Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأردن يحاول احتواء تداعيات اغتيال هنية داخليا وخارجيا

الحكومة تقول إنها ستتصدى لأي صواريخ إيرانية في أجوائها والأمن يشدد إجراءاته في الشارع

أردنيون يتظاهرون قبالة السفارة الإسرائيلية في عمان (صلاح ملكاوي - اندبندنت عربية)

ملخص

استذكر أردنيون محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل الفاشلة من قبل الموساد الإسرائيلي في سبتمبر (أيلول) 1997 في العاصمة الأردنية.

"لن نسمح لأي أحد بتحويل الأردن إلى ساحة معركة"، بهذه العبارة لخص وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي موقف بلاده إزاء التداعيات المحتملة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران. وأضاف الصفدي "علينا دائماً أن نكون بمرحلة تيقظ على الحدود ولن نسمح لأي شخص بتحويل الأردن إلى ساحة معركة وعلينا حماية بلدنا وفي حال وجود أي تصعيد أولوياتنا حماية الأردن والأردنيين".
وأوضح الصفدي أن "أي شخص يريد انتهاك سماء الأردن فتتم مواجهة ذلك"، مضيفاً "نحن نتعرض لكثير من التبعات والعواقب". ونقل الصفدي هذا الموقف إلى نظيره الإيراني علي باقري كني في اتصال هاتفي.

تشديد أمني داخلي

بموازاة تصريحات الصفدي، اتخذت السلطات الأردنية قرارات متشددة أمنياً في محاولة منها لضبط الشارع الذي يشهد حال غليان، وسط تهديدات باقتحام السفارة الإسرائيلية في عمّان من قبل متظاهرين. وذكرت مصادر رسمية لـ"اندبندنت عربية" أن الحكومة لن تسمح باستغلال ما يحدث لإثارة الفوضى على الأرض الأردنية، وبخاصة أن هناك تيارات سياسية وحزبية تحاول استثمار حادثة الاغتيال وما يحدث في غزة عموماً لأغراض انتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الـ10 من سبتمبر (أيلول) المقبل.
وينظر الأردن بصورة سلبية إلى عملية اغتيال هنية باعتبارها تصعيداً خطراً للحرب الدائرة في غزة، ستدفع باتجاه مزيد من التوتر والفوضى في المنطقة، كما من شأنها وقف مفاوضات التهدئة، وفق ما يعتقد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسن المومني.
واستذكر أردنيون المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل من قبل الموساد الإسرائيلي في سبتمبر 1997 في العاصمة الأردنية، وطريقة تعامل العاهل الأردني حينها الملك حسين بن طلال معها.
ويتوقع مراقبون أن يؤدي اغتيال هنية إلى زيادة التوترات الأمنية داخل الأردن، مع وجود كتلة ديموغرافية كبيرة من الفلسطينيين في البلاد، الذين يشكلون نواة احتجاجات وتظاهرات ضخمة.
كما ثمة قلق من ارتفاع مستوى التهديدات الإرهابية من قبل جماعات متطرفة تسعى إلى استغلال الفوضى الناتجة من الاغتيال لشن هجمات داخل الأردن، مما سيدفع السلطات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحيوية والسفارات والمراكز الحكومية، إضافة إلى تشديد الرقابة على الحدود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مخاوف من التهجير

إلى ذلك برزت تصريحات وزير الداخلية الأردني مازن الفراية عن عدم وجود مؤشرات لدى الحكومة على ما وصفه بأنه "عملية تهجير للفلسطينيين" من مدن الضفة الغربية إلى الأردن.
وذلك بخلاف تحذيرات أطلقها أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي ومسؤولون فلسطينيون، بأن ثمة مخططات لليمين الإسرائيلي المتطرف تهدف إلى تنفيذ عملية تهجير قسرية لأهالي الضفة، عبر ضرب وتخريب البنية التحتية فيها مثل شبكات الصرف الصحي ومحطات توليد الكهرباء ومحطات ضخ المياه فضلاً عن المراكز الطبية والصحية خلال مداهمات الجيش الإسرائيلي لمدن الضفة، بصورة تصبح الحياة اليومية الطبيعية مستحيلة وأقرب إلى ما يحدث في غزة من تدمير ممنهج.
لكن السلطات الأردنية لا ترى سوى عمليات نزوح داخلية محدودة في أراضي الضفة الغربية، وهو ما لا يستدعي قلقها حالياً على ما يبدو.
إلا أن هذا الاطمئنان الرسمي لا يتسق مع التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري بعبارة مفادها أن "الخطر على الأعتاب والنار تقترب من أثوابنا"، في تعقيبه على اغتيال إسماعيل هنية.


انقسام شعبي

لكن في المقابل ضجت منصات التواصل الاجتماعي بآراء متباينة بين من يرى أن الأردن مُطالب بالاشتباك أكثر في قضية الحرب على غزة باعتبارها مقدمة لتطورات مقلقة في الضفة الغربية تصب في صلب المصلحة الأردنية، وبين طرف آخر يرفع شعار النأي بالنفس والتركيز على الهم الداخلي أكثر.
وفيما قوبل بيان وزارة الخارجية الأردنية حول اغتيال هنية برضى شعبي، احتج أردنيون على إطلاق اسم إسماعيل هنية على أحد شوارع مدينة الكرك جنوب البلاد.
ويرى مراقبون أن الأردن مقبل على توفير دعم أكبر للسلطة الفلسطينية في الفترة المقبلة، وتعزيز الأمن الداخلي، وبخاصة بعد الكشف عن محاولات عدة لتهريب وتخزين أسلحة ومتفجرات داخل الأراضي الأردنية خلال الأشهر الماضية.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حسم الأردن أمره بنسج علاقة أوسع وأكثر قرباً مع السلطة الفلسطينية في ظل الحرب على قطاع غزة، بينما بدا بحسب ناشطين سياسيين أنه يغلق أبوابه في وجه حركة "حماس" وبخاصة بعد التوتر الأخير الذي نشب بين الطرفين إثر دعوات أطلقها قادة الحركة للأردنيين وعشائرهم إلى الدخول في معركة غزة.
وكرر مسؤولون أردنيون أكثر من مرة الموقف القائل إن بلادهم لا تتعامل مع فصائل بل مع السلطة التي تمثل الشرعية الفلسطينية، في إشارة إلى حركة "حماس" التي فشلت في إحياء علاقاتها مع عمان منذ تعطلها قبل 25 عاماً. 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات