Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدراغ كوين"... من حضن المسرح إلى احتضان المثلية

على رغم أن فن "السحب" بدأ في روما القديمة واليونان إلا أنه لا يمكن سرده من دون التعرض للأشخاص المتحولين جنسياً

قادت كثير من ملكات "السحب" جهوداً جماعية لمساعدة المثليين والمتحولين جنسياً (غيتي)

ملخص

يعتقد بعض المؤرخين أن تاريخ السحب (Drag) المبكر يعود للمسرح في حقبة اليونان القديمة وروما، حيث كان الرجال يقومون بأدوار الشخصيات النسائية.

"السحب" (DRAG) هو فن ارتداء الملابس والتصرف بصورة مبالغ فيها كجنس آخر، وعادة ما يكون ذلك من أجل الترفيه مثل الكوميديا ​​أو الغناء أو الرقص أو مزامنة الشفاه أو كل ما سبق.

تكهنات البدايات

يعتقد بعض المؤرخين بأن تاريخ السحب (Drag) المبكر يعود للمسرح في اليونان القديمة وروما، حيث كان الرجال يقومون بشخصيات نسائية، فكتب مؤلف كتاب "Drag: The Complete Story" سيمون دونان أن "تقليد الإناث كان جزءاً من مسرح الكابوكي في اليابان وعروض أوبرا بكين في الصين في القرنين الـ17 والـ18 على التوالي".

كما شجع ويليام شكسبير ظاهرة "Drag" في المسرح الإليزابيثي، حتى إنه استخدمها كأداة رئيسة في الحبكة عندما تنكرت فيولا في هيئة سيزاريو في مسرحية الليلة الـ12.

لكن مؤرخين آخرين يزعمون أن الأصول الحقيقية لـ"السحب" تعود لوقت أقرب قليلاً، إذ تعود بدايات ليدي جيه، وهي مؤدية "Drag" حاصلة على الدكتوراه في علم الموسيقى وتركز على تاريخ "السحب"، إلى إنجلترا الفيكتورية في ستينيات القرن الـ19 عندما وصف إرنست بولتون من الثنائي بولتون وبارك تصرفه المتمثل في ارتداء ملابس نسائية بأنه "Drag" وهو أول استخدام معروف للمصطلح، إذ كان الرجلين مثليين من عائلات الطبقة المتوسطة العليا في العصر الفيكتوري.

أما بعض الروايات الأخرى، فتشير إلى أن "الدراغ" مستوحى من التنانير الداخلية التي كان الرجال يرتدونها والتي كانت تسحب على الأرض أثناء أدائهم.

 

 

وفي هذا الوقت تقريباً، تحديداً في الولايات المتحدة الأميركية، كانت الممثلات يقلدن شخصيات نسائية يقمن دور البطولة في عروض مسرحية عنصرية، حيث كان معظم الممثلين البيض يرتدون وجوهاً سوداء لتصوير الصور النمطية العنصرية للأميركيين من أصل أفريقي، وتقول ليدي جيه إن الشخصية الشائعة في هذه العروض المسرحية كانت فتاة "يالر"، أو رجلاً يرتدي زي امرأة سوداء ذات بشرة فاتحة.

المثلية في كنف "الدراغ"

ووفقاً لـ"قاموس أكسفورد"، فإن كلمة "سحب" (Drag) موجودة منذ عام 1388 في الأقل، ويعود تاريخ أول حفل أو مسابقة "سحب" لعام 1867، عندما قدم كل من الرجال والنساء عروضهم في هاملتون لودج في هارلم.

وبحلول عشرينيات القرن الـ20 كان مصطلح "Drag" يستخدم من قبل المثليين، ويُفترض أنه دخل من بولاري، وهي لغة سرية ولدت في إنجلترا من تجريم مجتمع "LGBT" وهو اختصار في اللغات اللاتينية للفظ الأحرف الأولى من كلمات Lesbian وGay وBisexual وTransgender.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الخمسينيات من القرن الماضي شقت عروض "السحب" طريقها إلى الحانات في أماكن أكثر قبولاً مثل بلاك كات في سان فرانسيسكو، وعلى مدى العقود التالية نظمت هذه المساحات خصيصاً لمجتمع المثليين، وتوسعت حتى في الأفلام مع فيلم جون ووتر عام 1972 (Pink Flamingos)، وفي هذا الفيلم ظهرت ملكة "السحب" المعروفة على نطاق واسع باسم ديفاين التي كانت مصدر إلهام لشخصية أورسولا في فيلم "حورية البحر الصغيرة". 

وفي الستينيات بعد أن تشكلت مجتمعات كبيرة من المثليين جنسياً ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسياً في المدن الكبرى، كان ارتداء ملابس نسائية في الأماكن العامة لا يزال يشكل خطراً، فقد داهمت الشرطة بانتظام الحانات التي يرتادها المثليون جنسياً في الولايات المتحدة حتى أواخر الستينيات، وكان من غير القانوني للحانات في نيويورك أن تقدم مشروباً لمثليّي الجنس.

لذلك قام فنانو "السحب" المتحولون جنسياً بأدزار طوال تاريخ هذا النوع الفني، فقد قادت كثير من ملكات "السحب" جهوداً جماعية لمساعدة المثليين والمتحولين جنسياً، كما قامت "Drag Queens" بأدور لدعمهم  في أميركا.

حقب المكياج المتبدلة

وبما أن "الدراغ" قائم على المبالغة، فلا بد لمساحيق التجميل من أن تأخذ دورها بصورة لافتة وغريبة، لذلك كانت واحدة من أكثر ملكات "السحب" شهرة في عشرينيات القرن الماضي جوليان إلتينج تخرج بمظهر مميز للعيون الدخانية والشفاه على شكل قلب.

وخلال فترة "Pansy Craze"، احتلت إطلالات المكياج المبالغ فيها التي تشبه الزعانف مركز الصدارة، إذ كانت المظاهر المميزة لملكات "السحب" في الحانات والنوادي السرية عبارة عن كحل مجنح وأحمر شفاه داكن وخدود مغطاة بأحمر الخدود.

 

 

وبينما كانت ملكات "السحب" يكافحن من أجل الاعتراف بهن، أصبحت مظاهر مكياجهن المميزة أكثر دراماتيكية، فخلال الخمسينيات من القرن الماضي ارتفعت الحواجب إلى الأعلى بأقواس عالية وكحل عيون مجنح ورموش اصطناعية، وسرقت الشفاه العريضة ببريق لامع الأنظار.

وفي ستينيات القرن الـ20 أخذ مكياج الملكات شكلاً جديداً من خلال طبقة سميكة من الماسكارا على رموشهن العلوية والسفلية وحواجب مقوسة ورقيقة وشفاه وردية اللون.

أما في فترة السبعينيات، فأصبح مظهر المكياج أكثر تميزاً، فتم تحويل الحواجب إلى حرف (V) مقلوب يمتد إلى منتصف الجبهة، وبات ظل العيون الأزرق مع الرموش الاصطناعية الدعامة الأساسية، كما بالغت الخطوط العريضة الثقيلة في امتلاء شفاه ملكات "السحب".

وطوال الثمانينيات والتسعينيات كان المظهر الطبيعي مفضلاً لدى ملكات "السحب"، فكانت هذه المظاهر عبارة عن نسخ محسنة قليلاً من أنماط "Better Davis وMae West"، إذ تميزن بأساسات محايدة وخدود حمراء وأحمر شفاه خفيف، وفي التسعينيات أزاحت المظاهر الجذابة جانباً المكياج الخفيف، وأخذ "أحمر الخدود" اللامع و"الهايلايتر" تحت العينين وعلى عظام الخد من العناصر الأساسية مكانه في مكياج "دراغ كوين".

ومع العقد الأول من القرن الـ21 أصبحت الحواجب ذات الزوايا مع أطراف مدببة وعظام خدٍ منحوتة وشفاه حمراء ممتلئة هي المظهر المفضل.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات