إذ ترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان الذي كان تحت الانتداب الفرنسي منذ عام 1920 حتى حصل على استقلاله عام 1943، وحافظت باريس على علاقات وثيقة مع بيروت منذ ذلك الحين، ولديها نحو 20 ألف مواطن في لبنان، عدد منهم يحملون الجنسية المزدوجة.

ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على طلب لـ"رويترز" للتعليق.

لقاء بين بزشكيان وقاسم

وفي إيران أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، أن "دعم ومساندة جبهة المقاومة واجب ديني ومن السياسات الأساسية لإيران"، مشدداً على أن "تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية هو من ضمن أولويات حكومته الجديدة".

بدوره أشار قاسم، الذي التهنئة بتنصيب بزشكيان رئيساً لإيران، إلى أن "هزيمة الكيان الصهيوني لم تكن لتتحقق لولا دعم إيران".

الجبهة الداخلية

ولم تغير قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي وحدة عسكرية مسؤولة عن حماية المدنيين، أياً من تعليماتها حتى الآن، وهو ما يشير إلى أن الجيش لا يتوقع خطراً وشيكاً من "حزب الله" أو أية جماعة أخرى.

وأول من أمس الأحد فوضت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، التي تضم 10 وزراء وتحدد السياسة في شأن الحرب على غزة و"حزب الله"، رئيس الوزراء ووزير الدفاع "بتحديد طريقة وتوقيت الرد" على الحزب.

ويشير القرار في ضوء امتناع شركاء نتنياهو في الائتلاف من اليمين المتطرف، وهما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، إلا أن إسرائيل اختارت الرد الذي لا يصل إلى حد الحرب الشاملة التي دعا إليها بعض الساسة.

وبعد هجوم الجولان، أصدر سموتريتش بياناً قوياً يطالب فيه باتخاذ إجراءات صارمة، وقال في منشور على "إكس" "على (زعيم حزب الله السيد حسن) نصر الله أن يدفع الثمن برأسه بسبب مقتل الأطفال، وعلى لبنان بأكمله أن يدفع الثمن".

المزيد من الشرق الأوسط