Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل نصرالله يخرج نجل خامنئي من الظل فما السبب؟

يرى برودسكي وجلكار أن اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" لم يزعزع استقرار الحزب فحسب، بل جعل مسألة خليفة المرشد في إيران غامضة

مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى في إيران (وكاة أنباء الطلبة الإيرانية)

ملخص

تظهر علاقات مجتبى خامنئي القوية مع التيارات المتشددة في البلاد، وسجله في القمع الشديد للمحتجين أنه من المحتمل أن يسير على خطى والده في تنفيذ السياسات القمعية. ويضيف مقال أجنبي أن هذا هو السبب وراء تفضيل المرشد له على أبنائه الثلاثة الآخرين، إذ يرى نفسه في مجتبى.

إن اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في هجوم إسرائيلي على بيروت، لم يخلق أزمة خلافة في هذه المجموعة اللبنانية المسلحة فحسب، بل إنه أثار مرة أخرى مسألة خلافة المرشد علي خامنئي البالغ من العمر 85 سنة. وقد يكون هذا هو السبب وراء خروج نجل المرشد، مجتبى خامنئي الذي يعد من الشخصيات الرئيسة في بيت المرشد، من الظل.

وناقش هذا الموضوع، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" جيسون برودسكي، وكبير مستشاري هذه المنظمة سعيد جلكار وهو أستاذ محاضر في كلية العلوم السياسي بجامعة "تينيسي"، في مقال نشر على موقع "معهد الشرق الأوسط".

ووفقاً لبرودسكي وجلكار فإنه مع إضعاف حركة "حماس" وتراجع قدرات "حزب الله" والاستياء المتزايد بين شيعة لبنان من أداء النظام الإيراني رداً على الهجمات الإسرائيلية على "حزب الله"، تواجه طهران اليوم أكبر أزماتها الأمنية في العقود الأخيرة.

بعد اغتيال نصرالله أصبح مجتبى خامنئي يظهر علناً أكثر من ذي قبل. إذ كان نجل المرشد دائماً خلف الكواليس وفي الظل فحسب. والفيديو الذي صدر عنه الشهر الماضي يعد أول ظهور علني له. ولم يظهر مجتبى خامنئي إلا في حالات نادرة مثل مناسبة يوم القدس وذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران. كما أنه كان يحضر بين الفينة والأخرى مراسم الجنازة والتأبين للشخصيات الرئيسة في نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.

ظهور إعلامي

وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، نشر مقطع فيديو أعلن فيه مجتبى خامنئي تعليق الدروس التعليمية الحوزوية التي كان يقدمها لطالبه عبر الإنترنت. إذ قال في هذا الفيديو، إن موضوع تعليق الدرس لا علاقة له بالقضايا السياسية، وادعى أن شخصين فقط كانا على علم بهذا الموضوع قبل إعلان القرار.

وبعد وقت قصير من اغتيال حسن نصرالله، نشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورة لمجتبى في زيارة له إلى مكتب "حزب الله" في العاصمة طهران، إذ شوهد في الصورة عبدالله صفي الدين شقيق هاشم صفي الدين الذي كان مرشحاً محتملاً لقيادة "حزب الله" خلفاً لنصرالله. كما ذهب مجتبى لزيارة عناصر "حزب الله" الذين أصيبوا في انفجار أجهزة البيجر واللاسلكي في بيروت ونقلوا إلى أحد المستشفيات في طهران نيابة عن والده وكان برفقته إخوته.
ثم شوهد مجتبى خامنئي مرة أخرى في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، في تقرير تلفزيوني مباشر وسط عدد من كبار المسؤولين في النظام خلال خطبة والده في صلاة الجمعة في طهران. وأولت وسائل الإعلام الإيرانية، ومنها وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري اهتماماً خاصاً بحضوره.

خشية لدى المرشد؟

ولم يسبق لمجتبى أن شوهد من قبل في مثل هذه الأحداث ونادراً ما يظهر علناً. ووفقاً لهذا المقال فإن الاهتمام المتزايد به يعرفه على النواة الداعمة للنظام الإيراني ويساعد على تحسين صورته ومكانته بين الجماهير.

كما يعتقد برودسكي وزميله جلكار أنه على ما يبدو أن المرشد علي خامنئي يخشى مصير نصرالله، لكنه يشعر براحة أكبر حيال إمكانية خلافة مجتبى لمنصب المرشد، إذا ما مات هو أو قتل. وقد يفسر هذا سبب الحضور العلني المتزايد لمجتبى في الأسابيع الأخيرة.

متطرف ذو سجل سياسي

يعد مجتبى خامنئي رجل دين متطرفاً وله سجل سياسي واسع، لكنه لم يكن محط أنظار الرأي العام. إذ كان ولأكثر من عقدين من الزمن يدير مؤسسات موازية في النظام الإيراني، بما في ذلك المؤسسات التي تعود لبيت المرشد، إضافة إلى ذلك، كان عضواً في لجان صغيرة، لكنها رفيعة المستوى في صنع القرار، وترقية المسؤولين، وتعيين الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية في النظام.

وفي واقع الأمر، عمل مجتبى خامنئي لأعوام عدة على إنشاء وإدارة شبكة من الأشخاص الموثوق بهم، إذ وصفها البعض بـ"خلية حبيب"، لتوسيع الأجهزة التي تدعمه كما فعل والده.

كما يشير المقال إلى أنه لا ينبغي للمراقبين أن يتجاهلوا احتمال تعيين مرشد موقت خارج دائرة أقارب علي خامنئي، وأن يتولى مجتبى إدارة الأمور خلف الكواليس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مواصلة الاستبداد

ويعتقد برودسكي وجلكار أن مجتبى خامنئي سيواصل الاستبداد ولن يظهر كزعيم حداثي وإصلاحي مثل القادة الشباب في الشرق الأوسط، مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتظهر علاقات مجتبى خامنئي القوية مع التيارات المتشددة في البلاد، وسجله في القمع الشديد للمحتجين أنه من المحتمل أن يسير على خطى والده في تنفيذ السياسات القمعية. ويضيف المقال أيضاً أن هذا هو السبب وراء تفضيل المرشد خامنئي له على أبنائه الثلاثة الآخرين، إذ يرى نفسه في مجتبى. كما أن مجتبى رجل دين متشدد منتظم بصورة كبيرة في الشؤون الأمنية والعسكرية. ومن هذا المنطلق، يمكن مقارنة مجتبى خامنئي بكيم جونغ أون الزعيم الكوري الشمالي الحالي الذي خلف والده واستمر في سياساته.

وفي النهاية يرى برودسكي وجلكار أن اغتيال نصرالله لم يزعزع استقرار "حزب الله" فحسب، بل جعل مسألة خليفة المرشد في إيران غامضة. وإذا ما استهدفت إسرائيل شخصيات مهمة ورئيسة في طهران رداً على الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنه النظام الإيراني، فقد يصبح الوضع أكثر سوءاً. كما أن تركيز النظام الإيراني ينصب على الحفاظ على الاستقرار والاستمرار في الأيديولوجية والسياسات الحالية إلى أن يصل مجتبى إلى رأس هرم السلطة، مما ستكون له آثار مهمة على مستقبل إيران ونفوذها الإقليمي.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية" 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير