ضجت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بالسفينة السعودية "أمجاد"، بعد تردد أنباء عن إصابتها من جانب الحوثيين في إطار استهدافهم الملاحة الدولية في البحر الأحمر، قبل أن يتبين أن السفينة نجت من نيران الجماعة، وفقاً لإفادة الجهة المالكة التي كشفت عن أنها لم تتضرر، وكذلك فعل البيان الحوثي الذي لم يشِر هو الآخر إلى إصابة أي سفينة أخرى، سوى "بلو لاغون" التي ترفع علم بنما في البحر الأحمر، أمس الإثنين.
وقالت شركة "البحري" السعودية في بيان لها اليوم الثلاثاء إن الناقلة "أمجاد" المملوكة لها كانت تبحر شمالاً في البحر الأحمر أمس قرب ناقلة أخرى تعرضت لهجوم، لكنها لم تكُن مستهدفة، ولم تلحق بها أية أضرار أو إصابات.
وأكدت أن السفينة ما زالت تعمل بكامل طاقتها وتواصل رحلتها نحو وجهتها المخطط لها من دون انقطاع"، موضحة أنها تبعاً لذلك أبلغت جميع السلطات المعنية على الفور وأنها لا تزال "على اتصال مستمر مع طاقمنا ونراقب الوضع عن كثب".
السفينة "أمجاد"
وكانت الناقلة "أمجاد" واحدة من أسطول عملاق تملكه الشركة السعودية يضم 95 ناقلة وسفينة حديثة منها 42 لنقل النفط الخام بطاقة استيعابية إجمالية تتجاوز 13 مليون طن، إضافة إلى 38 ناقلة للكيماويات ومنتجات بترولية وست سفن دحرجة وتسع سفن للبضائع السائبة، طبقاً للمعلومات الرسمية التي وفرتها شركة "بحري" على موقعها الإلكتروني.
وعند انضمام السفينة إلى ذلك الأسطول في فبراير (شباط) 2017، كشفت "بحري" عن مواصفات "أمجاد" التي قالت إن حمولتها تبلغ 300 ألف طن متري وطولها 333 متراً وعرضها 60 متراً وارتفاعها 29.4 متر، فضلاً عن أنها بُنيت وفق أحدث التقنيات الصديقة للبيئة لتحقيق كفاءة عالية في استهلاك الوقود، وتُعدّ ناقلة النفط العملاقة الـ 37 التي تسلمتها السعودية ضمن صفقة وقعتها "البحري" مع الشركة الكورية الجنوبية "هيونداي" للصناعات الثقيلة لبناء 10 ناقلات نفط عملاقة.
وعرفت شركة "البحري" الرائدة عالمياً في الخدمات اللوجستية البحرية التي تأسست عام 1978 كشركة مساهمة في البداية باسم الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (NSCSA)، ويمتلك صندوق الاستثمارات السعودي 22.55 في المئة من أسهمها، بينما تمتلك شركة "أرامكو" السعودية للتطوير (SADCO) 20 في المئة، أما الحصة الباقية التي تقدر بـ 57.45 في المئة، فهي مدرجة في سوق الأسهم السعودية.
الملاحة البحرية
وفي سياق متصل اعتبرت الباحثة البريطانية في الشأن اليمني إليزابيث كيندال عبر منشور لها في منصة "إكس" أن "من المثير للاهتمام أن الحوثيين في اليمن أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف الناقلة التي تديرها اليونان" ولم يشيروا أبداً إلى مجاورتها السعودية، مما رجحت أنه يعني أن الحوثيين وجدوا أن طرق التفاهم مع الرياض أصبحت أفضل من الاستهداف العسكري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتواصل السعودية مساعيها الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي توافقي للأزمة اليمنية، إذ كانت مفاوضات مباشرة جرت بين السعودية والحوثيين في وقت سابق من هذا العام، وتبادل الطرفان الزيارات بين صنعاء والرياض في إطار جهود الرياض لوضع حد للأزمة المتفاقمة بين أطراف الصراع اليمنيين.
ومنذ أكثر من عام ونصف العام على الهدنة الأممية التي أعلنت بين أطراف الحرب في اليمن، لا يزال الهدوء الحذر سيد الموقف بين الحكومة الشرعية المدعومة من الرياض والحوثيين في صنعاء، على رغم عدم تجديد الهدنة رسمياً، وانشغال الجماعة المدعومة من إيران بتهديد الملاحة البحرية على خلفية الحرب في غزة.
وكانت الرياض في وقت سابق رفضت التدخل في التحالف العسكري الذي شكل بقيادة أميركا وبريطانيا لمواجهة هجمات الحوثيين على التجارة العالمية في البحر الأحمر، إذ ترى أن الأسلوب العسكري يصعد من التوترات وردود الفعل وأن الحل يكمن في البعد الدبلوماسي والضغط على الدولة الداعمة للميليشيات الحوثية، وقبل ذلك على إسرائيل التي تتخذ جماعات مسلحة حربها العدوانية على غزة، ذريعة لكثير من العمليات المحرمة دولياً.