ملخص
هبطت طائرة محملة بمستلزمات النظافة الشخصية وبطانيات وطعام وغيرها من الضروريات في رانغون في ميانمار قادمة من الهند، وعرضت فرنسا والاتحاد الأوروبي وإندونيسيا تقديم المساعدة.
سمح الحكام العسكريون في ميانمار بدخول مئات من رجال الإنقاذ الأجانب للبلاد اليوم السبت بعدما أودى زلزال بحياة أكثر من 1600 شخص، في أعنف كارثة طبيعية تضرب الدولة الفقيرة التي تعصف بها الحرب منذ أعوام.
وزلزال أمس الجمعة، الذي بلغت قوته 7.7 درجة، هو من أقوى الزلازل التي ضربت الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا على مدى القرن الماضي.
وتسبب في شلل المطارات وألحق أضراراً بالجسور والطرق السريعة وسط حرب أهلية دمرت الاقتصاد وشردت الملايين.
وأعلنت الحكومة العسكرية اليوم السبت أن عدد القتلى في ميانمار ارتفع إلى 1644.
وفي تايلاند المجاورة هز الزلزال المباني وأسقط ناطحة سحاب قيد الإنشاء في العاصمة بانكوك مما أودى بحياة تسعة أشخاص في الأقل.
في ماندلاي ثاني كبرى مدن ميانمار حفر الناجون بأيديهم العارية بين الأنقاض في محاولات يائسة لإنقاذ المحاصرين، في ظل نقص المعدات الثقيلة وغياب السلطات.
وفي بانكوك استمرت عمليات الإنقاذ اليوم السبت في موقع انهيار البرج المكون من 33 طابقاً، حيث فقد أو حوصر 47 شخصاً تحت الأنقاض، بينهم عمال من ميانمار.
وتشير تقديرات النماذج التنبئية التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف في ميانمار، وأن الخسائر قد تكون أكبر من قيمة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وبعد يوم من توجيه مناشدة نادرة للمساعدة الدولية، توجه رئيس المجلس العسكري الجنرال مين أونج هلاينج إلى مدينة ماندلاي المتضررة قرب مركز الزلزال الذي تسبب في انهيار مبان واندلاع حرائق في بعض المناطق.
إغلاق مطار العاصمة
وأظهر تقييم أولي أجرته حكومة الوحدة الوطنية المعارضة في ميانمار، أن الزلزال دمر ما لا يقل عن 2900 مبنى و30 طريقاً وسبعة جسور.
وقال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن برج المراقبة في مطار العاصمة نايبيداو انهار، مما أوقف العمل بداخله، ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري في ميانمار على طلبات للتعليق.
ووصل فريق إنقاذ صيني إلى مطار يانجون، العاصمة التجارية لميانمار، على بعد مئات الكيلومترات من ماندلاي ونايبيداو، وسيتوجه إلى المناطق الداخلية بالحافلة، وفقاً لوسائل إعلام رسمية.
وقالت السفارة الصينية في ميانمار اليوم السبت إن الرئيس الصيني شي جينبينغ تحدث هاتفياً إلى رئيس المجلس العسكري، وأعلن تقديم مساعدات بقيمة 13.77 مليون دولار تشمل خياماً وأغطية ومستلزمات طبية.
وقالت الولايات المتحدة التي تربطها علاقات متوترة بالجيش في ميانمار وفرضت عقوبات على مسؤولين فيه، منهم مين أونج هلاينج، إنها ستقدم بعض المساعدة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية في ميانمار أن طائرة عسكرية محملة بإمدادات إغاثة من الهند هبطت في يانجون.
كما أرسلت روسيا وماليزيا وسنغافورة طائرات محملة بإمدادات إغاثة وأفراداً.
وأعلنت كوريا الجنوبية أنها ستقدم مساعدات إنسانية عبر منظمات دولية إلى ميانمار بقيمة مليوني دولار للإسهام في جهود الإغاثة من الزلزال.
ولقي أكثر من ألف شخص حتفهم في ميانمار جراء الزلزال الذي ضرب البلد وأحدث دماراً في تايلاند أيضاً، في وقت كثف عناصر الإنقاذ جهودهم بحثاً عن ناجين.
وتسببت الهزات في مشاهد فوضى ودمار في ميانمار، إذ أثار انهيار منازل وأبنية وجسور ومواقع دينية، مخاوف من وقوع كارثة كبرى في بلد استنزفته الحرب الأهلية المستمرة منذ الانقلاب الذي قام به المجلس العسكري عام 2021.
ولم تشهد ميانمار زلزالاً بهذا الحجم منذ عقود، وفقاً لجيولوجيين أميركيين، وكانت الهزات الارتدادية قوية إلى حد أثارت الرعب على بعد ألف كيلومتر من مركزه، لا سيما بين الملايين من سكان بانكوك الذين نادراً ما يشعرون بالهزات.
وأوردت السلطات أن الزلزال تسبب في مقتل 1002 شخص وإصابة 2376 بجروح، معظمهم في ماندالاي ثاني أكبر مدينة في ميانمار والأكثر تضرراً، ولا يزال من الصعب تقييم حجم الكارثة، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات.
قرب مطار ماندالاي، طرد عناصر الأمن عدداً من الصحافيين، وقال أحدهم "إنه مغلق منذ يوم أمس (الجمعة)"، مضيفاً أن "السقف انهار ولكن لم يُصب أحد بأذى".
ويأتي ذلك فيما يهدد الدمار بتعقيد عمليات الإغاثة في بلد أدت فيه الحرب الأهلية المستمرة منذ انقلاب الأول من فبراير (شباط) 2021، إلى تدمير النظام الصحي وعزل قادته عن بقية العالم.
واليوم السبت، هبطت طائرة محملة بمستلزمات النظافة الشخصية وبطانيات وطعام وغيرها من الضروريات في رانغون قادمة من الهند، وعرضت فرنسا والاتحاد الأوروبي وإندونيسيا تقديم المساعدة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية تفعيل نظام إدارة الطوارئ لديها.
فرق إنقاذ
ووصل فريق إنقاذ صيني اليوم، في وقت عرضت روسيا والولايات المتحدة المساعدة في الكارثة التي وقعت أمس الجمعة وألحقت أضراراً بمئات المباني في تايلاند المجاورة.
وأعلنت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية أن سيول ستقدم مساعدات إنسانية عبر منظمات دولية إلى ميانمار بقيمة مليوني دولار للمساهمة في جهود الإغاثة من الزلزال.
وتشير تقديرات النماذج التنبؤية التي أعدتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف شخص في ميانمار، وأن الخسائر قد تكون أكبر من قيمة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وقدّم رئيس الحكومة اليابانية شيجيرو إيشيبا تعازيه لميانمار وتايلاند، فيما بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ رسالة إلى رئيس المجلس العسكري أعرب فيها عن "حزنه العميق".
وأدى النزاع في هذا البلد إلى نزوح حوالى 3.5 مليون شخص، وفقاً للأمم المتحدة، وكانت المنظمة الدولية حذرت في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي من أن 15 مليون شخص في ميانمار معرضون لخطر الجوع بحلول عام 2025.
الوضع في تايلاند
على الجانب الآخر من الحدود في تايلاند، عمل عناصر الإنقاذ طوال الليل بحثاً عن ناجين تحت أنقاض مبنى مكون من 30 طابقاً كان قيد الإنشاء في بانكوك، وانهار في ثوانٍ جراء الهزّات، وأدّى انهيار المبنى إلى احتجاز عشرات العمّال تحت الأنقاض وأعمدة الفولاذ.
وقال حاكم بانكوك شادشارت سيتيبانت، إن حوالى 10 أشخاص قُتلوا في العاصمة التايلاندية، غالبيتهم في موقع البناء، ولكنه أشار إلى أن الحصيلة قد ترتفع.
واليوم، قال الحاكم للصحافيين أثناء زيارته موقع المبنى المنهار، "نبذل قصارى جهدنا بالموارد المتاحة لدينا لأن كل حياة مهمة".
واستُخدمت في عملية الإنقاذ مسيرات مزودة بتقنيات تصوير حراري، للبحث عن مؤشرات حياة بين الأنقاض، إذ تعتقد السلطات أنها اكتشفت علامات حياة لدى 15 شخصاً في الأقل.
في الأثناء، أمرت حكومة بانكوك بنشر أكثر من مئة متخصص للتحقق من سلامة المباني بعد تلقي أكثر من ألفي بلاغ عن أضرار.
وقال الحاكم إن أكثر من 400 شخص أمضوا ليل الجمعة-السبت في الحدائق العامة، بسبب حال الطوارئ لا سيما وأن منازلهم لم تكن آمنة بما فيه الكفاية للعودة إليها.
وفي بانكوك، اضطرت امرأة إلى الولادة في الهواء الطلق بعد إجلائها من المستشفى، وقال متحدث إن جراحاً واصل إجراء عملية لمريض في الخارج بعدما تم إخلاء قسم العمليات بصورة عاجلة.