Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن: مستعدون "لكل الاحتمالات" ونعمل على التهدئة دبلوماسياً

تزايد الدعوات إلى الأجانب لمغادرة لبنان والعاهل الأردني يتصل بماكرون ووزير خارجيته يزور طهران

أعلن مسؤول أميركي اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تستعد "لكل الاحتمالات" وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل مكررا القول إن من "الضروري" التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة.

وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي "نستعد لكل الاحتمالات" وذلك بعد يومين من الاعلان عن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.

وأضاف لشبكة "ايه بي سي" الأميركية أن "البنتاغون ينشر إمكانات مهمة في المنطقة للاستعداد لحاجة محتملة مرة أخرى للدفاع عن اسرائيل من هجوم"، موضحا "في الوقت نفسه، نعمل على تهدئة الوضع دبلوماسياً لأننا لا نعتقد أن حرباً إقليمية هي في مصلحة أي كان في الوقت الراهن".

حشدت الولايات المتحدة مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية قواتها وحليفتها إسرائيل من تهديدات إيران وحركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني.

وهي تخشى اشتعال المنطقة بعد اعلان اسرائيل اغتيال قيادي مهم في حزب الله، واغتيال رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" اسماعيل هنية في طهران، الامر الذي نسبته ايران ايضا الى إسرائيل.

من جهته قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الأحد لشبكة فوكس نيوز "لا أعلم ما سيقومون به ولا متى سيفعلون ذلك، لكن علينا الحرص أن نكون جاهزين".

دعوات للمغادرة

بعد الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والأردن، دعت السعودية وفرنسا اليوم الأحد رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران بعملية نسبت إلى تل أبيب واغتيال القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت.

وطلبت كندا منذ نهاية يونيو (حزيران) الماضي من رعاياها مغادرة لبنان، ودعتهم أمس السبت إلى "تفادي أي زيارة لإسرائيل".

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم إن السفارة السعودية لدى بيروت تتابع عن كثب تطورات الأحداث في جنوب لبنان، مجددة دعوة مواطنيها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية بصورة فورية التزاماً بقرار منع السفر إلى هناك.

فرصة للمغادرة

بينما أكدت الخارجية الفرنسية في توصيتين منفصلتين حول السفر أن باريس دعت رعاياها إلى مغادرة إيران ولبنان بسبب خطر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، ونصحت الوزارة الفرنسيين المقيمين في إيران بمغادرتها موقتاً نظراً إلى خطر إغلاق المجال الجوي لهذا البلد، داعية رعاياها في لبنان، خصوصاً المسافرين في رحلات ترفيهية إلى اغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية حتى الآن للمغادرة.  

وعبّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن عن قلقهما إزاء تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط خلال اتصال هاتفي أمس السبت.

وقرب تل أبيب، وقع هجوم بالسكين أسفر عن مقتل شخصين قبل أن "يُحيّد" المهاجم. وفي قطاع غزة سجل قصف إسرائيلي على مناطق عدة أوقع عدداً من القتلى، بينما يتواصل التصعيد على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع "حزب الله" الذي أطلق الليلة الماضية عشرات الصواريخ اعترض نظام القبة الحديدية العدد الأكبر منها.

 

 

واتهمت إيران وحركة "حماس" و"حزب الله" تل أبيب باغتيال هنية بعد ساعات على الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الجماعة اللبنانية.

ولم تعلق إسرائيل على اغتيال هنية الذي تعهد القادة الإيرانيون بـ"الثأر" له، كما توعد "حزب الله" بالانتقام لمقتل شكر.

تحركات أردنية

ودعا العاهل الأردني عبدالله الثاني من جانبه اليوم في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تهدئة شاملة" في المنطقة، لتجنيبها "مزيداً من الفوضى"، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي.

ويتوجه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم في زيارة نادرة إلى طهران لنقل رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين مع تزايد المخاوف من تصعيد بين طهران وتل أبيب بعد اغتيال هنية.

وقال بيان الديوان الملكي إن الملك عبدالله الثاني بحث خلال اتصال هاتفي مع ماكرون "التطورات الخطرة في المنطقة"، ودعا إلى "تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة لتجنب توسع الصراع بالمنطقة ومزيد من الفوضى".

وأكد أهمية "وقف التصعيد الإقليمي والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب"، محذراً من "تداعياتها التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف والتوترات في الإقليم".

 

 

وقالت الخارجية الأردنية في بيان إن الصفدي "سيزور الأحد إيران" و"سينقل رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية"، موضحة أنه سيلتقي القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري الذي كان أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة محادثات مع نظرائه في دول عربية، بما فيها الأردن ومصر وعمان وقطر وغيرها.

استعدادات إسرائيلية

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده على "مستوى عالٍ جداً" من الاستعداد لأي سيناريو "دفاعي وهجومي".

واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم لحركة "حماس" على إسرائيل أسفر عن 1197 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفقاً لتعداد أجرته الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخطف المهاجمون 251 شخصاً ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بينهم 39 يقول الجيش إنهم قتلوا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39583 قتيلاً في الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.

وبعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس أن إسماعيل هنية قتل بواسطة "مقذوف قصير المدى" أطلق على مقر إقامته في شمال طهران، وحمّل مسؤولون إيرانيون إسرائيل المسؤولية عن الاغتيال، متوعدين تل أبيب بـ"عقاب قاسٍ".

تبادل الضربات

وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة اليوم إن نحو 30 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان نحو إسرائيل وأسقطت غالبيتها، من دون تسجيل إصابات.

ويتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بصورة يومية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

تعليق رحلات الطيران  

وعلقت شركات جوية رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة "لوفتهانزا" الألمانية حتى الـ12 من أغسطس (آب) الجاري، فيما مددت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" هذا الإجراء حتى بعد غدٍ الثلاثاء. وستوقف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من غد الإثنين، وستلغي الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى الغد. وعلقت "لوفتهانزا" رحلاتها إلى تل أبيب حتى الثامن من أغسطس.

وتوعد المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسٍ" بإسرائيل، كما توعد الحرس الثوري في بيان أمس إسرائيل بـ"العقاب الشديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة".

وتوقعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يرد "حزب الله" على اغتيال شكر بضربات "في عمق" إسرائيل و"ألا يكتفي بأهداف عسكرية"، بعدما أكد الأمين العام للحزب حسن نصرالله أن "الرد آتٍ حتماً".

 

 

 وقال قائد الجبهة الداخلية في إسرائيل رافي جيلو أن الجيش "مصمم على مواصلة القتال حتى نغير بصورة جذرية الوضع الأمني في الشمال"، مضيفاً، بحسب بيان صدر عن الجيش، "نحن مستعدون لكل سيناريو ولكل رد".

وأعلنت الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، أول من أمس الجمعة تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بهدف "تحسين حماية القوات الأميركية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل"، بحسب ما أوضحت وزارة الدفاع.

وأدت الحرب في غزة إلى فتح جبهات ضد إسرائيل من "حزب الله" اللبناني والحوثيين اليمنيين الذين يشكلون، مع "حماس" وفصائل عراقية، ما تسميه إيران "محور المقاومة".

المزيد من الأخبار