ملخص
أرسنال الذي يسير بخطى ثابتة لمنافسة مانشستر سيتي وأرسنال على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وجد في بوكايو ساكا قائده الجديد
الفرحة بهدف التقدم هي أسوأ شيء يمكن أن يفعله فريق أقل شأناً في مواجهة غريمه الأقوى.
فرحة ساوثهامبتون بتسجيل لاعبه كاميرون آرتشر هدف التقدم ضد أرسنال لم تفعل سوى إيقاظ أرسنال، الذي انتقل من تقديم مستوى سطحي للغاية إلى عرض متكامل هاجموا فيه الفريق الزائر من جميع الزوايا، وقد أدى ذلك في النهاية إلى فوز مثير بنتيجة (3 - 1) على رغم أنه كان أكثر صعوبة مما هو طبيعي.
في النهاية كان لدى أرسنال كثير من الجودة الفردية، وتحديداً في كاي هافرتز وبوكايو ساكا، وبينما هيمن المهاجم الألماني على كثير من التغطية الإعلامية نظراً إلى أنه عادل رقم النجم الهولندي السابق روبن فان بيرسي بتسجيله في سبع مباريات متتالية على هذا الملعب، كان الهدف ضد ساوثهامبتون هو هدف التعادل، وربما كان أفضل أهداف اليوم.
وهز هافرتز وركيه مثل شاكيرا، التي كتبت أغنية "واكا واكا" التي يستند إليها النجم الشاب لخلق مساحات بمهارة لوضع الكرة في الشباك، وقد تحدث ميكيل أرتيتا عن كيف "تغير شيء ما" في هافرتز للارتقاء إلى مستوى أعلى.
لكن ساكا هو من هيمن على المباراة، إذ هيأ الكرة لغابرييل مارتينيلي ليحرز هدف الفوز بتمريرة عرضية رائعة قبل أن يضمن الفوز بنتيجة (3 - 1) بتسديدة قوية.
وكانت المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تظهر في شأن أدائه هي أن تسديداته للركلات الثابتة لم تكن مثالية بالطريقة المعتادة، لكن هذا لم يخدم إلا في تضخيم الأجزاء الأخرى المثيرة للإعجاب في أسلوب لعبه، وكان الأكثر وضوحاً هو نطاقه الهائل من التسديدات بخلاف الكرات الثابتة، وكانت تمريرة مارتينيلي العرضية نموذجية لذلك، إذ أظهرت مجموعة من التمريرات العرضية التي تشبه تقريباً مجموعة تسديدات لاعب الغولف الفائز بالبطولات الكبرى، لكن قبل كل شيء، كانت هناك قيادة ساكا.
لقد كان هذا أحد التيارات الخفية لموسم أرسنال، وربما يستحق مزيداً من المناقشة، إذ أصبح ساكا لاعباً كبيراً بصورة واضحة، ويمكن سماع ذلك في التصريحات التي يدلي بها مثل كيف يعتقد أن هذا سيكون عام أرسنال، ونرى في تأكيد جديد على أرض الملعب، حتى الفرق المنافسة لاحظت كيف أصبح ساكا أكثر مشاركة ومشاغبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً نظراً إلى أنه ينظر إليه عالمياً على أنه شاب لطيف ومهذب لكن لا يشعر المدافعون المنافسون بذلك دائماً.
وقال أرتيتا "لديه القدرة على تغيير المباريات وحسم المباريات. إذا أردنا أن نكون في القمة، فنحن في حاجة إلى لاعبين لخلق تلك اللحظات... هذا ما قرره كبار اللاعبين. إنه لاعب خط وسط مهاجم يلعب كرقم تسعة، ولا تعرف إلى أين سيذهب".
هذه الهيمنة المتزايدة تكون أكثر أهمية في أيام كهذه وعلى رغم أن أرسنال يواكب مانشستر سيتي وليفربول ويمكنه أن يرضى بصورة عامة بفوز آخر قبل المباريات الدولية، فإن هناك مخاوف طفيفة قد يرغب أرتيتا في النظر فيها خلال فترة الاستراحة، إذ فشل أرسنال مرة أخرى في الحفاظ على نظافة شباكه، مما جعله يستقبل الأهداف في أربع مباريات من آخر خمس مباريات. وذلك على رغم سمعته الطيبة كأحد أفضل الدفاعات في أوروبا، إضافة إلى حقيقة أن تسديدة آرتشر الرائعة كانت الرابعة فقط لساوثهامبتون هذا الموسم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فاز ماتيوس فيرنانديز بالكرة من رحيم سترلينغ في كرة مشتركة تم فحصها بحثاً عن خطأ قبل أن يمرر إلى آرتشر الذي ركض على اليمين ثم لف الكرة حول حارس مرمى أرسنال ديفيد رايا، ولم يكن الأمر وكأنه جاء من لا شيء إذ حصل أرسنال على بعض التحذيرات، وكان يجب على فيرنانديز نفسه أن يسجل قبل ذلك من تمريرة تايلر ديبلينغ.
مثل هذه الفترات تعني أن هذه كانت المرة الثانية على التوالي التي يكافح فيها أرسنال على أرضه ضد فريق مرشح للهبوط، ففي الأسبوع الماضي عاد ليستر سيتي من التأخر بنتيجة (0 - 2) للتعادل (2-2)، مما تطلب من أرسنال بذل مستويات من الجهد لم يتوقعها على الأرجح.
وقال أرتيتا رداً على أسئلة حول مدى احتياجهم إلى جرس إنذار "هذا هو الدوري الإنجليزي الممتاز، مبارياته مستمرة".
ومع ذلك، نجح أرسنال في الصمود، وأظهر أن لديه مزيداً ليقدمه. هذه هي النقطة الأوسع في هذه المخاوف. إنها ليست بالضرورة خطرة، لكنها مجرد شيء سيتعين على أرتيتا معالجته.
كان الأداء السطحي في الشوط الأول ربما المرة الأولى التي يشعر خلالها الفريق بافتقاد مارتن أوديغارد، إذ كافح لخلق أي فرص تقريباً بعد أن صمد ساوثهامبتون في بداية المباراة، وكانت أقرب فرصة لأرسنال من المرمى من خلال التسديدات البعيدة المدى.
تغير كل هذا بعد هدف آرتشر إذ لم ينبض أرسنال بالحياة فحسب، لكن بدا الأمر وكأن ناراً قد اشتعلت فيهم، إذ ردوا بغضب، وتحدث أرتيتا عن "بدء مباراة جديدة".
وكان ذلك واضحاً في قوة هدف التعادل الذي أحرزه هافرتز، إذ سدد الكرة بقوة في القائم بنوع من اللمسة النهائية التي تعكس إلحاحاً شديداً.
ومع ذلك فقد سيطروا على اللعب، كما شهدنا في الهدف الثاني الحاسم حين مرر ساكا الكرة بشكل منحنٍ فوق أفضل اللاعبين، ليوجهها البديل مارتينيلي داخل القائم القريب لآرون رامسديل من أول لمسة.
ولم يكن أرسنال بعيداً تماماً عن الخطر، إذ سدد تايلور هارود بيليس كرة ارتدت من العارضة من ركلة ركنية، وكان الفريق في حاجة إلى الثقة، وقد قدم ساكا ذلك بالطبع.
وقال أرتيتا "إنه يتمتع بهذا القدر من التركيز. لقد فكر في الفوز بهذه المباراة". وقد جعل ساكا هذا الأمر حقيقة واقعة، إذ وصل إلى مستوى جديد.
© The Independent