Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة دواء في بريطانيا تهدد مرضى فرط الحركة والصحة العقلية

حصري: هيئة الصحة البريطانية تحذر من نقص حاد في تسعة أدوية أساسية وتوصي الأطباء بتعليق وصف أدوية للمرضى الجدد

إجراءات المنظمين الأميركيين أسهمت في تفاقم النقص العالمي، بعد تحديد سقف لكمية أدوية اضطراب فرط الحركة التي يمكن إنتاجها (غيتي)

ملخص

يواجه أكثر من نصف مليون مريض في المملكة المتحدة نقصاً في الأدوية بسبب اضطرابات سلسلة التوريد والطلب المتزايد على الأدوية، وبخاصة تلك المخصصة لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وأمراض الصحة العقلية مثل الفصام

أكثر من نصف مليون مريض يواجهون نقصاً في الأدوية الحيوية مع تفاقم أزمة توفر الدواء في بريطانيا، بحسب المعلومات التي حصلت عليها "اندبندنت".

وأصدرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا تحذيرات في شأن نقص حاد في تسعة أدوية رئيسة لعلاج الفصام والاضطراب الثنائي القطب، مما أجبر المرضى على التنقل بين الصيدليات للعثور على ما تبقى من مخزون، أو تقنين جرعاتهم، أو اللجوء إلى أدوية أقل فاعلية.

وحذر خبراء التعليم من أن نقص أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه attention deficit hyperactivity disorder (المعروف اختصاراً بـ"أي دي أتش دي" ADHD) هذا العام بدأ يترك تأثيراً ملموساً مع اضطرار طلاب إلى التغيب عن المدرسة في سعيهم لمواجهة حالتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويربط مارك ديان من مؤسسة "نافيلد" Nuffield البحثية الطبية تفاقم أزمة نقص الأدوية بعدم الاستقرار في سلاسل الإمداد الذي تفاقم بعد الجائحة.

ويتم العمل الآن "بتسعة إجراءات حكومية (بروتوكولات) لمواجهة أزمات حادة في نقص الأدوية" وتحديداً لدواء "كويتيابين" quetiapine المضاد للذهان – أو كما يعرف تجارياً "سيروكويل" Seroquel – الذي يعتمد عليه نحو 250 ألف مريض في المملكة المتحدة. وحذرت وزارة الصحة الصيادلة والأطباء من استمرار أزمة دواء "كويتيابين" حتى سبتمبر (أيلول) في الأقل.

كذلك الأمر يواجه مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أيضاً نقصاً في الأدوية، وجرى نصح أطباء هيئة الخدمات الصحية في جنوب غربي البلاد لوقف وصف دواء "ميثيلفينيدات methylphenidate، الذي يباع تجارياً تحت اسم "ريتالين" Ritalin أو "كونسيرتا" Concerta، ويتناوله أكثر من 275 ألف مريض تابعين لهيئة الخدمات الصحية.

وحذر إيان هاملتون، وهو زميل فخري في مجال الصحة النفسية والإدمان بـ"جامعة يورك"، من الأخطار الكبيرة التي قد تواجه المرضى الذين يجبرون على إيقاف علاجهم بصورة مفاجئة، قائلاً "قد يكون ريتالين مسبباً للإدمان، وعندما يتوقف الشخص عن تناوله بصورة مفاجئة، قد يواجه أعراضاً انسحابية شديدة مثل التعب والكآبة والاكتئاب". وأضاف "حرمان المريض من كويتيابين [دواء مضاد للذهان]، يشكل تهديداً كبيراً. وبالنسبة إلى كثر، قد يكون التأثير المدمر في صحتهم إذا لم يتمكنوا من تناول هذا الدواء".

من جانبه، أكد المدير التنفيذي للجمعية الخيرية "باي بولار يو كي" Bipolar UK (الاضطراب الثنائي القطب في المملكة المتحدة)، ستيفن كيتشن، أن مرضى الاضطراب الثنائي القطب يعتمدون بصورة كبيرة على أدويتهم للحفاظ على توازنهم، وإلا فإن أعراضهم قد تزداد سوءاً. وقال "حرمانهم من الدواء قد يتسبب في كثير من الأذى لأنفسهم ومن حولهم قبل أن يصلوا إلى حالة متدهورة تتطلب إدخالهم إلى المستشفى. كما أن خطر الانتحار لدى مرضى الاضطراب الثنائي القطب مرتفع جداً، وهم يعتمدون على هذا الدواء للبقاء على قيد الحياة".

وأشار السيد كيتشن إلى أن التوقف عن تناول دواء مضاد للذهان بعد أن يبدأ في تحقيق فعاليته يمكن أن يكون صعباً، وقد يستغرق الانتقال إلى دواء آخر أشهراً عدة. وغالباً ما يواجه المرضى صعوبة في الوصول إلى طبيب نفسي أو حتى طبيب عام لمساعدتهم في هذه المرحلة، مضيفاً "يترك الأشخاص ليواجهوا الوضع بمفردهم، وهذا يقود إلى الكارثة حتماً".

وحسب وزارة الصحة، على رغم أن توفر أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الأخرى قد تحسن، فإن أزمة ميثيلفينيدات لا تزال مستمرة.

وفي الجنوب الغربي، طلب من الأطباء عدم المباشرة بوصف الأدوية بجرعات 12 ساعة للمرضى الجدد، وتم توفير بدائل ذات تأثير أقصر.

وسجلت هيئة الخدمات الصحية قفزة كبيرة في وصف أدوية اضطراب فرط الحركة للبالغين، وارتفع عدد المرضى من 119 ألفاً في 2022-2023 إلى 152 ألفاً في العام الماضي. كما شهد عدد المرضى تحت سن 17 سنة زيادة طفيفة من 121 ألفاً إلى 123 ألفاً.

وفي سبتمبر الماضي، صدر إنذار وطني حول نقص إمدادات أدوية اضطراب فرط الحركة. وعلى رغم التوقعات بحل المشكلة بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2023، فإن الأزمات ما زالت قائمة بسبب مشكلات في التصنيع وارتفاع الطلب العالمي.

وتزايدت المخاوف حول تأثير نقص أدوية مثل ريتالين في الأطفال الذين يحتاجون إليها للتحكم في حالات اضطراب فرط الحركة التي لديهم، خصوصاً مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد.

وقالت نائبة الأمين العام لنقابة التعليم الوطنية National Education Union (NEU) نيمه سويني: "تسببت هذه الأزمة في تغيب عديد من الطلاب عن المدرسة بسبب حالة اضطراب القلق التي تكونت لديهم لعدم وجود الأدوية، أو تعرضهم للطرد والتوقيف بسبب صعوبة ضبط سلوكهم. والوضع يحتاج إلى تدخل سريع".

وأشار الدكتور روري كون، وهو طبيب نفسي للأطفال في ديفون "هذا الأسبوع، رأيت حالات عدة تتدهور بسرعة. المرضى يحتاجون إلى تناول جرعات أكثر تواتراً، لكنها تكون أقل فاعلية بالنسبة إليهم. التجربة تكون عبارة عن سيطرة متقطعة بدلاً من سيطرة مستمرة"، مضيفاً "لو كانت هذه المشكلة تتعلق بأدوية لحالة صحية جسدية خطرة، لكانت هناك صرخة استغاثة على مستوى البلاد".

وقال طبيب الأطفال إن ما بدأ كنقص موقت طال أمده من دون أي علامة على الحل، محذراً من أن الأمور "تفاقمت بصورة كبيرة في الأشهر الأخيرة".

أما بالنسبة إلى المرضى الذين يتناولون أدوية تمتد لـ12 ساعة، تم توجيه الأطباء للنظر في فترات توقف عن العلاج، أو استخدام أدوية بديلة، أو التحول إلى شكل مختلف من العلاج مثل ليسديكسامفيتامين lisdexamfetamine، الذي قد لا يجدي نفعاً مع بعض المرضى.

وقالت ريتشيل ماسكل، نائبة عن حزب العمال وعاملة سابقة في تقديم الرعاية في هيئة الخدمات الصحية ومتخصصة علاج طبيعي كانت سابقاً عضوة في لجنة الصحة البرلمانية "النقص في الأدوية يمكن أن تكون له عواقب خطرة على من يعتمدون عليها، لذا فإن هذه المسألة تحتاج إلى تدخل عاجل من الحكومة".

وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن مشكلات الإمداد الأخيرة مع معظم أدوية اضطراب فرط الحركة قد تم حلها، لكن الوزارة كانت على علم بمشكلات الإمداد العالمية المستمرة التي تؤثر في أقراص ميثيلفينيدات ممتدة المفعول. وأضاف أن الوزارة تعمل مع مصنعي كلا النوعين من الأدوية لحل المشكلات، مضيفة أن بروتوكولات نقص الأدوية الخاص بعقار كويتيابين لتمكين الصيادلة من تقديم جرعات بديلة وتجنب معاناة المرضى في البحث عن الأدوية.

© The Independent

المزيد من صحة