ملخص
يرى الطوقي أن بلاده اتجهت إلى تبني مبدأ الشراكة الاستراتيجية كوسيلة لتوزيع الأخطار، ويشير إلى أن عمان تحاول تقليل فرص المخاطرة من خلال منح الشركات المختلفة امتيازات الاستكشاف.
مع تطور الزمن وديناميات السوق تسعى سلطنة عمان إلى استكشاف آفاق جديدة في عالم الطاقة، مدفوعة بالرغبة في تعزيز النمو الاقتصادي وتلبية الاستحقاقات المتزايدة، مما دفعها إلى العمل على محاولات متكررة لزيادة معدلات الإنتاج، عبر اتفاقات متنوعة الوجهات بين الشرق والغرب.
في هذا السياق يلقي الباحث الاقتصادي العماني خلفان الطوقي الضوء على استراتيجية استكشاف النفط والغاز في سلطنة عمان من خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية"، إذ يقول "شهدت السلطنة تطوراً ملحوظاً منذ عام 2020 وما زالت مستمرة، إذ ترتكز هذه الاستراتيجية على محاور عدة، أبرزها محور التدرج في عمليات الاستثمار".
يؤكد الطوقي أن عمان تمتلك استحقاقات متنوعة، ولذلك خصصت جزءاً من استثماراتها لاكتشاف مزيد من الموارد في قطاع النفط والغاز، ويشير إلى أن التدرج يعني أن "الاستثمار في هذا القطاع، الذي يتطلب كلفاً مرتفعة، يمكن أن يتم بصورة مدروسة، وفقاً للسيولة المالية المتاحة".
وأضاف الباحث العماني "على مدى فترة طويلة كانت إنتاجية عمان من النفط تبلغ نحو 100 ألف برميل يومياً، لكنها الآن تجاوزت مليوناً و175 ألف برميل، وهو رقم جيد مقارنة بالماضي. ويعكس ذلك التدرج في العملية الاستثمارية وفقاً للحاجات المالية والتنموية، إضافة إلى وجود شراكات استراتيجية محلية وعالمية".
يرى الطوقي أن بلاده اتجهت في ذلك إلى تبني مبدأ الشراكة الاستراتيجية كوسيلة لتوزيع الأخطار، ويشير إلى أن عمان تحاول تقليل فرص المخاطرة من خلال منح الشركات المختلفة امتيازات الاستكشاف، فتتحمل هذه الشركات النفقات الأولية المتعلقة بالدراسات والمسح وعملية الحفر، "إذا لم تتحقق الجدوى الاقتصادية، فإن الشركة هي من تتحمل الخسائر، مما يعزز من قدرة عمان على تقليل الأخطار مع تعظيم الفوائد".
كما يلفت الانتباه إلى تنوع الشراكات العمانية، فهي تضم شركات أميركية وبريطانية وصينية، إضافة إلى شركاء محليين، مما يعكس استراتيجية عمانية تهدف إلى تقليل الاعتماد على منطقة جغرافية واحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الطوقي إلى أن خطة عمان في مجال الاكتشافات أظهرت النتائج الأولية لها اكتشافات جديدة في منطقة الظاهرة بحجم إنتاج يصل إلى 5 آلاف برميل يومياً، مع آمال في الوصول إلى أكثر من 50 ألف برميل يومياً من خلال عقود شراكة جديدة.
ويرجح مضي السلطنة في دراسة الاستحقاقات في باقي المحافظات والقطاعات، مع التركيز على الشراكات الاستراتيجية التي تضمن استمرار النمو والتوسع، مستدركاً بأنه "علينا ألا ننسى أن تضاريس عمان تجعل من عمليات الحفر والاكتشاف أكثر كلفة مقارنة بدول الخليج الأخرى، مما يدفعها إلى منح الشركات العالمية فرصة المزايدة على هذه العمليات".
وأردف الباحث الاقتصادي "تسعى سلطنة عمان، من خلال شراكاتها مع دول ’أوبك‘ إلى الحفاظ على أسعار عادلة لهذه السلعة الاستراتيجية، سواء كانت نفطاً أو غازاً".
وكانت وزارة الطاقة والمعادن في سلطنة عمان، وقعت سبتمبر (أيلول) الجاري في مسقط اتفاقية مع شركة "دليل للنفط" (بالشراكة مع الصين) لاستكشاف وتطوير منطقة الامتياز رقم 15 بمحافظة الظاهرة البالغة مساحتها 1389 كيلومتراً مربعاً، في خطوة استراتيجية نحو تعزيز احتياطات النفط والغاز وزيادة معدلات الإنتاج.
يأتي ذلك بعد نجاح الشركة في تطوير منطقة الامتياز رقم 5 بكفاءة وصفت بالعالية ورفع إنتاجها اليومي من النفط من 5 آلاف إلى أكثر من 50 ألف برميل يومياً، وفق المصدر الرسمي في الطاقة العمانية.
Listen to "تنويع الامتيازات طريق عمان لرفع إنتاجها النفطي" on Spreaker.