Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يمكن مقارنة أداء جي دي فانس كمرشح لنائب الرئيس بسارة بالين؟

مثلت حاكمة ألاسكا السابقة رهاناً خاسراً أما فانس فيرمز إلى حملة تتسم بثقة مفرطة في النفس

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس السيناتور جي دي فانس يلقي كلمة خلال تجمع انتخابي خلال السادس من أغسطس 2024 في فيلادلفيا، بنسلفانيا (غيتي عبر أ ف ب)

ملخص

قد تصح مقارنة جي دي فانس بـسارة بالين ولكنه في الحقيقة قد يكون أسوأ منها بسبب تصريحاته المثيرة للجدل واستراتيجية حملته المفرطة الثقة

بينما تبقي نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أروقة واشنطن السياسية في حال من الترقب حول هوية الرجل الأبيض الذي ستختاره ليكون نائبها في الانتخابات المنتظرة [اختارت هاريس حاكم ولاية مينيسوتا تيم وولز بتاريخ السادس من أغسطس (آب) بعد نشر المقال الأصلي]، فإن فريق حملة دونالد ترمب أرسل مرشحه لنائب الرئيس - السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو - للتصدي لها عبر طرح برنامج مقابل.

وبالفعل قام فانس بزيارة ولاية فيلاديلفيا أمس الثلاثاء إذ ظهرت هاريس للمرة الأولى إلى جانب نائبها خلال أحد التجمعات. ومن المتوقع أن يتبعها فانس إلى مدينة أوكلير بولاية ويسكونسن، قبل أن يعود ويلحق بها إلى كارولاينا الشمالية.

ولهذه الجولة الانتخابية هدفان رئيسان، فأولاً ستسمح لـفانس أن يلعب الدور المعتاد لنائب الرئيس كـ"سليط اللسان" يتصدى للخصوم بتعليقاته اللاذعة عندما يتعذر على المرشح الرئاسي القيام بذلك. وثانياً ستتيح له الفرصة لإعادة تقديم نفسه للجمهور بعد بداية متعثرة كنائب رئيس محتمل لترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والواقع أن قلة قليلة من المرشحين شهدوا بداية أسوأ من تلك التي واجهها السيناتور الجديد، الذي يمثل ولاية أوهايو. وفي تصريح لـ"اندبندنت" قال الحاكم السابق لولاية ماريلاند لاري هوغان المرشح حالياً لمجلس الشيوخ، إن فانس يواجه "حتماً" مشكلة مع النساء. وهو تعرض لضربة قاسية بسبب تعليقاته المسيئة حول "النساء غير المنجبات اللاتي يربين القطط"، وهجومه المستمر على الممثلة جنيفر أنيستون وغير ذلك من ملاحظات وتعليقات. حتى إن فريق حملته الانتخابية اضطر لوضع زوجته يوشا في الواجهة للدفاع عنه وتبرير تصريحاته. علاوة على ذلك فإن تصريحاته السابقة التي وصفت الحمل الناتج من الاغتصاب وسفاح القربى بأنه "غير ملائم" [قال إن ولادة طفل نتيجة لهذه الأفعال هو أمر غير ملائم أو يشكل مشكلة للمجتمع]، لم تمر هي التالية مرور الكرام.

وعلى ضوء ما سبق، شبه بعض النقاد السياسيين قرار ترمب بتعيين فانس بقرار جون ماكين باختيار حاكمة ألاسكا السابقة سارة بالين.

وفي نظر البعض قد تبدو هذه المقارنة منطقية وبخاصة أن هفوات سارة بالين العديدة - بما في ذلك مقابلتها الشهيرة مع كاتي كوريتش والتي دفعت تينا فاي إلى تقليدها بدقة متناهية في برنامج "ساترداي نايت لايف" الساخر Saturday Night Live - جعلتها مثالاً بارزاً على فكرة أن مرشحاً غير مناسب لمنصب نائب الرئيس يمكن أن يمني فريقه كله بالخسارة. ولا شك أن الهزيمة التي لحقت ببالين أمام جو بايدن في مناظرتهما الوحيدة الخاصة بمرشحي منصب نائب الرئيس قد عززت هذه الصورة في الأذهان.

وفي هذا السياق كتب رئيس بلدية سان أنطونيو السابق جوليان كاسترو على منصة "إكس" (المعروفة سابقاً بتويتر) إن "ذكريات الإحراج الذي سببته سارة بالين كانت حاضرة بقوة"، عندما كانت هيلاري كلينتون تبحث عن مرشحها لمنصب ناب الرئيس عام 2016.

بيد أن هذه المقارنات قد لا تكون منصفة. فصحيح أن بالين كانت تشكل عبئاً إلا أن فانس قد يكون فعلياً أسوأ منها. فقد ينجم عن اختيار نائب الرئيس سوء تقدير ينعكس سلباً على النتائج النهائية. ومع ذلك يتمثل الفارق الأبرز بين فانس وبالين في أن عيوب الأخيرة لم تكن معروفة في حينها، على عكس عيوب فانس التي كانت معروفة للجميع وواضحة للعيان عند اختياره.

وينبغي التذكير بأنه يصعب تصور وضع أسوأ من ذلك الذي واجهه ماكين عام 2008. فقد عانى هذا الأخير كثيراً خلال حملة الجمهوريين في أريزونا، إذ واجه تحديات هائلة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاعتراض على الحرب في العراق، والمشاعر السلبية تجاه [الرئيس حينها] جورج دبليو بوش. إضافة إلى ذلك لم يحظ ماكين بثقة المحافظين بعد أن تعاون مع تيد كينيدي [الديمقراطي] في صياغة مشروع قانون الهجرة عام 2007، فضلاً عن أن خطابه في السياسة الخارجية اعتبر وبحق أكثر جرأة وعدوانية من خطاب بوش ونائب الرئيس آنذاك، ديك تشيني.

وبالطبع كان [ماكين] ينافس أوباما الذي ألهب حماسة جماهيرية واسعة من الأميركيين بفضل حملته التي قدمته كمرشح متفائل ينتمي إلى خلفيتين عرقيتين مختلفتين، ويعد بإحداث تغيير جذري في آلية العمل في واشنطن. أما اختيار أوباما لجو بايدن صديق ماكين على مدار عقود، فقد حمل دلالة رمزية قوية بعد أن أظهر أن أوباما يدرك مواطن ضعفه، وبخاصة لدى الناخبين من الطبقة العاملة من البيض.

وصحيح أن ماكين كان في حاجة إلى دفعة دعم وبدت بالين كأنها الحل في حينها. فبالين نجحت في إقصاء حاكم جمهوري عام 2006 وتمتعت بشعبية كبيرة خلال عام ونصف العام من وجودها في المنصب. بالتالي كان قرار ماكين بمثابة خطوة واضحة لاستمالة مؤيدي هيلاري كلينتون، الذين كانوا يتمنون فوزها.

وخلال الشهر الماضي لفتت ميغان ماكين إلى أن بالين نالت ترحيباً عاماً وإن كان لفترة قصيرة عقب إلقائها خطاباً خلال المؤتمر العام، مما أدى إلى تحقيق تقدم طفيف في استطلاعات الرأي لمصلحة ثنائي ماكين-بالين. غير أن هذا الشعور بالانتعاش لم يدم طويلاً، إذ تراجعت الحماسة البالغة بصورة ملحوظة مع انهيار مصرف "ليمان براذرز" وما تبعه من أزمة مالية عالمية. فبرز أوباما كقائد جاهز ومستعد بعد اختياره لبايدن، فيما بدا كقرار هادئ وعقلاني مقارنة مع خيار ماكين الذي اتسم بالتهور والخطورة.

ومع أن فانس لم يقم بأية مبادرات كتلك التي أقدمت عليها بالين لكن أداءه جاء ضعيفاً جداً مقارنة مع أبرز أعضاء حزبه. وفي انتخابات مجلس الشيوخ خلال عام 2022، تفوق عليه عدد كبير من المرشحين الجمهوريين الآخرين قبل أن يقرر ترمب دعمه، إضافة إلى ذلك كان هامش فوزه في أوهايو خلال عام 2022 أقل بكثير من هامش فوز ترمب خلال عامي 2016 و2020.

وفي سياق مواز يشار إلى أن بريق نجم بالين لم يغب إلا تحت أنظار التدقيق الشاخصة على منصب نائب الرئيس. وفي موازاة ذلك أسهمت تعليقات فانس خلال فترة تألقه ككاتب بارز وناقد يميني في تصاعد ملف الاعتراضات ضده، مما جعله هدفاً سهلاً للانتقادات.

ويعكس قرار ترمب باختيار فانس إلى اعتقاده بعدم حاجته لاستقطاب ناخبي بايدن المترددين، بل إلى التركيز على تعزيز توجهاته الأيديولوجية الشخصية. وفي الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي أشاد اليميني المتطرف والحماسي تاكر كارلسون بــفانس، معتبراً أن "وجهات نظره تتقارب بصورة أكبر مع قناعات ناخبي ترمب مقارنة مع أي من المسؤولين في واشنطن، لذلك فهو [الخيار المثالي] نائب الرئيس".

بيد أن ما سبق يشير إلى أن ترمب لم يحرك ساكناً لاستمالة مؤيدي نيكي هالي أو المعتدلين الآخرين. ومع أن هذه الاستراتيجية قد أثبتت جدواها عندما كان بايدن – وهو رئيس ذو شعبية متدنية للغاية – مرشح الحزب الديمقراطي، فإنها تركت ترمب غير مستعد تماماً للتعامل مع التحدي الجديد الذي تمثله كامالا هاريس بعد توليها مكان بايدن.

لقد انهار نجم بالين بسرعة مذهلة. وتدهورت مكانتها من حاكمة إلى مجرد مرشحة عن الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس ومن ثم إلى متسابقة في برنامج "المغني المقنع" Masked Singer وصولاً إلى محاولة غير ناجحة للوصول إلى الكونغرس، يجعلها فريسة سهلة. لكنها سقطت بعد اختيارها [لمنصب نائب الرئيس] فمثلت وببساطة رهاناً خاسراً. أما فانس فيرمز إلى حملة تتسم بثقة مفرطة في النفس.

© The Independent

المزيد من متابعات