Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثي يسوق ميليشاته "إقليميا" بالقضية الفلسطينية

الجماعة تدعي أنها تريد محاربة إسرائيل بينما فصائل المحور الإيراني ترتبط بحدود "آمنة" مع تل أبيب

في ظل اتهامه بالمزايدة السياسية يواصل زعيم المليشيا محاولات التأثير على أتباعه بترديد عبارات "الجهاد" ضد أعداء الأمة (ا ف ب)

ملخص

خطاب الحوثي المتكرر عن الوعيد لإسرائيل حال "فتح الحدود"، لم يجد كثيراً من التفاعل المحلي والدولي، ربما لأن وتر غزة لم يعد يثير شجون المتحمسين والمغرر بهم حتى وإن جرى تغليفه بكلمات لدغدغة المشاعر العربية.

في كل مرة يتصاعد فيها الاعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين، تعود ذريعة فتح الحدود أمام المقاتلين تحت مزاعم "الإنقاذ" إلى الواجهة من جديد، في استدعاء متكرر يعتبره مراقبون دعاية موجهة تهدف إلى استغلال مشاعر الشعوب والمزايدة على قضاياهم العادلة، دون الاكتراث لحقيقة الوضع.

ويشير المراقبون بصورة مخصصة إلى من يروج لهذه الحجة في حين يمتلك بدائل أسهل وأقرب كمحور إيران في المنطقة العربية الذين يعتبون "على العرب غلق الحدود" بينما لا يقوم المحور وأذرعه في أكثر من بلد بالمهمة ذاتها من حدودهم المشتركة التي يصفها بعض بأكثر المناطق أماناً في العالم.

الجهاد مجدداً

وأعاد حديث ميليشيات جماعة الحوثي، أول من أمس الجمعة، التذكير بهذه الدعاية عندما طلب من الدول المجاورة لإسرائيل فتح الطريق لمسلحيه "للمشاركة في الجهاد الفلسطيني"، ملقياً اللوم على الدول العربية.

وعلى ما في الخطاب من عبارات تتعلق بجهاد ونضال "المحور" ورموزه، إلا أن حديث الحوثي لم يفند للمتابع المستهدف، شريط المزاعم الطويل الذي ما انفكت راعيته إيران من إطلاقها لـ"نصرة الشعب المظلوم في فلسطين" بينما لم تنفذ وعودها المتكررة، على رغم الضربات الإسرائيلية التي تطاول قادتها بين حين وآخر وسط سخرية واسعة حتى من داخل الانفعالات الجماهيرية التي انساقت وراء الدعاية الإيرانية، أو تأثرت فيها.

بين صنعاء والضاحية

خطاب الحوثي المتكرر يتضمن الوعيد الذي لا يعوزه سوى "فتح الحدود"، لم يجد كثيراً من التفاعل المحلي والدولي، ربما لأن وتر غزة لم يعد يثير شجون المتحمسين والمغرر بهم حتى وإن جرى تغليفه بخطاب طويل عن "أهمية الإيمان والجهاد وفرضيته، وأن الله سينصر المجاهدين"، خصوصاً والسؤال وقد بات أكثر الأسئلة تردداً وإثارة حتى من داخل "المحور" عن دور الذراع الأقوى والأكثر خبرة ودراية بطبيعة إسرائيل ممثلاً بـ"حزب الله" اللبناني الملاصق لقوات "العدو الصهيوني".

يقول الباحث السياسي ذياب الدباء إن "حزب الله" خصوصاً وبقية الفصائل المسلحة عموماً تستخدم القضية الفلسطينية ورقة مساومة للربح والابتزاز الإقليمي، ومن خلالها يتم كسب شرعية الوجود والتسليح وتركيز النفوذ والانتشار في الأراضي العربية، على رغم أنه ذراع إيرانية تحت غطاء عربي وقضية عربية عادلة.

يضيف الدباء "بينما تؤكد الأحداث أن المزاعم الإيرانية ما هي إلا استخفاف بعقول الأتباع والمتعاطفين وما أذرعها إلا صمام أمان إستراتيجي لإسرائيل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

يشير الباحث السياسي إلى أن "زعيم الميليشيات الحوثية سعى من حديثه عن فتح الحدود إلى تسويق جماعته على المستوى الإقليمي وكسب تأييد شعبي عربي بدعاء تبني القضية الفلسطينية هدفه إحراج وتشويه الدول العربية وتحميلها مسؤولية إعاقة مساعدة المقاومة الفلسطينية".

ويرى الدباء أن "كل ذلك يتم بتوجيه من إيران الراعي الإقليمي للحوثي، التي على رغم وجود خطوط برية تربط ما بين إيران وحدود فلسطين المحتلة عبر العراق وسوريا ولبنان، فإن (فيلق القدس) و’حزب الله‘ و(الحوثي) وبقية الفصائل التي تدعي وقوفها مع فلسطين لم يلحظ لها أي تحرك ضد إسرائيل ولو بالمناوشة، بل إن هذه الحدود هي الأكثر أماناً لإسرائيل من أي مكان آخر".

ويقول المتخصص السياسي علي الأهدل إن تصريحات زعيم الحوثيين كما جرت العادة تحمل أهدافاً محلية وإقليمية ودولية جميعها لا تخدم القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، وإنما تخدم المشروع الحوثي الإيراني.

ويوضح أن هذه "الدعاية تحاول على نحو ديماغوجي حرف انتباه الشعب اليمني عن معاناته الداخلية والضغط الذي يعانينه نتيجة الممارسات القمعية في ظل انهيار الوضع الاقتصادي والإنساني لإيهامه ببطولات فارغة تستدعي التحشيد والانشغال عما دونه".

كما تسعى وفقاً للأهدل "إلى الإفلات والتنصل عن التزاماتها التي تقع تحت يدها تحت مبرر الانتصار لفلسطين والانشغال بالحرب مع إسرائيل، مع محاولة إظهار القوة أمام المجتمعين الإقليمي والدولي، وكسب تعاطف الجماعات الدينية المتشددة".

الرئيس صالح واليوم

حديث الحوثي يذكّر في فحوى توقيته بحديث مشابه للرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، الذي طالب الدول العربية المتاخمة لإسرائيل السماح لليمنيين بالقتال إلى جانب الفلسطينيين، كما يحمل مضامين سياسية مشابهة مع اختلاف الزمن والظروف الداخلية.

وحينها قال الرئيس اليمني في تجمع شعبي مؤيد للفلسطينيين جنوب العاصمة صنعاء "إذا سمح لنا أشقاؤنا في الدول المتاخمة لإسرائيل فنحن مستعدون لإرسال أبنائنا وشبابنا للقتال إلى جانب إخوتنا في فلسطين".

إلا أن صالح لزم الصمت عندما علق عليه الرئيس المصري الراحل حسني مبارك ساخراً، ووعد بمنحه "حتة أرض" ليقاتل منها وجيشه إسرائيل، واصفاً حديث الرئيس اليمني "بالاستهلاك المحلي الذي يهدف لتصفيق الشعوب".

المزيد من متابعات