Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحث إيران على موازنة الرد وإسرائيل تستعد "لأي شيء"

واشنطن تسعى إلى تجنب اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط وبلينكن يدعو إلى "كسر حلقة العنف"

ملخص

قال بلينكن إن التصعيد ليس من مصلحة أحد، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من النزاعات والعنف وانعدام الأمن.

قال مصدران إيرانيان كبيران إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي رداً محدوداً على قتل رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، الذي يُشتبه في أن إسرائيل وراءه، وحثه على تجنب استهداف مدنيين إسرائيليين.

وأضافا أن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو نقل هذه الرسالة أمس الإثنين خلال اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار، في وقت تدرس فيه طهران ردها على اغتيال هنية.

وأردف المصدران المطلعان لوكالة "رويترز" أن طهران تضغط أيضاً على موسكو من أجل تزويدها بطائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز "سوخوي سو-35".

وفي موسكو لم يرد الكرملين على طلب للتعقيب، وذكرت وكالة الإعلام الروسية الرسمية اليوم الثلاثاء أن شويغو ناقش اغتيال هنية خلال زيارته لطهران.

ولم يقدم المصدران مزيداً من التفاصيل حول المحادثات مع شويغو، وزير الدفاع السابق الذي أصبح سكرتيراً لمجلس الأمن الروسي في مايو (أيار) الماضي، وقالا إن زيارة شويغو كانت إحدى سبل عدة لجأت إليها موسكو لإبلاغ إيران بضرورة ضبط النفس، في مسعى إلى منع نشوب حرب في الشرق الأوسط، بينما نددت في الوقت ذاته بمقتل هنية ووصفته بأنه "اغتيال خطر للغاية". 

وأضافا أن الشرق الأوسط على شفا حرب كبرى، ومن الواضح أن من يقفون وراء الاغتيال يحاولون إشعال فتيل هذا الصراع.

وتوطد روسيا علاقاتها مع إيران منذ بداية هجومها على أوكرانيا، وتقول إنها مستعدة لتوقيع اتفاق تعاون واسع النطاق مع طهران، بينما لم يصدر تعليق فوري من وزارة الخارجية الإيرانية التي قالت أمس إن طهران لا تسعى إلى تأجيج التوترات الإقليمية، لكنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل للحيلولة دون حدوث مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

الدبلوماسية لم تعد خياراً

وفي واشنطن حذر مسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن أمس من أخطار اندلاع حرب إقليمية شاملة، وأكد المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته، أن حجم رد إيران و"حزب الله" سيكون عاملاً رئيساً في تحديد مدى الصراع المحتمل.

وعلى رغم الجهود التي تبذلها دول غربية وإقليمية لإقناع إيران بالرد بطريقة مدروسة أو عدم الرد على الإطلاق، فقد أبلغت طهران مسؤولين أجانب أنها سترد بقسوة على مقتل هنية في طهران، حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، وفقاً لما أكدته أربعة مصادر إيرانية بصورة مستقلة.

وفي لبنان قال مصدر لبناني بارز مقرب من "حزب الله" إن الضربة الانتقامية أمر لا مفر منه، والدبلوماسية لم تعد خياراً قابلاً للتطبيق، مضيفاً أن إيران تريد أن تكون الضربة "قاسية" لكن لا تؤدي إلى حرب إقليمية.

ومع ذلك قال إن هذا لا يستبعد احتمال اندلاع حرب في لبنان بين "حزب الله" المدعوم من إيران وإسرائيل، وقال مسؤول أميركي كبير مهتم بالشرق الأوسط إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها "لمنع جميع الأطراف من الوصول إلى نقطة لا يمكنها الرجوع منها"، مؤكداً أن الدول الأخرى في المنطقة وأوروبا يجب أن تفعل المزيد.

وقال مسؤول قطري إن الدوحة تجري مناقشات مستمرة مع إيران لتخفيف التوتر.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لأي شيء، بما في ذلك الانتقال السريع إلى الهجوم، ومن المرجح أن يعتمد رد إسرائيل على أي هجوم من جانب "حزب الله" أو إيران على الأضرار الناجمة وليس على نطاق الهجوم، وفقاً لمصدرين مطلعين على تقييمات إسرائيلية حديثة.

"كسر حلقة العنف"

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ترأس مساء أمس الإثنين اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي للبحث في أخطار اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، بينما دعا وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن أطراف النزاع في الشرق الأوسط إلى "كسر حلقة العنف" بإقرار وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الأسترالية بيني وونغ في واشنطن إن "التصعيد ليس من مصلحة أحد، لن يؤدي إلا إلى مزيد من النزاعات ومزيد من العنف ومزيد من انعدام الأمن. من الضروري كسر هذه الحلقة عبر التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وأضاف "نحن منخرطون في دبلوماسية مكثفة، تقريباً على مدى الساعة، لتوجيه رسالة مفادها بكل بساطة أنه يجب على جميع الأطراف الامتناع عن التصعيد".

