كيف استفاد الزمالك من الفوز على الأهلي في السوبر الأفريقي؟

لم يكن لقب السوبر الأفريقي الخامس في تاريخ الزمالك هو الاستفادة الوحيدة من الفوز على الأهلي، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب "المملكة أرينا" في العاصمة السعودية الرياض، بل كانت هناك خارج التنافس على عدد الألقاب فوائد أخرى ستعود بكثير من النفع على الفريق خلال الموسم الجديد داخل الملعب وخارجه.

وتمكن الزمالك من العودة في النتيجة على الأهلي بعد إحراز هدف من طريق الفلسطيني وسام أبو علي في الدقيقة 44 من عمر اللقاء من ضربة جزاء، ولكن ناصر منسي تعادل لـ"الأبيض" بعد مشاركته بدقيقة واحدة ليتجه الفريقان إلى ركلات الترجيح ليحسم اللقب بنتيجة (4-3).

واستطاع الزمالك التفوق على الأهلي في عدد النهائيات القارية بينهما، إذ تواجه الطرفان في ثلاث مباريات نهائية لبطولات أفريقية، الأولى كانت في السوبر الأفريقي عام 1994 وكانت لمصلحة الزمالك بنتيجة (1-0)، بينما حقق الأهلي الفوز في نهائي 2020 بدوري أبطال أفريقيا بنتيجة (2-1)، قبل أن يحسم الزمالك اللقاء الثالث أمس الجمعة.

ورفع الزمالك رصيده في عدد ألقاب السوبر الأفريقي إلى خمس بطولات أعوام 1994 و1997 و2003 و2020 و2024، ليقلل الفارق مع المتصدر في ترتيب الأكثر تتويجاً باللقب الأهلي صاحب البطولات الثماني، وكان آخرها عام 2021.

وتمكن المدير الفني البرتغالي للزمالك جوزيه جوميز من تحقيق الفوز الثاني له على الأهلي، بعد أن حقق الفوز في لقاء الدور الأول بالدوري المصري في النسخة الماضية بنتيجة (2-1)، بينما خسر نهائي كأس مصر (2-0)، إلى جانب فوز اعتباري للأهلي في الدور الثاني من الدوري بعد اعتذار الزمالك عن عدم خوض اللقاء.

وقال جوميز عن الفوز في تصريحاته عقب اللقاء "استطعنا تحقيق بطولة مهمة للجماهير وللنادي، الفوز على الأهلي له مذاق وبريق خاص وكان تركيزنا كبيراً من أجل تحقيق الانتصار ونجحنا في العودة بعد التأخر بهدف".

وقاد جوميز (54 سنة) الزمالك في 38 مباراة بجميع البطولات، حقق الفوز في 22 لقاء وتعادل في ثمانية وتلقى ثماني هزائم، محققاً بطولتي السوبر الأفريقي والكونفيدرالية.

وعلى المستوى الفني الحصول على هذه البطولة سيكون بمثابة دفعة فنية قوية للفريق قبل خوض منافسات كأس السوبر المحلية خلال أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) مع بيراميدز والأهلي وستقام في الإمارات، ولكن لم يتم الإعلان عن المواعيد بصورة رسمية حتى الآن.

وسيحصل الزمالك على نصف مليون دولار من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" حسب اللوائح، إضافة إلى إهداء مليون ونصف المليون دولار من "موسم الرياض" الذي استضاف البطولة بين الفريقين، مكرراً ما فعله في استضافة نهائي كأس مصر الذي فاز به الأهلي على حساب الزمالك بنتيجة (2-0).

وبحصول الزمالك على مكافأة مليوني دولار ستساعده كثيراً خلال الموسم الجديد، بخاصة في ملف التعاقدات والحفاظ على قوام الفريق الأساسي، من أجل استمرار المنافسة على البطولات تحت الإدارة الجديدة برئاسة حسين لبيب، الذي تولى المنصب نهاية العام الماضي.

وكان الزمالك قد ضم كلاً من الفلسطيني عمر فرج والمغربي محمود بنتايج وكونراد ميشالاك وسيدي نداي ومحمد حمدي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، وذلك من أجل تدعيم الصفوف، وما زال يحاول ضم بعض اللاعبين قبل غلق باب القيد المحلي في الدوري المصري.

وسيواجه الزمالك بعض الصعوبات وقد تساعد المكافأة في التغلب عليها، وأبرزها تجديد عقد نجم الفريق أحمد زيزو الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري، إذ تلقى أكثر من عرض خلال الفترة الأخيرة وكان على مقربة من الرحيل إلى الدوري السعودي للمحترفين من باب نادي نيوم الذي ينشط في دوري يلو.

وكشفت تقارير صحافية مصرية عقب فوز الزمالك عن أنه سيكون هناك اتجاه مباشر خلال الأيام المقبلة من أجل تجديد عقد زيزو قبل شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، وذلك حتى يقطع الطريق على أي ناد يحاول ضمه.

وأشارت تصريحات زيزو عقب اللقاء إلى سعادته بالوجود في الزمالك، إذ قال "قرار استمراري في الزمالك هو الأعظم في حياتي، جماهير الفريق تستحق هذا اللقب، متعودون على الألقاب قارياً ومحلياً، ومن قلل من الفريق قبل اللقاء خلق روحاً معنوية ودفعة قوية للاعبين من أجل الفوز بالمباراة".

وأصبح زيزو (28 سنة) من أهم العناصر في الزمالك بخاصة، وفي الدوري المصري بصورة عامة، إذ خاض في الموسم الماضي 30 مباراة في جميع البطولات سجل 13 هدفاً وصنع تسعة أخرى، وتوج مع "الأبيض" ببطولتي كونفيدرالية ومثلهما في الدوري المصري والسوبر الأفريقي، ونسخة بكأس مصر ومثلها في السوبر المحلية.

وتمكنت إدارة الزمالك الحالية من تسديد كثير من الغرامات التي منعت النادي من القيد في أكثر من مناسبة، وأثرت في الفريق، وقسط بعضها، وعلى رأسها الغرامة الكبرى للمغربي خالد بوطيب التي وصلت إلى أكثر من مليوني دولار وتم تقسيمها، ومن المفترض تسديد ما يقارب 600 ألف دولار شهرياً خلال فترة معينة، وهو ما تسهم فيه المكافأة التي حصل عليها النادي.

إلى جانب تجديد عقد زيزو وتسديد الغرامات، هناك بعض اللاعبين الذين يحتاج النادي إلى تجديد عقودهم أيضاً، وعلى رأسهم التونسي حمزة المثلوثي الذي فرض نفسه على التشكيل الأساسي للفريق خلال الموسمين الأخيرين بسبب الأداء الكبير الذي يقدمه.