عائلة ترمب تقتحم سوق العملات الرقمية

بينما يتبنى الرئيس السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب الآن منصة تمويل لا مركزي، ويعد بجعل أميركا "عاصمة العملات الرقمية" في العالم، تتركز الأنظار على جهود أسرة الرئيس السابق وشركائه في مجال الأصول الرقمية.

في الأسابيع الأخيرة، كان مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة واثنان من أبنائه يروجون لمشروع "وورلد ليبرتي فاينانشال"، وهو مشروع تمويل لا مركزي يهدف إلى القضاء على الوسطاء مثل البنوك من خلال استخدام التطبيقات المدفوعة بالبرمجيات، وأطلق ترمب أخيراً مجموعته الرابعة من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) (عملة مشفرة)، التي تمثل ملكية فريدة لأصول مثل الصور التي تظهره وهو يقود دراجة نارية أو كملاكم، كما يمكن شراء مذكرات ميلانيا ترمب المقبلة من خلال قطعة رقمية، وفقاً لموقعها الإلكتروني.

وبينما قال ترمب قبل خمس سنوات إنه "ليس من محبي بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى"، فإن عائلته وشركاءه تبنوا العملات الرقمية بحماسة منذ ذلك الحين، وجنوا بالفعل ملايين الدولارات منها.

كسب المال بطريقة ترمب

ولطالما كسب الرئيس السابق المال من خلال إقراض اسمه أو صورته للمنتجات المتعلقة بالعملات الرقمية، كما فعل طوال حياته مع كل شيء من العقارات إلى الملابس الرجالية.

وحصلت شركة "سي آي سي ديجيتال أل أل سي"، التي جنت 7.2 مليون دولار من ترخيص صورته على الرموز غير القابلة للاستبدال، على محفظة عملات رقمية تحتوي على ما لا يقل عن مليون دولار في عملية "إيثريوم"، وفقاً لإفصاحات عام 2024.

وفي أغسطس (آب) الماضي، أصبح من الممكن طلب "أحذية كريبتو" تحمل علامة ترمب مسبقاً بسعر 499 دولاراً من خلال شركة "سي آي سي فيينتشورز أل أل سي"، وترتبط هذه الشركة بمحامي ترمب جون ماريون، وفقاً لوثائق التسجيل في فلوريدا. وبحسب "بلومبيرغ" يعمل ترمب حالياً على الرموز غير القابلة للاستبدال، بالتعاون مع بيل زانكر، صديقه منذ 30 عاماً والذي شارك في كتابة كتاب معه بعنوان "فكر واضرب بقوة" الذي نُشر في عام 2007.

من جانبها، قدمت ميلانيا ترمب مجموعات الرموز غير القابلة، وباعت قلادة ذهبية بمناسبة عيد الأم مع مجموعات الرموز غير القابلة ذات صلة على شبكة "سولانا".

وبدأ إريك ودون جونيور، جنباً إلى جنب مع والدهم، في الترويج لقناة "دي فاينت وون" على "تيليغرام" لمشروع "وورلد ليبرتي فاينانشال" في أغسطس الماضي.

وفي تحول غير معتاد، ادعى رجل الأعمال المخلوع مارتين شكرلي- من دون تقديم أي دليل- أن بارون ترمب، أصغر أبناء الرئيس، كان وراء عملة "دي جي تي"، التي أُطلقت في يونيو (حزيران) الماضي، ومنذ ذلك الحين انخفض سعرها بأكثر من 97 في المئة، فيما لم ترد منظمة ترمب على طلب التعليق من "بلومبيرغ".

دولار رقمي أميركي

أما صهر ترمب ومستشاره السابق جاريد كوشنر فدعا في عام 2019 إلى إنشاء دولار رقمي أميركي، وفقاً لوثائق حصلت عليها "كوين ديسك" في وقت سابق من هذا العام، فيما قال دونالد ترمب إنه ضد إنشاء عملة رقمية للبنك المركزي.

ثم هناك الرئيس التنفيذي لحملة ترمب الرئاسية في 2016، ستيف بانون، والمستشار الرئيس والمخطط الاستراتيجي في بداية إدارته، فقبل بضع سنوات، دعم بانون عملة "هيمالايا كوين" ومنصة تبادل تحمل الاسم نفسه، جرى الاستيلاء على موقعها الإلكتروني لاحقاً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، وتوجيه الاتهام لثلاثة أشخاص بجمع أكثر من مليار دولار في استثمارات باستخدام بيانات وادعاءات زائفة، إلا أنه لم يُذكر بانون في الشكوى.

وواجه بانون عدداً من التهم الفيدرالية وعفا عنه ترمب في 2021، وهو حالياً في السجن بتهمة ازدراء الكونغرس المتعلقة بهجوم 2021 على مبنى "الكابيتول" الأميركي.

أما الرئيس التنفيذي لشركة "كانتور فيتزجيرالد أل بي"، هاورد لوتنيك، والذي يشغل منصب رئيس فريق انتقال ترمب، فكان من أكثر داعمي العملات الرقمية في "وول ستريت".

وبدأ مرشح نائب الرئيس الجمهوري جي دي فانس، هو الآخر في الانخراط في مجال العملات الرقمية قبل انضمامه إلى الحملة. وكشف السيناتور من أوهايو أنه يمتلك أكثر من 250 ألف دولار من "بيتكوين"، وفقاً لوثائق حصلت عليها "سي أن أن"، كما برز كمدافع عن العملات الرقمية في "الكابيتول هيل"، وعمل على مشروع قانون لإعادة تنظيم الأصول الرقمية، وفقاً لـ"بوليتيكو".