أوقفت الحكومة السعودية رسوم إصدار رخصة الأنشطة التجارية للفنادق والشقق الفندقية والمنتجعات السكنية بهدف جذب مزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي وتعزيز نمو وتطور البنية التحتية السياحية في البلاد.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن "الرياض قررت اليوم الأربعاء إلغاء رسوم إصدار تراخيص الأنشطة التجارية للفنادق والشقق الفندقية والمنتجعات السكنية في البلاد"، مضيفة أن "القرار يدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الرابع من سبتمبر (أيلول) الجاري".
مبادرات الممكنات الاستثمارية في قطاع السياحة
وأوضحت الوكالة أن "القرار يأتي في إطار مبادرات الممكنات الاستثمارية في قطاع السياحة التي تم إطلاقها في مارس (آذار) الماضي بهدف تسهيل الاستثمار في السياحة السعودية"، مردفة أن "القرار يأتي تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 لجعل الرياض من أبرز الوجهات السياحية عالمياً". وذكرت الوكالة أن "المبادرة خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم المستثمرين وتشجيعهم على ضخ مزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي".
تبسيط عمليات الإصدار والتجديد لرخص الأنشطة التجارية
وتستهدف رؤية "السعودية 2030" تقليص اعتماد الرياض على عائدات تصدير النفط عبر استثمار أكثر من 800 مليار دولار لتنويع موارد الاقتصاد
ويهدف الإجراء الجديد إلى تبسيط عمليات الإصدار والتجديد لرخص الأنشطة التجارية المتصلة بقطاع الفنادق والمنتجعات السكنية وخفض الأعباء المالية على المنشآت الاستثمارية السياحية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسعى الرياض من خلال هذه المبادرات والتحفيزات إلى تهيئة البيئة المناسبة والملائمة للاستثمار والنمو والتطور في المناطق الحضرية المختلفة في البلاد وتعزيز جودة الحياة في المجتمعات المحلية.
وتستهدف زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي من ثلاثة في المئة في 2019 إلى 10 في المئة بحلول 2030، واستقطاب 100 مليون سائح من السياحة الداخلية والعالمية، وفقاً لوزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب في خطاب سابق.
صعدت السعودية تسعة مراكز كاملة
وصعدت السعودية تسعة مراكز كاملة في مؤشر تنمية السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام مقارنة بالتقرير الأخير في 2021، وأتت في المركز الـ41 عالمياً والمركز الثاني في المنطقة العربية.
وفي أبريل (نيسان) الماضي أعلنت السعودية تقريرها السنوي لـ"رؤية السعودية 2030" لعام 2023، مضيفة للمرة الأولى مؤشرات أداء "الرؤية 2030" ومبادراتها التي ترتكز على ثلاثة محاور هي مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
ومن ضمن مؤشرات الرؤية، ألقى التقرير الضوء على تسجيل سبعة مواقع سعودية تبرز تنوع البلاد الثقافي في قائمة "يونيسكو"، وهو رقم يقترب من هدف "الرؤية 2030" البالغ ثمانية مواقع، علماً أن عددها كان أربعة في 2017.
قائمة "يونيسكو"
والمواقع السعودية المسجلة في قائمة "يونيسكو" هي جدة التاريخية، والفنون الصخرية في حائل، وموقع الحجر في مدينة العلا، وواحة الأحساء في منطقة الأحساء، وكذلك حي الطريف في الدرعية التاريخية، ومنطقة حمى الثقافية في نجران، وأخيراً محمية عروق بني معارض في نجران التي سجلت العام الماضي كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي في السعودية.
وأشار التقرير إلى أنه بعد مرور أكثر من منتصف رحلة "رؤية 2030"، أبرزت مؤشرات الأداء من المستوى الأول والثاني تقدماً ملحوظاً نحو المستهدفات، وتجاوزت بعض المؤشرات مستهدفاتها المرحلية التي كانت دافعاً نحو طموح أكثر بتحقيق نسبة أعلى من أهداف 2030 مثل مؤشر البطالة بين السعوديين ومؤشر مشاركة المرأة في سوق العمل، وعلى جانب آخر تراجعت بعض المؤشرات في تحقيق مستهدفاتها المرحلية التي يخضع بعضها لإجراءات تصحيحية للنهوض بها نحو تحقيقها.
ووفقاً لتقرير السياحة العالمي "باروميتر" الصادر عن منظمة السياحة العالمية في سبتمبر 2023، حصلت السعودية على المركز الثاني عالمياً في نسبة نمو عدد السياح الوافدين خلال الأشهر السبعة الأولى من 2023، بعدد 106 ملايين سائح.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، خلال مؤتمر اليوم العالمي للسياحة 2023 الذي عقد في الرياض في سبتمبر 2023 والذي ضم أكثر من 50 وزيراً للسياحة إلى جانب مئات المندوبين رفيعي المستوى من القطاعين العام والخاص، إن "السياحة السعودية هي أكثر من مجرد الاحتفاء بالماضي، في بلد يتطلع دائماً إلى الأمام وبطرق كبيرة، نحن نسميها ’الطريقة السعودية‘، كل شيء كبير وكبير جداً، وماذا يمكن أن نقول عن نيوم، سمعتم كثيراً عن هذا المشروع، وأنا متأكد أنكم عندما رأيتم الصور للمرة الأولى ظننتم أن هذا المشروع خيالي، ولكن نعم هو كذلك، الصورة ستصبح حقيقة خلال ثلاث سنوات، وهكذا يبدو الطموح".