Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انقسام كشمير يحول دون لقاء الأقارب خلف الحدود المغلقة

النزاع طويل الأمد بين الهند وباكستان وراء الموقف الحالي

مزارع على الحدود بين الهند وباكستان   (أ ف ب)

ملخص

منطقة كشمير ذات الغالبية المسلمة مقسمة إلى شطرين بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وتطالب كل من القوتين النوويتين بالسيادة على المنطقة الواقعة في الهملايا بأكملها. وأدى النزاع إلى نشوب ثلاث حروب بينهما.

في كشمير المقسّمة، تفصل عشرات الكيلومترات فقط بين عائلات تعيش في الشطرين، لكن أيضاً نزاعاً طويل الأمد بين الهند وباكستان يقضي على آمال سكان هذه المنطقة الواقعة في جبال الهملايا بالاجتماع بأقاربهم القاطنين في الجانب الآخر من الحدود المغلقة.

انفصل المزارع غلام أحمد (66 سنة) الذي يعمل في كروم المشمش عن والدَيه حين كان فتى وسط فوضى حرب أدت إلى انتقال قريته الباكستانية سابقاً إلى السيادة الهندية. ويحلم اليوم بزيارة قبر والدته في باكستان.

لو أن المعبر الحدودي مفتوح بين شطرَي كشمير لتعين عليه اجتياز 50 كيلومتراً. غير أن إغلاق المعبر يحول دون وصوله بسهولة إذ سيجب عليه التقدم بطلب تأشيرة يصعب الحصول عليها عادة وإنفاق مبلغ يتجاوز إمكاناته لإنجاز رحلة مسافتها ذهاباً وإياباً 2500 كيلومتر.

ويقول أحمد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، "ماذا يمكننا أن نفعل؟ يموت الكثير هنا قبل الاجتماع بأقاربهم".

ويسلك قليلون المعبر الحدودي البري الوحيد المفتوح بين الهند وباكستان والواقع في ولاية البنجاب الهندية على بعد مئات الكيلومترات جنوب قرية هاندرمان حيث يقيم أحمد.

ثلاث حروب

فمنطقة كشمير ذات الغالبية المسلمة مقسمة إلى شطرين بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وتطالب كل من القوتين النوويتين بالسيادة على المنطقة الواقعة في الهملايا بأكملها. وأدى هذا النزاع بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى نشوب ثلاث حروب بين الهند وباكستان.

ويضيف أحمد "إذا أعيد فتح الحدود سيذهب الكثير إلى باكستان. وسيأتي الكثير منها للقاء أقاربهم".

تقع هاندرمان على مقربة من منطقة كارجيل في شمال الهند على الخط المحصّن الذي يقسم كشمير، وتحيط بها قمم مغطاة بالثلوج.

وكانت كارجيل مسرحاً لآخر صراع كبير بين نيودلهي وإسلام أباد عام 1999. وبدأ القتال عندما عبر مسلحون مدعومون من باكستان إلى الأراضي الهندية في كارجيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقتل ما لا يقل عن ألف شخص خلال الأسابيع الـ10 التالية، لكن الصراع انتهى من دون تغيير الوضع على طول الحدود.

وانسحبت باكستان تحت ضغوط أميركية شديدة بعدما شعرت واشنطن بالقلق من تقارير استخباراتية أظهرت أن إسلام أباد نشرت جزءاً من ترسانتها النووية قريباً من موقع النزاع.

فترة عصيبة ممتدة

يعمل علي (49 سنة) الذي لا يستخدم كنية للتعريف عن نفسه، مرشداً سياحياً خلال موسم الصيف، فيما يقود خلال الأيام الأخرى حميراً تحمل مؤناً إلى المواقع الجبلية العسكرية الهندية.

ولم يتعرف أبداً على عائلة خاله المقيم في الشطر الباكستاني من المنطقة.

ويقول "خالي وعائلته بكاملها في الجانب الآخر"، مشيراً إلى أن والدته "لا تكف عن البكاء لفراقهم".

وبالحديث عن نزاع عام 1999، يقول "كانت فترة عصيبة جداً" اضطر فيها القرويون إلى الاحتماء في الكهوف والجبال.

ويضيف "كان الرجال يخرجون ليلاً فقط لري الحقول والاعتناء بالحيوانات".

وبعد ربع قرن من السلام النسبي، تراجعت عزلة المنطقة تدرجاً.

ويتذكر اللواء لاكويندر سينغ قائلاً "لم يكن هناك شيء هنا عام 1999. الآن بدأت تظهر قرى صغيرة وفنادق جديدة".

نشر الجيش الهندي موارد كثيرة لتعزيز البنية التحتية الإستراتيجية على غرار الجسور والطرق وخطوط الاتصالات السلكية واللاسلكية.

فبعد عقود من الصمت، أصبحت العائلات قادرة على الاتصال ببعضها.

ذاكرة النزاع والجيل الجديد

تمكن محمد باقر (51 سنة) من الاتصال بعائلته المقيمة في باكستان، لكن اللقاء وجهاً لوجه للصلاة معاً في المسجد يبقى حلماً يبدو تحقيقه مستحيلاً، برأيه.

ويقول باقر "أشاهد جنودنا وهم يحصنون الدفاعات وليس لدي أي أمل بحدوث أي انفراج. هناك خوف دائم من حدوث شيء ما".

ويروي غلام أحمد كيف عرض على حفيده صورة لوالده الراحل لكن الفتى لم يبدِ أي اهتمام. ويأسف لأن الجيل الأصغر سناً "منفصل تماماً" عن ذاكرة النزاع.

من جهته يقول القروي علي محمد (55 سنة) إنه لا يتذكر إلا بصورة "ضبابية" كيف كانت قريته مفعمة بالحياة قبل أن تقسّم.

ويضيف "فقدنا جيلاً، والشباب لم يتواصلوا على كلا الجانبين".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات