التحقيق مع عمدة نيويورك بسبب صلات مشبوهة مع 6 دول

يلاحق الجدل عمدة نيويورك إيريك آدامز بعد نحو عام من بدء التحقيق الفيدرالي في شبهة "تآمره" مع الحكومة التركية لتأمين تبرعات أجنبية غير شرعية لحملته.

وبحسب آخر مستجدات التحقيق، لم تتوقف صلات حملة آدامز المشبوهة مع أطراف أجنبية على تركيا فقط، إذ طلب المحققون أخيراً معلومات ووثائق حول تواصل العمدة وإدارته مع خمس دول أخرى هي إسرائيل والصين وقطر وكوريا الجنوبية وأوزباكستان.

وحتى الآن من غير الواضح سبب طلب المدعين الفيدراليين سجلات مكتب العمدة المتعلقة بهذه الدول، بخاصة أن التحقيق الأولي ركز جزئياً على علاقته بأنقرة.

رشاوى تركية

ويثار أن آدامز تلقى رشاوى من تركيا مقابل الضغط على إدارة الإطفاء للتغاضي عن مخاوف السلامة والموافقة على تشييد بناية شاهقة للقنصلية التركية في وسط مانهاتن.

ووجد المحققون كذلك أن العمدة حصل على رحلات جوية مجانية وترقية لرحلاته من الخطوط الجوية التركية، وفق "نيويورك تايمز".

وتأتي هذه المستجدات بعدما استدعى المحققون في يوليو (تموز) الماضي خمسة من كبار مساعدي العمدة، وفي الرابع من سبتمبر (أيلول) الجاري، وشملت تلك الاستدعاءات عمليات تفتيش ومصادرة لهواتف كل من مفوض الشرطة ونائب العمدة الأول ورئيس إدارة التعليم ومستشار مقرب للعمدة.

4 تحقيقات

ويواجه عمدة نيويورك وإدارته نحو أربعة تحقيقات فساد فيدرالية، مما دفع مفوض الشرطة ومستشارته القانونية التي طالبته بـ"تنظيف" إدارته إلى الاستقالة، وستمثل هذه الإشكالات القانونية والاستقالات صداعاً لآدامز الذي يطمح إلى الترشح لإعادة انتخابه في العام المقبل.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) هواتف وأجهزة إلكترونية خاصة بالعمدة، ضمن التحقيق في "تآمر" حملته مع الحكومة التركية لتمرير تبرعات غير قانونية.

واعتبر مدعون سابقون وحاليون أن عمليات التفتيش ومصادرة هواتف كثير من كبار مساعدي العمدة ومصادرة أجهزة العمدة نفسه "خطوات عنيفة" وتشير إلى أن المحققين يعتقدون بأن هناك مستوى كبيراً من الفساد حول العمدة.

لا اتهامات جنائية

لكن حتى الآن وعلى رغم مرور نحو عام على بدء التحقيق، لم يتم توجيه أي اتهام إلى العمدة أو مساعديه في إطار هذه التحقيقات ولم يضطر المدعون إلى الكشف عن أي شيء حول الأدلة التي جمعوها أو ما إذا كانوا يعتزمون توجيه اتهامات جنائية.

وقال المتحدث باسم مكتب العمدة فابيان ليفي إن مسؤولي المدينة طُلب منهم عدم التعليق على محتوى الاستدعاءات، مؤكداً استمرار الامتثال الكامل لأي تحقيق من جانب سلطات إنفاذ القانون.

وطلب المحققون سجلات متعلقة بخمس دول وأخرى لتذاكر كأس العالم 2022 في قطر للمباريات التي حضرها العمدة ومعلومات إضافية عن تركيا.

وخرج هذا التحقيق الفيدرالي إلى العلن للمرة الأولى في نوفمبر الماضي عندما فتش عناصر الـ"أف بي آي" منزل مديرة جمع التبرعات لحملته المتدربة بريانا ساغز (25 سنة) وصادروا أجهزة كمبيوتر وهواتف محمولة، إضافة إلى مجلد من الورق المقوى كتب عليه "إريك آدامز".

من جانبه نفى العمدة في تصريحات سابقة أي ممارسات غير قانونية، مؤكداً أنه وأعضاء فريقه يحترمون القانون ويتعاونون بصورة كاملة مع التحقيق.