Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نظام جديد روسي لحماية الدبابات من المسيرات الأوكرانية... فهل ينجح؟

سيواجه صعوبات كبيرة إن كان لناحية التفعيل الخاطئ له في ساحة المعركة أو تكثيف كييف إنتاجها للطائرات من دون طيار

بعد تطويره لم تركب وزارة الدفاع الروسية نظام "أرينا" على أي من دباباتها (موقع وزارة الدفاع الروسية)

ملخص

أحد عيوب نظام "أرينا" يتجسد في أنه يخلق منطقة خطرة بعرض 30 متراً، وهذا ما يعرض الجنود المشاة المرافقين لخطر جسيم. وبينما لم يوفر النظام الأصلي تغطية بزاوية 360 درجة عدلت وزارة الدفاع الروسية هذا الأمر وبات نظام "أرينا-أم" الأحدث يوفر الحماية من جميع الزوايا بما في ذلك الهجوم العلوي.

كشفت وسائل الإعلام الروسية قبل بضعة أسابيع عن نية موسكو تزويد دبابات "تي-90" بنظام الحماية النشط الحديث "أرينا-أم" في محاولة للحد من الخسائر الكبيرة التي تتكبدها الدبابات الروسية وخصوصاً من قبل الطائرات من دون طيار الانتحارية التي تزعم بعض المصادر العسكرية أنها تمثل ثلثي خسائر الدبابات في حرب أوكرانيا.

من الناحية النظرية، تتمتع دبابات "تي-90" بالفعل بحماية جيدة مكونة من دروع متعددة الطبقات متطورة تجمع بين المعدن والسيراميك والمواد المركبة، ودرعها الأمامية تعادل ما يقارب من ثلاثة أقدام من الفولاذ الصلب. لكن الطائرات من دون طيار نادراً ما تهاجم من الأمام، وقد حاولت القوات الروسية تثبيت دروع إضافية لتغطية النقاط الضعيفة، إلا أن جهودها لم تفلح، لذا تعول روسيا كثيراً على نظام "أرينا-أم" لتغيير المعادلات أو أقله تقليص حجم الخسائر. 

مواصفات "أرينا"

في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت روسيا في إضافة بلاطات متفجرة إلى دباباتها الهدف منها تعطيل الرأس الحربي عندما يصطدم بالدبابة، تُعرف هذه البلاطات باسم الدروع التفاعلية المتفجرة، وهي موجودة حتى على بعض دبابات "أبرامز" الأميركية.  

بعد حرب الشيشان وتحديداً في تسعينيات القرن الماضي عندما تم تدمير الدبابات الروسية بواسطة أسلحة خفيفة مضادة للدبابات، قدمت موسكو مفهوماً جديداً ألا وهو نظام الحماية النشط لكشف الدبابات عن المقذوفات القادمة واعتراضها. ويُعرف نظام الحماية النشط الروسي هذا باسم "أرينا"، ويتألف من ثلاثة عناصر: مجموعة من أجهزة استشعار الرادار على الجزء الخارجي من الدبابة، ونظام تحكم بالكمبيوتر، وأنابيب إطلاق أو صوامع لطلقات الاعتراض.

بمجرد تفعيل "أرينا"، يتتبع تلقائياً التهديدات الواردة، وتحديداً أي شيء يتحرك بسرعة تراوح ما بين 240 و2400 كيلومتر في الساعة. كما يصفي الأهداف الزائفة بما في ذلك الطلقات الصادرة والأهداف القريبة التي لا تهدد الدبابة، وكذلك الطيور والقذائف الصغيرة. وهكذا عندما يقترب التهديد على مسافة 49 متراً يطلق النظام صاروخاً اعتراضياً.

أحد عيوب نظام "أرينا" يتجسد في أنه يخلق منطقة خطرة بعرض 30 متراً، وهذا ما يعرض الجنود المشاة المرافقين لخطر جسيم. وبينما لم يوفر النظام الأصلي تغطية بزاوية 360 درجة عدلت وزارة الدفاع الروسية هذا الأمر، وبات نظام "أرينا-أم" الأحدث يوفر الحماية من جميع الزوايا بما في ذلك الهجوم العلوي. وتطلق النسخة الجديدة أيضاً صاروخين اعتراضيين في وقت واحد لزيادة فرص تدمير التهديد، وفي عام 2021 ادعى المصنعون أنها مقاومة لجميع الصواريخ الغربية المضادة للدبابات بما في ذلك "جافلين".

تطوير إسرائيل نسختها الخاصة

قد يبدو ما سنقوله صادماً بعض الشيء ولكن بعد تطويره لم تركب وزارة الدفاع الروسية نظام "أرينا" على أي من الدبابات الروسية، ويعزو بعض الخبراء ذلك إلى كلفته العالية، حتى إن موسكو عرضته للتصدير ولكن لم يقبل أحد باستخدامه، كون الدبابات الروسية لم تستخدمه في المعارك الحقيقية واكتفت باختباره في التدريبات العسكرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت نفسه، أخذت إسرائيل مفهوم نظام الحماية النشط وطورته إلى أقصى حدود. ويوصف نظام "تروفي"، الذي تصنعه شركة "رافائيل" الإسرائيلية على موقع الشركة بأنه "نظام الحماية النشط الوحيد في العالم". يتم تركيب "تروفي" على مجموعة متنوعة من دبابات الجيش الإسرائيلي وقد أثبت فعاليته في القتال وفي إيقاف قاذفات "آر بي جي" والصواريخ الموجهة وغيرها من التهديدات.

من جهته قام الجيش الأميركي بتقييم "تروفي" لتعزيز حماية دبابات "أبرامز أم 1"، وأشارت القيادات العسكرية الأميركية بأن هذا النظام أضاف نحو 3.5 طن من الوزن، ولكنه وفر حماية نصف كروية من مجموعة متنوعة من التهديدات حتى عندما تكون الدبابة في حال حركة.

القدرة على التصدي للطائرات من دون طيار

يقول مكتب "كولومنا للهندسة الميكانيكية" الروسي المصمم لنظام "أرينا" إنه قام بتحديث النظام للتعامل مع تهديدات الطائرات من دون طيار التي شوهدت في أوكرانيا. وهذا ضروري لأن الإصدارات السابقة منه تجاهلت أي شيء أبطأ من 42 كيلومتراً في الساعة، مما يسمح للطائرات من دون طيار أو القنابل بالمرور.

بيد أن الخبراء العسكريين يعتقدون أن النظام سيواجه صعوبات كبيرة إن كان لناحية التفعيل الخاطئ له في ساحة المعركة الذي قد يستنفد الصواريخ الاعتراضية في الدبابة البالغ عددها 26، أو لواقع تكثيف أوكرانيا إنتاجها للطائرات من دون طيار، بحيث تستهدف إنتاج مليون طائرة هذا العام واستيراد مليون أخرى، ناهيك ببدء استخدامها على الدبابات الروسية بصورة مكثفة تجلت في التقارير الميدانية العسكرية التي تتحدث عن إطلاق ما يقارب ثماني طائرات من دون طيار على كل دبابة.

ويأتي التهديد الآخر من الطائرات الرباعية المراوح التي يتم إعادة استخدامها كقاذفات، إذ قد تحوم هذه الطائرات على ارتفاع عشرات الأمتار فوق الدبابة، خارج نطاق صواريخ "أرينا" الاعتراضية، وتسقط قنابل صغيرة أو كرات ملفوفة بورق القصدير لاستنفاد الصواريخ الاعتراضية.

ومع ذلك من المفترض أن يعمل درع "أرينا-أم" على تحسين فرص بقاء دبابات "تي-90" بنسبة معقولة إلى حد ما لن تكون كافية بالضرورة لضمان سلامة أمن الطاقم، وإذا ما أردنا أن نستند إلى أمثلة من أرض المعركة فسنجد مقاطع فيديو من قطاع غزة تظهر طائرات من دون طيار تقصف بنجاح دبابات "ميركافا" تابعة للجيش الإسرائيلي، مما يشير إلى أن نظام "تروفي" قد يفشل في اكتشاف التهديد، فما بالك بالنظام الروسي الذي يجزم الخبراء بأنه أقل فعالية بكثير.

ويبقى أن نشير أخيراً بأن التقييمات العسكرية الغربية تربط بين إعلان موسكو عن النسخة الجديدة من هذا النظام واستيلاء أوكرانيا هذا العام على ثلاث دبابات "تي-90" سليمة في عمليتها الأخيرة في كورسك، وتتحدث بأن الدافع الحقيقي وراء الإعلان هو إقناع طواقم الدبابات بأن لديهم فرصة للنجاة وأنهم لا يقودونهم إلى موت محقق.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير