Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حملة "شلل الأطفال" تبدأ في غزة وتلك تفاصيل الهدن الثلاث

تقول منظمة الصحة إنها تحتاج إلى تطعيم 90 في المئة من الصغار مرتين مع فاصل 4 أسابيع بين الجرعتين

ملخص

تأتي الحملة المعقدة التي تستهدف الأطفال دون عمر 10 سنوات بعد تأكيد صدر الأسبوع الماضي مفاده بأن طفلاً أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.

أعلن مسؤول صحي اليوم السبت، بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة، بعد كشف الأمم المتحدة عن موافقة إسرائيل على "هدن إنسانية" للسماح بتطعيم الأطفال على رغم الحرب المستمرة في القطاع منذ نحو 11 شهراً.

وقال مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة بالقطاع الطبيب موسى عابد لوكالة الصحافة الفرنسية إن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية بدأت "اليوم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المنطقة الوسطى".

وتأتي الحملة المعقدة التي تستهدف الأطفال دون عمر 10 سنوات بعد تأكيد صدر الأسبوع الماضي مفاده بأن طفلاً أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.

 

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاج إلى تطعيم ما لا يقل عن 90 في المئة من أطفال غزة مرتين مع وجود فاصل مدته أربعة أسابيع بين الجرعتين حتى تنجح الحملة، لكنها أشارت إلى وجود تحديات هائلة في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب.

وأفادت المنظمة أمس الجمعة بأن الحملة ستتم على ثلاث مراحل في وسط قطاع غزة وجنوبه وشماله، وستتوقف المعارك لثماني ساعات في الأقل خلال ثلاثة أيام متتالية في كل مرحلة، ومن المحتمل أن تمدد فترات التوقف ليوم رابع، مما يعني أن كل جولة من التطعيمات ستستغرق أقل من أسبوعين.

تطويق الفيروس

فتح العامل الصحي رائد الهيقي عبوة اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال من النوع 2، سحب نقطتين منها وبسرعة وضع الجرعة في فم الطفل وتأكد أن الصغير بلع التطعيم.

يصطف أمام العامل الصحي طابور طويل من الأمهات بأيديهن أطفال صغار استعداداً لتحصينهم من مرض شلل الأطفال الذي بدأ يتفشى في قطاع غزة بعد ربع قرن من محاربته في المنطقة.

في مياه الصرف الصحي الراكدة قرب مخيمات النازحين وسط قطاع غزة، اكتُشف فيروس شلل الأطفال وبيّنت الفحوص أنه من سلالة فتاكة تعرف باسم "فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح ذي النمط 2".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أصيب العالم بالذعر بعدما وجد المرض موطناً له في غزة، وبسرعة أعدت الأمم المتحدة خطة شاملة لتطويق تفشيه ومنع انتشاره بين بلدان المنطقة، لكنها واجهت مشكلات كبيرة في تنفيذ خطتها في القطاع بسبب الحرب الدائرة بين حركة "حماس" وإسرائيل.

يوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن أن "640 ألف طفل يجب تحصينهم من شلل الأطفال، لكن لا يمكن أن تعمل طواقمنا أو فرق شركائنا تحت إطلاق النار ووطأة القتال، لذلك طلبنا من ’حماس‘ وإسرائيل تعليق الأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية".

ويقول "تواصلنا مع السلطات الإسرائيلية ووافقت على توريد اللقاحات ووقف إطلاق النار، وبعدها أجرينا اتصالات مع الحركة في شأن وقف إطلاق النار، ثم سمعنا خطة أعدتها وزارة الصحة الفلسطينية حول آلية تحصين الصغار".

12 يوماً لتطعيم 640 ألف طفل

بعد بحث الوضع الصحي في غزة اتفقت إسرائيل و"حماس" على هدنة إنسانية للسماح لآلاف العاملين في الأمم المتحدة بتطعيم الصغار ضد شلل الأطفال.

ويقول منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان إن "حملة التطعيم ستتم بالتنسيق مع الجيش، وبما أننا دولة تعمل وفق القانون الدولي الإنساني وتلتزم ’اتفاقيات جنيف‘ وتعمل وفق قوانين الحرب، فإننا سنتيح هدنة إنسانية تسمح لسكان القطاع بالوصول إلى المراكز الطبية التي ستقدم الجرعات".

 

 

ومن جهة "حماس"، صرح سامي أبو زهري بأنه "لأجل سلامة أطفال غزة وحمايتهم من الفيروس وافقنا على تعليق الأنشطة العسكرية لإتاحة الهدوء، فيتمكن أهالي القطاع من تحصين صغارهم ضد شلل الأطفال".

وتأتي الهدنة الإنسانية بناء على طلب الأمم المتحدة التي دعت طرفي الحرب في غزة إلى وقف القتال لمدة سبعة أيام متواصلة لإجراء حملة تطعيم واسعة لأطفال القطاع ضد شلل الأطفال، ووافق الجانبان على تعليق القتال لمدة 12 يوماً متواصلة.

هدن منفصلة

في الحقيقة، لن يكون هناك وقف للأنشطة العسكرية بالكامل في قطاع غزة، فهذه الهدنة مختلفة بطبيعتها عن الهدن الإنسانية المتعارف عليها، ويشرح وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان أنه "بعد التواصل مع إسرائيل و’حماس‘ سيجري تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية في مناطق محددة وساعات معينة".

وبحسب الاتفاق، فإن الهدنة الإنسانية لن تكون في جميع أنحاء قطاع غزة بالتزامن، وهي ليست هدنة واحدة، ويقول "هناك ثلاث هدن إنسانية منفصلة عن بعضها بعضاً، إذ سنبدأ عملية التطعيم في محافظة دير البلح، وسيستمر فريقنا بالعمل لمدة أربعة أيام سيتم خلالها وقف القتال في المنطقة".

ولن يكون وقف القتال مستمراً وإنما خلال فترة التطعيم، ويوضح أبو رمضان أنه "من السادسة صباحاً حتى الثالثة ظهراً ستعمل طواقمنا على تطعيم الأطفال، وخلال هذه الساعات التسع سيتم تعليق إطلاق النار بما يتيح التنقل الآمن للأطفال وذويهم وكذلك لطواقمنا، وأيضاً نقل اللقاحات".

وخلال هدنة دير البلح، يمكن للقوات الإسرائيلية تنفيذ هجوم عسكري في منطقة أخرى في القطاع، مثلاً في رفح أو خان يونس أو الشمال، لكن يحظر ذلك في وسط غزة. وبعد انتهاء تطعيم الأطفال في وسط غزة، سيتم نقل الهدنة الإنسانية إلى محافظة خان يونس جنوباً، وهناك سيتم تعليق القتال بالطريقة نفسها، وبعدها سيتم تحصين نحو 10 آلاف طفل في النصف الشمالي من غزة لمدة أربعة أيام، كل يوم تسع ساعات.

ربما يتم التمديد

في هذا السياق يوضح بيبركورن أنه "من واقع التجربة فإن أربعة أيام لتطعيم الأطفال غير كافية، وربما يحتاج العاملون الصحيون إلى يوم أو يومين إضافيين في كثير من الأحيان لتحقيق تغطية كافية"، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين "حماس" وإسرائيل على تمديد الهدنة الإنسانية في كل منطقة ليوم خامس إذا لزم الأمر، ولفت إلى أنه إذا نجحت المرحلة الأولى من حملة التلقيح بموجب الاتفاق بين طرفي الحرب فإنه سيتعين إجراء جولة تطعيمات ثانية بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.

 

 

وفي حملة تحصين الأطفال هذه لن تشارك وزارة الصحة التابعة لحكومة حركة "حماس" في عملية التطعيم، وإنما ستدير الحملة وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع الأمم المتحدة، وقد تم تدريب 2180 عاملاً في المجال الصحي على طريقة إعطاء اللقاح.

ويقول وزير الصحة إن "الحكومة الفلسطينية بدأت بالتعامل مع قطاع غزة على أنه جزء من مناطق عملها، ولن يكون هناك فرق بين الضفة الغربية وغزة ضمن السياسات الحكومية في إطار تطبيق خطة شاملة لتوحيد المؤسسات الحكومية".

أمان للناس واللقاحات

بهدوء ومن دون خوف وصلت الأم بسمة أبو حطب إلى مركز الرعاية الأولية الذي تشرف عليه وزارة الصحة الفلسطينية، لم تسمع في طريقها أية انفجارات تهز المنطقة، كما لم تلحظ انتشار الطيران الإسرائيلي في سماء محافظة دير البلح وسط القطاع.

عند السادسة صباحاً دخلت الهدنة الإنسانية الموقتة حيز التنفيذ في محافظة دير البلح، ولم تشمل هذه الهدنة أية مناطق أخرى في القطاع، وبمجرد أن بدأ تعليق إطلاق النار، استغلت بسمة مع آلاف الأمهات الهدوء وزرن مراكز الرعاية الصحية لتحصين صغارهن من شلل الأطفال، وتؤكد

أن "حملة التحصين مهمة ووقف إطلاق النار خلالها أمر يبعث الأمان في نفوسنا، وهذا شيء نفتقده، لدينا أمل في انتهاء الحرب، ولعل ذلك يكون أيضاً لدواعٍ إنسانية".

 

 

من جهة إسرائيل، يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية أورين مارمورستين، "نعمل على تنسيق جهود حملة تحصين أطفال غزة مع الأمم المتحدة. هذه عملية واسعة لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، ولنا دور مهم في إرساء الهدوء ووقف إطلاق النار في مناطق معينة من شأنه ضمان الوصول الآمن للأطفال وذويهم، وكذلك أكثر من 2180 شخصاً من الطواقم الطبية والإنسانية التابعة لوكالات الأمم المتحدة، إلى مراكز التحصين".

ويضيف أن "الجيش الإسرائيلي أسهم في إحضار اللقاحات لسكان القطاع من أجل تغطية أكثر من مليون شخص من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة".

المساحة والأمن

وكانت عينات جمعت من مياه الصرف الصحي في الـ23 من يونيو (حزيران) الماضي وأكدت الفحوص في منتصف يوليو (تموز) وجود فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في ست عينات.

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الـ16 من أغسطس (آب) الماضي الأطراف المتحاربة التزام هدن إنسانية للسماح بتنفيذ حملة اللقاحات.

 

 

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد أيام قليلة خلال زيارة لتل أبيب، إن واشنطن تعمل مع الحكومة الإسرائيلية على خطة لإعطاء التطعيمات.

وذكر نائب السفير الأميركي في الأمم المتحدة روبرت وود الخميس الماضي أنه "يتعين بالأساس توفير المساحة والظروف الأمنية للعاملين في المجال الإنساني على الأرض لتوزيع اللقاحات وإعطائها للمعرضين للخطر والقيام بذلك في أمان. حياة الأطفال تتوقف على نجاحهم".

وأفادت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة بأن نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال جرى تسليمها إلى قطاع غزة بالفعل قبل بدء الحملة، وهناك 400 ألف جرعة أخرى في الطريق إلى الأراضي الفلسطينية.

ويشارك في تنفيذ الحملة منظمة الصحة العالمية و"يونيسيف" ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات