ملخص
يقضي التفكيك غالباً بتقسيم الشركة الكبيرة إلى شركات أصغر تتخصص كل شركة في قطاع معين، بحيث يتمكن آخرون من المنافسة في هذا القطاع بدلاً من أن تحتكره شركة واحدة
حدثان مهمان في "وول ستريت" يغيران مجرى التداولات والتوقعات، الأول ظهور بيانات التضخم لشهر يوليو (تموز) الماضي، والثاني هو الكشف عن توجه جديد لدى الحكومة الأميركية لتفكيك شركة غوغل.
فقد تراجع سهم "ألفابت" الشركة المالكة لـ"غوغل" بصورة كبيرة تجاوزت ثلاثة في المئة خلال التداولات، بعد نشر "بلومبيرغ" تقريراً يفيد بأن وزارة العدل الأميركية تدرس خيارات تشمل تفكيك عملاق محرك البحث على الإنترنت.
حكم ضد "غوغل"
ويأتي ذلك بعد أن صدر حكم تاريخي في المحكمة التنفيذية ضد شركة غوغل إذ أدانها كشركة محتكرة لسوق محركات البحث، وفي حال لم تتمكن "غوغل" من الاعتراض على الحكم فقد تذهب وزارة العدل في اتجاه تفكيكها.
كيف يتم التفكيك؟
ويقضي التفكيك غالباً بتقسيم الشركة الكبيرة إلى شركات أصغر تتخصص كل شركة في قطاع معين، بحيث يتمكن آخرون من المنافسة في هذا القطاع بدلاً من أن تحتكره شركة واحدة. ويرجح أن يقضي تفكيك "غوغل" بتقسيمها إلى شركتين بصورة رئيسة، الأولى تشمل نظام الهواتف المحمولة "أندرويد"، والثانية تشمل متصفح الويب "غوغل كروم".
ضربة لأهم قطاعين
وفعلياً أعمال "غوغل" مركزة على هذين القطاعين، فهي تسيطر من ناحية على أكثر من مليارين ونصف مليار جهاز محمول يعمل بنظام "أندرويد" بينما يتصفح المليارات على "غوغل كروم". وتعمل "غوغل" على جعل القطاعين يخدمان بعضهما بعضاً، ففي الهواتف المحمولة تجد "غوغل كروم" كخاصية تلقائية للبحث على الإنترنت وتنزيل التطبيقات من متجر غوغل. وقد كشف الحكم ضدها أنها تسعى إلى احتكار ذلك في هواتف ومنتجات "أبل"، إذ دفعت المليارات مقابل عقد حصري مع "أبل" لجعل خاصية "غوغل كروم" تلقائية في أجهزة "أيفون" و"ماك".
خيارات حكومية أخرى
وبعيداً من التفكيك هناك خيارات أخرى يجري بحثها في وزارة العدل ستضعف "غوغل" أيضاً، إذ ستمنعها من أن تبرم العقود الحصرية كتلك المبرمة مع "أبل"، ليأخذ المنافسون فرصتهم في سوق البحث على الإنترنت عبر منصات عدة.
والخيار الآخر المطروح يقضي بإجبار "غوغل" على السماح للمنافسين بالعمل معها في خدمات البحث على الإنترنت. فحالياً تحتكر "غوغل" كل طرق البحث على الإنترنت بحيث من الصعب للمنافسين أن يضاهوا قدراتها في حصر كل ما يجري على الإنترنت يومياً.
وهناك خيار ثالث، يمنع "غوغل" من أن تستخدم المحتوى على الإنترنت لتدريب منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، إذ تعمل حالياً على التدريب بأخذ كل المحتوى المتاح من دون إذن من صانع هذا المحتوى.
تفاصيل التضخم
وبسبب الضغط القوي من خبر "غوغل" ارتفعت "وول ستريت" بصورة خجولة مع بيانات التضخم القوية والمتوافقة مع التوقعات، إذ ارتفع التضخم بـ2.9 في المئة وهو أدنى مستوى منذ مارس (آذار) 2021 ودون ثلاثة في المئة المسجلة خلال يونيو (حزيران) الماضي.
وكشف ذلك عن استمرار وتيرة انحسار التضخم، إذ طمأنت البيانات الجديدة المستثمرين الذين راهنوا على أن بنك الاحتياط الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. وعلى رغم ذلك ما زال هدف "الفيدرالي" في خفض التضخم بعيداً بعض الشيء عند اثنين في المئة.
خفض الفائدة
وترى أسواق المال الآن فرصة بنسبة 55 في المئة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي يومي الـ17 والـ18 من سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقاً لأداة "فيدووتش". وتنقسم توقعات المتداولين بالتساوي تقريباً بين خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (0.25 في المئة) أو 50 نقطة أساس (0.5 في المئة).
وكانت الأسواق تترقب مؤشر التضخم بخوف شديد، فبعد البيانات الاقتصادية السلبية الأخيرة وأهمها ارتفاع البطالة وتراجع التوظيف والتي أدت إلى حدوث "الإثنين الأسود" خلال الخامس من أغسطس (آب) الجاري، كانت هناك خشية بارتفاع التضخم والتسبب بموجة هلع جديدة.
وعلى رغم ارتفاعها المتواضع فإن مؤشرات "وول ستريت" حققت صعوداً للجلسة الخامسة، وتجاوز مؤشر "داو جونز" الـ40 ألف نقطة.