Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللاعبون والدوريات يتهمون "فيفا" بالإساءة في معركة قانونية تاريخية

أثبتت بطولة كأس العالم للأندية التي تم توسيعها أخيراً أنها نقطة تحول في العمل إذ أطلقت "فيفبرو" والبطولات الأوروبية الكبرى قضيتها ضد الاتحاد الدولي وكيفية تنظيمه للعبة

تعرض رودري لاعب المنتخب الإسباني ونادي مانشستر سيتي لإصابة في الركبة أنهت موسمه الحالي (أ ف ب)

ملخص

تستمر الحرب القانونية بين "فيفا" من جهة ودوريات كرة القدم واللاعبون والجماهير في الجهة الأخرى بعد بدء توسيع البطولات وما ينتج منه من توسعة لتقويم المواسم

يجب أن يكون هناك شيء مثير في فكرة إقامة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بطولة كأس العالم للأندية كل أربع سنوات، هي بطولة كأس عالم أخرى تقام في الصيف كل أربع سنوات وتضم أكبر الأندية من جميع أنحاء العالم، ويبدو الأمر وكأنها الكأس المقدسة لبطولات كرة القدم. لذا فإن ردود الفعل الأولية كانت اللامبالاة والغضب إذ يريد المشجعون استراحة وكذلك يريد اللاعبون.

تنهد كيفين دي بروين الشهر الماضي قائلاً "ستأتي المشكلة عندما ننتهي من بطولة كأس العالم للأندية. نحن نعلم أنه لن يكون هناك سوى ثلاثة أسابيع بين نهائي كأس العالم للأندية واليوم الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز. لديك ثلاثة أسابيع لأخذ إجازة والاستعداد للعب 80 مباراة أخرى... إنهم لا يهتمون. المال هو الذي يتحدث".

اجتمعت أمس الإثنين رابطة اللاعبين المحترفين العالمية (فيفبرو) مع كبرى الدوريات الأوروبية، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز، في قصر "ريزيدنس" في بروكسل لإطلاق دعوى قانونية مشتركة ضد "فيفا".

واتهمت هذه الرابطة "فيفا" بالتصرف بصورة أحادية الجانب لإطلاق كأس العالم للأندية التي من المقرر إقامتها في أميركا في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، من دون التشاور مع الجميع، وقد عمل على استغلال كل دقيقة من وقت اللاعبين لتحقيق مكاسب مالية، والتصرف في انتهاك للقانون الأوروبي.

وقالت المجموعة في مؤتمر صحافي "يتحكم ’فيفا‘ في تقويم المباريات الدولية. وهو يسيء استخدام هذه السلطة لتوسيع مسابقاته وزيادة عائداته. ويدفع اللاعبين إلى حدودهم البدنية والعقلية القصوى".

ويزعم "فيفا" أن التقويم الدولي تمت الموافقة عليه من قبل ممثلي جميع القارات بعد مناقشات رسمية، لكن "فيفبرو" تعتقد أن لديها قضية قوية مدعومة بأحكام قضائية حديثة مثل قضية لاسانا ديارا الأسبوع الماضي، إذ تبين أن بعض قواعد انتقال اللاعبين التي وضعها "فيفا" غير متوافقة مع قانون الاتحاد الأوروبي، وهناك شعور داخل رابطة "فيفبرو" بأن الحكم يشكل سابقة لقضيته الخاصة من خلال الكشف عن كيفية استغلال "فيفا" لسلطته.

هناك عبث في قلب هذه القصة، إذ إن "فيفا" في الأساس منظمة غير ربحية لكنها ذات شهية لا تشبع من المال على ما يبدو.

لقد جمع "فيفا" 5.8 مليار جنيه استرليني (7.59 مليار دولار) من دورة كأس العالم الأخيرة التي استمرت أربع سنوات بين عامي 2019 و2022، بزيادة تزيد على مليار جنيه استرليني (1.31 مليار دولار) عن الفترة السابقة على رغم جائحة كورونا، وقد حدد هدفاً مذهلاً يبلغ 8.4 مليار جنيه استرليني (10.99 مليار دولار) للدورة الحالية.

ويولد "فيفا" معظم دخله من بيع حقوق كأس العالم التلفزيونية إضافة إلى الإعلانات ومبيعات التذاكر والعلامات التجارية والتراخيص.

ويشير "فيفا" إلى الطريقة التي توزع بها معظم هذه الأموال على الاتحادات الوطنية في جميع أنحاء العالم لتمويل اللعبة على جميع المستويات كقصة نجاح مميزة. لكن قد يشير أحد المتشككين إلى أن قوة الرئيس جياني إنفانتينو مبنية على أصوات الاتحادات الوطنية، التي تعتمد على إعاناته. لذلك فإن كأس العالم للأندية تفهم على أنها مهمة شخصية للرئيس.

من الصعب التعاطف مع منظمة يكون قسم "الفساد" الخاص بها على منصة "ويكيبيديا" أطول من هذه المقالة، لكن "فيفا" اتهم الدوريات بالنفاق، وهنا لديه وجهة نظر، ففي نهاية المطاف، ترسل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لاعبيها إلى وجهات بعيدة في جولات مكثفة السفر كل موسم تحضيري، فبعد ساعات من انتهاء الموسم الماضي، أرسل نيوكاسل وتوتنهام فرقهما إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية لمباراة ودية غريبة في ملعب ملبورن للكريكيت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأطلق الدوري الإنجليزي الممتاز نفسه سلسلته الصيفية الجديدة العام الماضي، إذ لعبت ستة أندية تسع مباريات على مدى ثمانية أيام في مدن أميركية مختلفة، لذا عندما يشكو الدوري الإنجليزي الممتاز إلى "فيفا" في شأن احترام رفاهية اللاعبين، فمن الصعب أن ننظر إليه على أنه أي شيء آخر غير حجر تم إلقاؤه من داخل بيته الزجاجي الفخم.

كما يقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بتكديس المباريات على أطباق اللاعبين الممتلئة، مع توسيع دوري أبطال أوروبا حديثاً، وقد أثار هذا الشكل الجديد انتقادات وتهديدات من عدد من اللاعبين البارزين، بما في ذلك حارس مرمى ليفربول أليسون بيكر، ومدافع برشلونة جول كوندي، ولاعب وسط مانشستر سيتي رودري الذي حذر الشهر الماضي قائلاً "سيأتي وقت نضطر فيه إلى الإضراب". وكما لو كان ذلك لتأكيد هذه النقطة، تعرض رودري لإصابة في الرباط الصليبي أنهت موسمه بعد بضعة أيام من تصريحه.

لكن كأس العالم للأندية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، ويقول اتحاد اللاعبين المحترفين إن افتقار "فيفا" إلى الحوار هو ما أثار في النهاية اتخاذ إجراءات قانونية.

ويريد اتحاد اللاعبين المحترفين أن يرى فترات راحة إلزامية لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع كل صيف، مما يمنح اللاعبين الوقت المضمون للابتعاد عن العمل وتجديد النشاط ويريد من "فيفا" أن يبدأ في استخدام سلطته لمصلحة اللاعبين، وليس فقط لزيادة عائدات اللعبة.

إنها قضية تصل إلى قلب غرض "فيفا". فهل هو حارس اللعبة أم حارس المفاتيح؟ أم أنه لاعب في الملعب يتنافس على المساحة؟ لا توجد جهة تنظيمية شاملة لتقويم كرة القدم، ويقول الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين والدوريات إن "فيفا" يجب أن يجمع كل سلطاته لحماية اللاعبين، فضلاً عن ضبط جودة المنتج.

وكما قال ألبرتو كولومبو من الدوريات الأوروبية "إنها مسؤولية جماعيةــ اللاعبون والدوريات والاتحادات الوطنية والهيئات الحاكمة وبالطبع المشجعون. وموقف المشجعين في هذا الصدد واضح تماماً: نحن لا نريد مزيداً من المباريات، بل نريد مباريات أفضل".

إنه وضع غير مسبوق، إذ يعرب اللاعبون بصورة متزايدة عن إحباطهم، وتكافح الدوريات للدفاع عن أراضيها في التقويم. وقال الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد ماسترز في بيان المشتكين "لقد وصل الأمر إلى نقطة تحول. إن ردود الفعل التي تلقيناها من اللاعبين هي أن هناك كثيراً من مباريات كرة القدم وأن هناك توسعاً مستمراً".

ويصر اللاعبون على أن الإضراب هو الملاذ الأخير، لكن العمل القانوني قد يكون مجرد بداية لمعركة من أجل مستقبل كرة القدم، ومن الذي سيشكلها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة