Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وجه دفة الدرونز الأوكرانية والآن يبعد روسيا عن رقعة الشطرنج

أمضى أوليكساندر كاميشين أكثر من عام وزيراً للصناعات الاستراتيجية، وأشرف على صناعات دفاعية في أوكرانيا، واليوم انتقل إلى ساحة الشطرنج

أوليكساندر كاميشين، على اليسار، مع جنود أوكرانيين في الخطوط الأمامية في وقت سابق من هذا العام (صورة مقدمة من وزارة الصناعات الاستراتيجية)

لعدة أشهر، قاد أوليكساندر كاميشين جهود أوكرانيا لزيادة إنتاجها من المسيرات الحربية، أحد أهم أسلحتها في القتال ضد غزو فلاديمير بوتين.

اعتادت مسيرات كاميشين، البالغ من العمر 40 سنة، على ضرب قوات موسكو عبر أوكرانيا - وفي روسيا - وكان في طليعة المطالبين بزيادة إمدادات الطائرات من دون طيار بصفته وزيراً للصناعات الاستراتيجية وبالتالي تعزيز ترسانة كييف.

الآن، بصفته رئيساً لاتحاد الشطرنج الأوكراني، يواجه ساحة معركة مختلفة - محاولة منع موسكو من رفع حظر مجتمع الشطرنج العالمي عنها، بينما يقدم المشورة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد دخول قوات موسكو إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، طُردت روسيا وحليفتها بيلاروس من العديد من المنظمات الدولية بما في ذلك الاتحاد الدولي للشطرنج، الهيئة التي تنظم اللعبة وتروج لها وتشرف على المسابقات الأكثر شهرة.

وعلى رغم السماح للاعبين الروس والبيلاروس بالتنافس في الأحداث التي ينظمها الاتحاد الدولي للشطرنج، فإن النشيد الوطني لبلديهما لا يُعزف ويجب عليهم استخدام علم الاتحاد الدولي للشطرنج بدلاً من أعلام دولهم.

لقد كان ذلك بمثابة انتكاسة مهينة لروسيا، التي كانت تفتخر دائماً بدورها البارز في عالم الشطرنج. والآن تخطط موسكو لاستعادة عضويتها في الاتحاد خلال الجمعية العامة التي تعقد في العاصمة المجرية بودابست يوم الأحد المقبل.

وأطلقت جمهورية قيرغيزستان السوفياتية السابقة، التي تعتبرها أوكرانيا بمثابة بيدق في يد بوتين، مناورة موسكو للعودة عبر طرح مقترح على جدول أعمال المؤتمر لرفع جميع العقوبات المفروضة على روسيا.

ويسافر السيد كاميشين إلى بودابست مترئساً رد الوفد الأوكراني على تحرك قيرغيزستان في محاولة لإحباط المناورة الروسية. ويقول "وضعت قيرغيزستان بنداً على جدول الأعمال لإعادة الحقوق الكاملة لموسكو - مما يعني عودة النشيد الوطني الروسي والعلم الروسي إلى المسابقات الدولية؛ وهذا يعني أنهم سيكونون أحراراً في تنظيم فعاليات الاتحاد الدولي للشطرنج في روسيا وبيلاروس. لا أعتقد أن هذا يجب أن يحدث في العالم المتحضر".

ويضيف "مجرد إدراج هذا البند على جدول الأعمال وطرحه للتصويت ينم عن عدم احترام ويتجاهل ما يفعله الروس في أوكرانيا. لقد قتل ما لا يقل عن 21 عضواً في اتحاد الشطرنج الأوكراني وهم يقاتلون القوات الروسية الغازية واثنان منهم ما زالا في الأسر. بالنسبة لنا، من المهم ألا يعود أي علم روسي إلى الساحة العالمية للعبة حتى يوقفوا الحرب غير المبررة في أوكرانيا".

ويشير السيد كاميشين إلى إن روسيا طُردت من المنظمات والمنتديات الدولية بسبب أفعالها في التسبب في أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويأمل بأن يدرك عدد كافٍ من أعضاء الاتحاد الدولي للشطرنج أن رفع الحظر المفروض على موسكو من شأنه أن يجعل الهيئة "جسماً ساماً".

كما تُعتبر أوكرانيا واحدة من أهم دول العالم في لعبة الشطرنج وقد أنتجت الكثير من الأبطال. وقبل مؤتمر يوم الأحد، دعا 13 من أفضل لاعبي أوكرانيا مجتمع الشطرنج العالمي إلى معارضة خطط رفع الحظر. لقد أرسلوا إلى الاتحاد الدولي للشطرنج رسالة يصفون فيها إعادة حقوق روسيا بأنها "سابقة لأوانها وغير أخلاقية على الإطلاق في ظل الظروف الحالية... نحثكم بكل احترام على ضمان عدم إدراج هذا البند حتى على جدول أعمال المناقشة".

لقد كانت بضعة أسابيع مليئة بالانشغالات بالنسبة للسيد كاميشين، الذي كان الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الأوكرانية عندما شنت موسكو حربها الشاملة ضد بلاده وحظي بالثناء لإبقائه القطارات تعمل في الوقت المحدد على رغم المشكلات العديدة التي تسبب فيها الصراع.

ثم عيَنه زيلينسكي وزيراً للصناعات الاستراتيجية، والتي تشمل الإشراف على الصناعات الحيوية في البلاد، وبخاصة الدفاع، وضمان تنميتها بما يتماشى مع معايير الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وارتقت سمعة السيد كاميشين في الداخل بسبب قدرته على إنجازه المهمات، وأسلوبه المثير للإعجاب في التحدث وطريقة تعامله المنفتحة أكسبته احتراماً بين حلفاء أوكرانيا السياسيين في الخارج.

بعد أيام قليلة من انتخاب السيد كاميشين رئيساً للاتحاد الأوكراني للشطرنج، في نهاية شهر أغسطس (آب)، طلب منه زيلينسكي أن يصبح أحد مستشاريه - وهو ما يُعتبر من أهم الأدوار في الإدارة.

يقول السيد كاميشين إنه كان متحمساً للعبة الشطرنج منذ الطفولة، عندما علمه والديه اللعب. ويوضح "ذهبت إلى مدرسة جيدة علمت التلاميذ لعب الشطرنج ولعبت في مسابقات محلية. لقد شجعت ابنيّ، اللذين يبلغان من العمر الآن 10 و14 عاماً، على لعب الشطرنج منذ أن كانا في الخامسة من العمر، ونلعب معاً باستمرار".

ويقول إن اللعبة لا تهيمن على أسلوبه في التعامل مع الوظائف التي تولى مسؤوليتها، لكنه يقول "إن الشطرنج يجعلك أكثر نجاحاً وذكاءً وقوة، وإتقان اللعبة سيساعد أي شخص".

ويضيف "في حياتك تتعلم العديد من الدروس ولا تعرف أبداً أي منها سيساعدك في المرحلة التالية. تساعدك الشطرنج على التمييز بين الجودة والكم وفي فهم الأمور المعقدة. الشطرنج والرياضة والاستراتيجية والكتب، جميع هذه التجارب والمعارف تتجمع معاً لتشكّل "شعوراً حدسياً" تجاه التحديات، وبالتالي كانت الشطرنج عنصراً مهماً في حياتي".

يريد السيد كاميشين تهيئة الظروف لبلاده للعودة إلى مستويات التحدي العليا في الشطرنج العالمي من خلال إشراك المزيد من الأوكرانيين، وخاصة الشباب، في اللعبة. ويقول: "أريد أن يلعب المزيد من الناس الشطرنج، وأن تقام المزيد من المسابقات، وبناء نظام ينتج المزيد من الأبطال العالميين".

ولكن قبل أن نجعلهم أبطالاً، ستساعد الشطرنج أيضاً في جعل الأطفال أكثر استعداداً للحياة الحقيقية. ويوضح "الشطرنج مفيد لحياتك، فهو يساعدك يومياً. وسواء أصبحت بطلاً أم لا، فإن الشطرنج سيجعلك أقوى في حياتك اليومية، وفي حياتك المهنية، وفي عملك. لذا فإن هذا هو الهدف الحقيقي بالنسبة لي، أريد لبلدي أن تصبح أقوى وأذكى".

© The Independent

المزيد من تقارير