ملخص
هناك عوامل تبقي فرص تحقيق المؤشر أداء إيجابياً على المدى القصير من بينها تداول القطاعات القيادية بمكررات ربحية تقل عن السوق مع قرب نهاية الربع الثالث إلى جانب تحول أرباح السوق المجمعة للنمو في الربع الثاني.
حدد محللو أسواق المال ستة عوامل رئيسة تتحكم في مسار سوق الأسهم السعودية "تداول"، وتضعها قيد الأداء المتباين ما بين الصعود والهبوط، أبرزها حال الترقب لمزيد من التوقعات الخاصة بنتائج الشركات الكبرى للربعين المقبلين من عام 2024، بعد إفصاح معظمها عن نتائج أعمال جيدة خلال الربع الثاني من العام الحالي.
وعدد المحللون عوامل أخرى، تتضمن وجود القطاعات القيادية "البنوك" و"الطاقة" و"الاتصالات" بمكررات ربحية تقل عن السوق ككل، إضافة لترقب المستثمرين قرار خفض أسعار الفائدة من قبل "الفيدرالي" منتصف الشهر الجاري، وعودة المستثمرين من الإجازة الصيفية وممارسة استثماراتهم بالأسهم المدرجة، ومتابعة المتعاملين لتطورات الأوضاع الجيوسياسية وانعكاساتها على أسعار النفط العالمية ومدى التزام خفض إنتاج الخام.
وبعد أن تراجع مؤشر السوق السعودية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في نهاية جلسة أمس الإثنين من الأسبوع الجاري، إلا أنه نجح في نهاية جلسة الثلاثاء في تعويض التراجعات، مرتفعاً بنسبة 0.1 في المئة ليغلق عند 12180 نقطة بما يعادل 13 نقطة، ليظل محافظاً على مكاسب سنوية منذ بداية العام وحتى تاريخه بلغت 1.78 في المئة.
حالة الترقب
في هذا الصدد، قال المستشار الاقتصادي بالأسواق المالية محمد الشميمري، "إن السوق السعودية تسيطر عليها حالة الترقب في انتظار معطيات داخلية، وهي التوقعات الإيجابية التي ستصدر بالنسبة للربعين المقبلين من العام الحالي وخصوصاً للشركات الكبرى".
وتوقع الشميمري، "ألا يستمر التذبذب على مستوى الأسبوعين المقبلين"، مؤكداً أن قرار "الفيدرالي" المرتقب بخفض الفائدة سيدعم أداء المؤشر، إضافة إلى زيادة سيولة الأجانب مع استئناف إدراج أسهم شركات سعودية بمؤشرات الأسواق الناشئة مثل "فوتسي راسل" و"أم أس سي آي".
وأعلنت مؤسسة "فوتسي راسل" أخيراً عن مراجعتها نصف السنوية الدورية للسوق السعودية في مؤشراتها، إذ قامت بترقية سهم "بوبا العربية" من مؤشر الشركات المتوسطة إلى مؤشر الشركات الكبيرة، وكل من "تكافل الراجحي" و"الخدمات الأرضية" من مؤشر الشركات الصغيرة إلى الشركات المتوسطة، وأضافت شركة "جمجوم فارما" إلى مؤشر الشركات المتوسطة والعالمي، فيما خفضت "فوتسي" تصنيف "أسمنت الجنوبية" من مؤشر الشركات المتوسطة إلى مؤشر الشركات الصغيرة.
وستنفذ "فوتسي"، تغييراتها في الأسواق بإغلاق الجمعة 20 سبتمبر (أيلول) الجاري، وبما أن هذا التاريخ عطلة بالسعودية فمن المنتظر إجراء التغييرات بعد إغلاق الخميس 19 سبتمبر، لتكون سارية اعتباراً من الإثنين 23 سبتمبر الجاري.
وأشار الشميمري إلى أنه على رغم صعود المؤشر العام للسوق السعودية "تاسي" ليلامس مستوى عند 12300 نقطة، فإن عمليات جني الأرباح بدأت بسبب تأثر معنويات المستثمرين بالمخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وتراجع أسعار النفط، إضافة إلى ترقب البيانات الاقتصادية الأميركية المهمة وتأثيرها في قرارات "الاحتياط الفيدرالي" بخصوص أسعار الفائدة.
وتترقب دول العالم والأسواق العالمية قرار "الفيدرالي" بخصوص سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في 17 و18 سبتمبر الجاري، إذ ثبت المجلس سعر الفائدة في اجتماع يوليو (تموز) السابق، بحيث ظلت في نطاق يراوح ما بين 5.25 و5.5 في المئة، وهو النطاق الذي لم يتغير منذ ذلك الحين.
التأثر بأسعار النفط
وبدوره، رجح محلل الأسواق المالية محمد الميموني، أن يظل الأداء الوثيق ما بين أداء السوق السعودية ومؤشرات "وول ستريت" خلال الفترة المقبلة إلى حين انعقاد اجتماع "الفيدرالي" المرتقب، مشيراً إلى أن من دعم المكاسب السنوية للمؤشر العام "تاسي" إلى الآن هي نتائج شركات المواد الأساسية والرعاية الصحية، إضافة للقطاع البنكي الذي عزز من أرباحه القوية. ولفت إلى أن السوق السعودية تأثرت بالحركة المتذبذبة بأسعار النفط العالمية في مطلع الأسبوع.
وخلال تعاملات الثلاثاء، عمقت أسعار النفط خسائرها مع تصاعد مخاوف ضعف الطلب العالمي إثر تباطؤ الاقتصاد الصيني، وخطط "أوبك+" للتخلي عن بعض تخفيضات الإنتاج الطوعية لتعوض آثار انخفاض الإمدادات الليبية، والتوترات الأمنية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
مواصلة ماراثون الصعود
من جانبه، يرى المحلل المالي محمود عطا، أن السوق السعودية تتأثر كبقية أسواق المال بالأخبار الإيجابية والسلبية، التي كان من أبرزها إعلان "الفيدرالي" الأميركي عزمه تثبيت الفائدة وعدم رفعها في الاجتماع الأخير، مع توقعاته بخفض الفائدة الشهر الجاري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوقع عطا، أن يواصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "تاسي" ماراثون الصعود فوق مستويات 12 ألفاً، والوصول إلى 12300 نقطة تدرجاً، مشيراً إلى أن ذلك مرتبط بوضوح الضبابية الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة حالياً، لافتاً إلى أن كثيراً من المتداولين في إجازة صيفية والآن يرجعون للتداول.
وأشار إلى أن السوق السعودية على رغم التذبذب في الفترة الأخيرة فإنها لا تزال تحافظ على ارتفاعها منذ بداية العام بنسبة تقترب من 1.8 في المئة، مما يجعل المستويات السعرية قريبة منذ مطلع العام. وأكد أنه خلال الجلسات القليلة الماضية ضاعفت السوق من وتيرة ارتفاعها مع مشاركة أكبر من الشركات، خصوصاً البنوك التي تتمتع بمكررات تقل عن معدلات السوق، كما أن هناك عوامل تبقي فرص تحقيق المؤشر أداء إيجابياً على المدى القصير، من بينها تداول القطاعات القيادية "البنوك" و"الطاقة" و"الاتصالات" بمكررات ربحية تقل عن السوق مع قرب نهاية الربع الثالث، إلى جانب تحول أرباح السوق المجمعة للنمو في الربع الثاني.
مكررات ربحية جيدة
وأوضح المحلل المالي حازم محمود، أن تمسك السوق السعودية "تاسي" بمكاسب جيدة منذ بداية العام، مع وجود مكررات ربحية عند مستويات مناسبة بسبب الأداء الذي يحققه قطاع البنوك والذي يدخل في تكوين المؤشر العام بعد ارتفاعات شركاته مدعومة بنتائجها السنوية التاريخية، كما أن لديه توقعات بنمو أرباحها في العام الحالي بخاصة مع زيادة الطلب على الائتمان والتوقعات بخفض الفائدة.