Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا خفضت "موديز" تصنيف إسرائيل الائتماني؟

حذر "المركزي" من أن كلفة الحرب قد تصل إلى 67 مليار دولار بحلول عام 2025

"موديز" تخفض تصنيف إسرائيل بسبب الأخطار الجيوسياسية (أ ف ب)

ملخص

يأتي خفض تصنيف "موديز" لإسرائيل مع تزايد حدة القتال بين البلاد و"حزب الله" في الأيام الأخيرة

خفضت وكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية التصنيف الائتماني لإسرائيل، مشيرة إلى ارتفاع الأخطار الجيوسياسية مع زيادة حدة الاشتباكات مع "حزب الله" في الأيام الأخيرة.

وخفض التصنيف الائتماني الطويل الأجل لإسرائيل بالعملة المحلية والأجنبية إلى "Baa1" من "A2"، ومنحه نظرة مستقبلية سلبية.

وأوضحت "موديز" أن الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل بإعادة السكان الذين جرى إجلاؤهم شمال البلاد سيؤدي على الأرجح إلى تصاعد الصراع، مضيفة أن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة تضاءلت، وزادت الأخطار السياسية الداخلية والجيوسياسية.

أشارت "موديز" إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي سيضعف بصورة أكثر استدامة بفعل الصراع العسكري مقارنة بالتوقعات السابقة، ونظراً إلى ارتفاع الأخطار الأمنية، فإنه من غير المتوقع حدوث انتعاش اقتصادي سريع وقوي كما كانت الحال بعد النزاعات السابقة.

وتوقعت "موديز" أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لإسرائيل 0.5 في المئة هذا العام، وخفضت توقعاتها لنمو العام المقبل إلى 1.5 في المئة بعدما كانت أربعة في المئة سابقاً.

كلفة الحرب نحو 67 مليار دولار

ومع اقتراب إسرائيل من الذكرى السنوية للهجوم الذي قادته "حماس"، في ظل غياب أي أفق لوقف إطلاق النار في غزة واحتمالية غزو لبنان، تعاني الشركات البقاء على قيد الحياة، ويزداد إحباطها من الحكومة بسبب تعاملها مع الحرب وتأثيراتها الاقتصادية.

كانت الكلفة البشرية لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على إسرائيل هائلة، فكل شخص تقريباً يعرف أحداً قتل أو أصيب أو اختطف في ذلك اليوم، أو جرى نشره في الخطوط الأمامية خلال الأشهر التي تلت ذلك، وغالباً ما يغيب عن المشهد وسط الفوضى والمأساة خلال العام الماضي تأثير الصراع في الاقتصاد الإسرائيلي.

وخفض التصنيف الائتماني للبلاد، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي بصورة حادة، وأغلقت عشرات الآلاف من الشركات، ونقل عدد متزايد من الوظائف إلى الخارج. وعلق جنود الاحتياط الإسرائيليون حياتهم المهنية أو حاولوا التوفيق بين وظائفهم وخدمتهم العسكرية.

وعلى رغم أن صناعة التكنولوجيا الضخمة في إسرائيل لا تزال مرنة، فإن قطاعي البناء والزراعة اللذين يعتمدان بصورة كبيرة على العمال الفلسطينيين الذين ألغت إسرائيل تصاريحهم بعد السابع من أكتوبر 2023، تأثرا بشدة، وتراجع قطاع السياحة بنسبة تزيد على 75 في المئة، وفقاً لدائرة الإحصاء المركزية في يونيو (حزيران) الماضي، مما أدى إلى إغلاق عدد من المتاجر في الشوارع التي عادة ما تكون مزدحمة في البلدة القديمة بالقدس.

وفي المقابل، تضاعفت النفقات الدفاعية في الأقل، إذ حذر البنك المركزي الإسرائيلي من أن كلفة الحرب قد تصل إلى 67 مليار دولار بحلول عام 2025، وهو توقع أصدر قبل التصعيد الأخير لإسرائيل في لبنان وتعبئة لواءَين من الاحتياط على الجبهة الشمالية الأربعاء الماضي.

"أم الحروب"

بدأ العملاء الدوليون في التعبير عن مخاوفهم في شأن إسرائيل في الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر 2023، وفقاً لما ذكره أصحاب الأعمال، وذلك حينما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إضعاف المحكمة العليا، مما أدى إلى احتجاجات جماهيرية ومخاوف في شأن قوة الديمقراطية الإسرائيلية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة البرمجيات "كي أم أس لايت هاوس"، ساجي إلياهو، لـ"واشنطن بوست"، إنه في السابع من أكتوبر 2023، أبدى العملاء تعاطفهم، مضيفاً "في اليوم التالي بدأوا يسألون عن الإجراءات وخطط الطوارئ، وكانت تلك أسئلة مشروعة."

وأشار إلياهو إلى أن جزءاً من استجابة شركته، التي تضم 200 موظف، تمثل في تسريع التوظيف خارج البلاد، إذ أضافت 30 موظفاً خلال العام الماضي في البرتغال وصربيا، ومن بين موظفيه البالغ عددهم 80 في إسرائيل، كان أحدهم غاضباً للغاية من تعامل الحكومة مع الحرب لدرجة أنه هاجر إلى كندا، ويفكر اثنان آخران في مغادرة إسرائيل.

وقال زميل في مركز التنمية العالمية، داني باهار، إن الاقتصاد الإسرائيلي يتمتع بصورة عامة بالمرونة في مواجهة النزاعات، وأوضح أن الإسهامات الكبيرة لإسرائيل في مجالات الابتكار والتكنولوجيا أسست ثقافة ناشئة ضخمة، مما جعل البلاد وجهة للأبحاث والتطوير الدولية.

جرى استدعاء حوالى 287 ألف إسرائيلي للخدمة العسكرية بعد السابع من أكتوبر 2023، وهو عدد كبير جداً في دولة لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، في حين كان عدد منهم جزءاً أساساً من شركاتهم ويواجهون صعوبة في التوفيق بين أهدافهم المهنية وواجباتهم في الخطوط الأمامية.

إيدان بن ديفيد، البالغ من العمر 28 سنة، لا يزال يقضي أربع ليالٍ في الأسبوع مع القوات الجوية الإسرائيلية، وفي النهار، يدير شركة "تايوغا إيه آي الاصطناعي"، وهي شركة ناشئة تركز على استخدام الذكاء الاصطناعي لخصخصة التعلم.

وقال بن ديفيد للصحيفة، إن الشركة التي تضم 10 موظفين تمكنت من البقاء واقفة على قدميها، على رغم أنه اعتاد على تخطي النوم في بعض الليالي، ومع ذلك، فإن الشركة لم تنمُ بالطريقة التي كان يخطط لها.

وأضاف "يجب أن يكون الاقتصاد أحد العوامل التي تدفع إسرائيل إلى إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الأميركية الإسرائيلية التي خدمت كمتحدثة باسم قوات الدفاع الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر 2023، فاي غولدشتاين، تذكرت كيف كانت تقود السيارة إلى المستوطنات التي هاجمتها "حماس"، بينما كانت تراسل فريقها عبر منصة "سلاك" حول شركتها الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز مبيعات التصنيع.

وقالت إنها كانت تحاول العودة إلى تل أبيب بحلول الساعة الـ10 مساءً حتى تتمكن من إجراء مكالمات العمل قبل انتهاء يوم العمل في الولايات المتحدة، وأضافت أنها حضرت اجتماعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، مع الشخص الذي أصبح أول مستثمر لشركتها، وهي ترتدي زي الجيش الإسرائيلي وفي سيارة عسكرية، أثناء انتظارها أخباراً حول صفقة محتملة للإفراج عن الرهائن في غزة.

وأشارت إلى أن زملاءها من جنود الاحتياط كانوا يقومون بالشيء نفسه، ويعقدون اجتماعات عبر تطبيق "زوم" مع زملائهم أو يدرسون للحصول على شهادات. وبعدما جرى الإفراج عنها من الخدمة بعد أربعة أشهر، ركزت بصورة مضاعفة على بناء شركتها.

وأضافت "لا يمكننا أن نتراجع إلى الوراء، فمستقبل إسرائيل يعتمد إلى حد كبير على قوتها الاقتصادية".

"لقد رحل السياح"

وفي أوقات أكثر هدوءاً، كان مخبز أيمن شاور في البلدة القديمة بالقدس مليئاً بالسياح، وفي أيام السبت، كانت هناك طوابير خارج الباب والرفوف مليئة بالمعجنات، لكن منذ أكتوبر 2023، لم يعد يوجد سوى عدد قليل من الزبائن، بحسب ما قال شاور، وهو مواطن فلسطيني في إسرائيل، أشار إلى أن عائلته تدير المخبز منذ قرون.

وقال، "نشعر وكأنه وقت الليل، ولا نعرف متى سيأتي الصباح"، وهو يجلس في متجر فارغ مع رفوف خالية.

الشخص الوحيد الذي جاء لزيارته هو عبدالقادر العلامي، البالغ من العمر 70 سنة، الذي يدير كشكاً للآيس كريم والعصائر عبر الشارع، ويخصص أيامه للدردشة مع أصحاب الأعمال الفلسطينيين الآخرين الذين أغلق عدد منهم أكشاكهم تماماً ويحاول ألا يفكر كثيراً في المستقبل، قائلاً "سأجوع... كان الاقتصاد يعتمد على السياح، والآن السياح رحلوا... لا يوجد اقتصاد. لقد رحل السياح".

اقرأ المزيد