وتابع "من الأهمية بمكان كسر هذه الحلقة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وشدد الوزير الأميركي على أن وقف إطلاق النار "سيفتح الاحتمالات لمزيد من الهدوء المستدام، ليس فقط في غزة وإنما أيضاً في مناطق أخرى يمكن أن يتمدد إليها النزاع".

وأكد بلينكن وجوب أن "يجد جميع الأطراف سبلاً للتوصل إلى اتفاق، وليس البحث عن أسباب للتأخير أو للرفض".

وأضاف "من الملح أن تتخذ جميع الأطراف الخيارات الصحيحة في الساعات والأيام المقبلة".

توعد إيراني 

وتوعدت إيران إسرائيل بضربها رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران في عملية حملت الجمهورية الإسلامية مسؤوليتها إلى الدولة العبرية.

والتقى بلينكن نظيرته الأسترالية فور عودته من اجتماع في البيت الأبيض ترأسه بايدن وشاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس وأعضاء مجلس الأمن القومي.

وعقد الاجتماع في "غرفة العمليات" الشهيرة في البيت الأبيض وتمحور حول "التهديدات التي تشكلها إيران والجماعات التابعة لها ضد إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة"، بحسب الرئاسة الأميركية.

قاعدة "الأسد" بالعراق

والإثنين، أصيب أميركيون بقصف صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في العراق، في هجوم أتى بعيد مقتل أربعة مقاتلين عراقيين موالين لإيران في غارة أميركية وعلى وقع تزايد المخاوف من تصعيد إقليمي.

وقال متحدث باسم البنتاغون إن "ما يعتقد أنه هجوم صاروخي وقع اليوم ضد قوات أميركية وللتحالف (لمكافحة الإرهابيين) في قاعدة (عين) الأسد في العراق. تفيد المؤشرات الأولية بإصابة عدد من الأميركيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يحدد المتحدث عدد الجرحى ولا مدى خطورة إصاباتهم.

وخلال اجتماعهم في البيت الأبيض، ناقش بايدن وهاريس وأعضاء مجلس الأمن القومي "خطوات الدفاع عن قواتهم المسلحة والرد على الهجمات ضد أفرادهم العسكريين بالطريقة والمكان الذي تختاره (الولايات المتحدة)" للتصدي لهجوم كهذا.

الصراع الإقليمي

وتخشى واشنطن اندلاع صراع إقليمي وقد حذرت الأحد من أنها "تستعد لكل الاحتمالات".

والإثنين، أجرى بايدن اتصالاً بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى منع تدهور الوضع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.

وقال البيت الأبيض عن الاتصال إن بايدن والملك عبدالله الثاني "بحثا جهودهما لوقف تصعيد التوتر الإقليمي بما يشمل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري وصفقة للإفراج عن الرهائن".

وفي عمان، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني بأن الملك عبدالله الثاني أكد خلال اتصال مع بايدن ضرورة "خفض التصعيد" وإرساء "تهدئة شاملة" في المنطقة كي لا تنزلق إلى "حرب إقليمية".

طائرات أميركية

ونشرت الولايات المتحدة طائرات مقاتلة وطائرات حربية إضافية في المنطقة لدعم إسرائيل، بعدما أشارت تقارير إلى أن إيران قد ترد اعتباراً من الإثنين على مقتل هنية.

وحملت إيران مسؤولية اغتيال هنية لإسرائيل التي لم تعلق مباشرة على الهجوم، ووعدت طهران بالرد على ذلك. وجاء مقتل هنية بعد ساعات من غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية أودت بالقيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر.

وأبلغ بلينكن نظراءه في دول مجموعة السبع في مؤتمر عبر الهاتف الأحد، أن أي هجوم، الذي توقع أن يكون مشتركاً بين إيران و"حزب الله"، يمكن أن يحصل في غضون 24 إلى 48 ساعة اعتباراً من الإثنين، كما أورد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.

وأضاف "أكسيوس" أن بلينكن طلب من نظرائه ممارسة ضغوط دبلوماسية على طهران و"حزب الله" وإسرائيل "للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس".

وشدد بلينكن أيضاً على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي وذلك في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، حيث استهدفت بعض الفصائل المتحالفة مع إيران القوات الأميركية في وقت سابق في إطار حرب غزة، كما أعلنت الخارجية الأميركية.

ويبدو أن التوترات نسفت آمال الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" في غزة.

ويظهر أن بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلاف متزايد في شأن هذه المسألة على رغم اجتماعهما في البيت الأبيض قبل أقل من أسبوعين.

وقال بايدن الخميس إنه أجرى محادثة هاتفية "صريحة جداً" مع نتنياهو لدفعه إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأوضح للصحافيين أن اغتيال هنية "لم يساعد" الوضع.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "أكسيوس" أن المحادثة كانت حامية، إذ رفض نتنياهو ما قيل إنه يحاول عمداً تخريب جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإلى صفقة للإفراج عن الرهائن.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات