Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوهر العنصرية في بريطانيا من منظور مؤرخ أسود

أثناء عمل ديفيد أولوسوغا على كتابه الجديد بالتعاون مع شقيقتيه كيمي ويينكا أدرك المؤرخ أهمية تسليط الضوء على أفراد شجعان أسهموا في وضع حد لـ "الحاجز العنصري" في خدمة الحافلات في مدينة بريستول، وهي نقطة تحول كان لها تأثير في تغيير قوانين مكافحة التمييز بصور

"تاريخ السود لكل يوم من أيام السنة" كتاب جديد كتبه وزويده بالرسوم التوضيحية ديفيد أولوسوغا وشقيقاه كيمي ويينكا (أ ب)

ملخص

عند تصفحكم للكتاب نأمل في أن تكتشفوا مضامين مفضلة لديكم ومشاركتها مع من حولكم، فقد تجدون أنفسكم تكررون ما كنا نعبر عنه مراراً أثناء الكتابة "هل كنت تعلم...؟"

في كتابنا الجديد "التاريخ الأسود لكل يوم من أيام العام" Black History for Every Day of the Year الذي قمتُ بالتعاون مع شقيقتي كيمي ويينكا بتأليفه وابتكار رسومه، جمعنا 366 قصة تمتد عبر فترات زمنية ومناطق مختلفة من العالم، بعض هذه القصص يتناول حياة أفراد أو مجتمعات، بينما يركز بعضها الآخر على أماكن أو أحداث مهمة.

ما نأمل فيه هو أن يكتشف القراء في كل محتوى جانباً جديداً لهذه القضية، تماماً كما حصل معنا أثناء إعداد الكتاب، وبما أن تاريخ السود يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ العالمي، فقد أبرزنا في السرد حالات القمع والمقاومة كما قصص الإبداع والابتكار والتعاون المجتمعي التي تشمل مختلف مجالات الإنجاز الإنساني.

وتتضمن جميع فصول الكتاب رسوماً توضيحية أصلية من إبداع كيمي، تحتفي بالابتكارات والفنون والتحف الثقافية التي ترتبط بكل قصة.

كان علينا، نظراً إلى ضيق المساحة في الكتاب، أن نجري نقاشاً جدلياً حول الشخصيات التي نختارها وما يجب تضمينه، ونتيجة لذلك انتقى كل منا مضامين مختلفة تمثل أهمية خاصة بالنسبة إليه.

بالنسبة إلى يينكا كان من الضروري إدراج معلمين مثل ستيوارت هول وبيريل غيلروي وبيتي كامبل، أما كيمي فقد شعرت أثناء تذكرها مرحلة نشأتنا المليئة بأفلام الحركة وقصص الحرب العالمية الثانية خلال سبعينيات القرن الماضي أن من المهم تسليط الضوء على دور طياري "تاسكيغي" Tuskegee (الذين شاركوا في مهمات قتالية في أوروبا وشمال إفريقيا، وأسهموا في إلغاء الفصل العنصري في الجيش الأميركي عام 1948) وأيضاً الكاتب الشهير ألكسندر دوماس مؤلف كتابي "الفرسان الثلاثة" The Three Musketeers و"كونت مونت كريستو" The Count of Monte Cristo .

من جهتي، لطالما كانت قصة مقاطعة السكان السود ركوب الحافلات في بريستول، المدينة التي هي مكان إقامتي الذي اخترته (احتجاجاً على رفض شركة لحافلات النقل توظيف سائقين من أصول أفريقية وآسيوية عام 1963)، من السرديات التي رغبت في تضمينها، فهي تشكل مثالاً رائعاً في عدد من محتويات الكتاب، على طريقة تصدي السود للعنصرية، وإحداث تغيير حقيقي.

 

الوجوه التي قادت المقاطعة، مثل بول ستيفنسون وروي هاكيت وغاي بيلي، أصبحت أسماء بارزة في المدينة، فقبل حدوث القطعية كان يمكن لمؤسسات أن ترفض منح وظائف لأفراد على أساس عرقهم، وأبقت شركات عدة على ما كان يسمى "حاجز اللون" Colour Bar، وهو ترتيب بين أصحاب الشركات والموظفين والنقابات يستبعد بصورة منهجية الأفراد السود وداكني البشرة من فرص العمل، وكانت "شركة بريستول أومنيباص" Bristol Omnibus Bus Company إحدى تلك المؤسسات التي طبقت ممارسات تمييزية.

ولإلغاء الحظر على لون بشرة الأشخاص الذين يستخدمون حافلات النقل، قرر السكان السود وغيرهم من أصول إثنية أخرى مقاطعة استخدام الحافلات مما اُضطر شركة النقل بعد مرور خمسة أشهر إلى قبول مطالبهم، وفي نهاية المطاف مهدت تلك القطيعة الطريق لصدور تشريع صنف التمييز العنصري على أنه ممارسة غير قانونية.

المقطع أدناه الذي نأمل في أن تستمتعوا بقراءته يتناول تفاصيل مرحلة هذه القطيعة، وعند تصفحكم لبقية الكتاب نأمل أيضاً في أن تكتشفوا مضامين مفضلة لديكم ومشاركتها مع الأفراد من حولكم، فقد تجدون أنفسكم تكررون ما كنا نعبر عنه مراراً أثناء الكتابة "هل كنت تعلم...؟"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

17 سبتمبر: مقاطعة حافلات بريستول

في عام 1963 شهدت مدينة بريستول في إنجلترا احتجاجات دامت قرابة أربعة أشهر للمطالبة بحقوق مدنية ضد التمييز العنصري في مجال التوظيف، وعلى رغم نقص العمالة أبقت "شركة بريستول أومنيباص" المملوكة من الحكومة على فرض حاجز اللون، حارمة السكان السود والآسيويين من وظائف سائقي الحافلات والمواصلات، وحصرهم في أدوار داعمة ذات أجور أقل.

ورداً على ذلك قام روي هاكيت وأوين هنري وأودلي إيفانز وبرينس براون بتشكيل ما سُمي "مجلس تنمية جزر الهند الغربية" West Indian Development Council للدفاع عن حقوقهم، وتولى بول ستيفنسون، وهو موظف محلي يعمل في مجال الشباب من أصول غرب أفريقية، دور المتحدث باسم المجلس.  

في الـ 29 من أبريل (نيسان) استلهم أعضاء المجلس من "قطيعة حافلات مونتغمري" Montgomery Bus Boycott التي حصلت عام 1955 (وهي احتجاج للمطالبة بحقوق مدنية في مدينة مونتغمري ولاية ألاباما الأميركية إثر اعتقال امرأة من أصل أفريقي رفضت ترك مقعدها لراكب أبيض في حافلة كان يُطبق فيها الفصل بين البيض والسود)، وامتنع الركاب من أصول هندية غربية وآسيوية من استخدام الحافلات، وسرعان ما انضم إليهم عدد من الركاب البيض، وبعد يومين فقط، وتحديداً في مطلع مايو (أيار)، نُظمت في الإطار نفسه مسيرة احتجاجية قادتها مجموعة من الطلاب.

في تلك الأثناء حاولت شركة الحافلات تحميل المسؤولية لأعضاء "اتحاد عمال النقل والعمال العامين" Transport and General Workers’ Union (TGWU) بسبب تصويتهم لمصلحة فرض حظر الألوان، على رغم أن هؤلاء الأعضاء أنفسهم كانوا قد اعتمدوا في السابق قرارات تناهض نظام الفصل العنصري "أبار تايد" في جنوب أفريقيا، ونشرت وسائل الإعلام المحلية عدداً من المقالات حول القطيعة، وتلقت موجة كبيرة من الرسائل من القراء، كما أعرب لاعب الكريكيت السابق ليري كونستانتين، الذي كان آنذاك المفوض الأعلى لترينيداد وتوباغو، عن دعمه للقطيعة، وقام النائب المحلي في حينه طوني بن بإبلاغ الزعيم السابق لحزب العمال هارولد ويلسون الذي أعرب عن دعمه المقاطعة خلال تجمع مناهض للفصل العنصري عُقد في لندن.

في نهاية الأمر، وفي اليوم نفسه الذي شهد تنظيم "مسيرة واشنطن" March on Washington في الولايات المتحدة (من أهم أحداث حركة الحقوق المدنية الأميركية، شارك فيها أكثر من 250 ألف شخص من خلفيات إثنية متنوعة للمطالبة بالمساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية)، أعلنت الشركة البريطانية إلغاء حظر الألوان.

وفي الـ 17 من سبتمبر (أيلول) أصبح راغبير سينغ أول سائق حافلة ملون في بريستول، ليعقبه بعد يومين تعيين نورمان سامويلز ونوريس إدواردز المولودين في جامايكا، ومحمد رشيد وعباس علي المولودين في باكستان.

 

 كتاب "تاريخ السود لكل يوم من أيام السنة" Black History for Every Day of the Year للمؤلفين ديفيد أولوسوغا ويينكا أولوسوغا وكيمي أولوسوغا، الذي قامت بنشره "دار ماكميلان" متاح الآن في المكتبات.

© The Independent

المزيد من كتب