Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدم اليقين الجيوسياسي يكشف عن هشاشة نظام الطاقة العالمي

"الوكالة الدولية": الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط ركز الانتباه الدولي بصورة حادة على أهم مناطق الإنتاج

زاد الطلب العالمي على الطاقة بمعدل سنوي متوسط ​​قدره 1.4 في المئة (اندبندنت عربية)

ملخص

قال التقرير إنه على رغم أن بعض التأثيرات المباشرة للأزمة العالمية للطاقة بدأت في التراجع في عام 2023، إلا أن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات أصبح مرتفعاً للغاية

قال تقرير "توقعات الطاقة العالمية 2024" الصادر عن وكالة الطاقة الدولية "IEA"، إن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط والحرب المستمرة لروسيا في أوكرانيا ركزا الانتباه العالمي بصورة حادة على بعض من أهم مناطق إنتاج الطاقة في العالم.

ويرى التقرير أن التوترات الجيوسياسية والانقسام أحد أبرز الأخطار الرئيسة التي تهدد أمن الطاقة، فضلاً عن الجهود المنسقة للحد من الانبعاثات.

ويبرز تصاعد الصراع في الشرق الأوسط والحرب المستمرة في أوكرانيا الأخطار المستمرة لأمن الطاقة التي تواجه العالم.

وقال التقرير إنه على رغم أن بعض التأثيرات المباشرة للأزمة العالمية للطاقة بدأت في التراجع في عام 2023، إلا أن خطر حدوث مزيد من الاضطرابات أصبح مرتفعاً للغاية.

وأشار إلى أن التجارب التي مرت بها السنوات القليلة الماضية تظهر مدى سرعة تحول التبعيات إلى نقاط ضعف، وهو درس ينطبق أيضاً على سلاسل توريد الطاقة النظيفة التي تعاني مستويات عالية من تركيز السوق.

وقال إنه على مدى العقد الماضي، زاد الطلب العالمي على الطاقة بمعدل سنوي متوسط ​​قدره 1.4 في المئة.

وفي أحد سيناريوهات التقرير الذي يعرف بـ"STEPS"، يتباطأ هذا المعدل إلى نحو 0.5 في المئة سنوياً في المتوسط ​​ما بين عامي 2023 و2035، أي أبطأ بثلاث مرات مما كان عليه في الماضي، مشيراً إلى هذا ليس نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي، إذ من المتوقع أن يبلغ متوسط ​​نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ثلاثة في المئة سنوياً ما بين عامي 2023 و2035، على غرار العقد السابق.

ومن المتوقع أن يستمر الطلب على خدمات الطاقة الأساسية، مثل الإضاءة والتبريد والتنقل، في الارتفاع بالسرعة نفسها التي كان عليها في الماضي في الأقل، على رغم وجود تباطؤ واضح في النمو السكاني العالمي ما بين عامي 2023 و2035، إذ يبلغ النمو السكاني السنوي نحو 85 في المئة من المستوى المتوسط ​​الذي شوهد ما بين عامي 2013 و2023.

تراجع حصة الوقود الأحفوري

ووفقاً للتقرير شهد العقد الماضي تراجع حصة الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة العالمي تدرجاً من 82 في المئة في عام 2013 إلى 80 في المئة في عام 2023، وزاد الطلب على الطاقة 15 في المئة خلال هذه الفترة، وتمت تلبية 40 في المئة من هذا النمو بواسطة الطاقة النظيفة، أي الطاقة المتجددة في قطاعات الكهرباء والاستخدام النهائي والطاقة النووية والوقود منخفض الانبعاثات، بما في ذلك التقاط واستخدام وتخزين الكربون "CCUS".

وفي الاقتصادات المتقدمة انخفض الطلب الإجمالي على الطاقة بمعدل 0.5 في المئة سنوياً في المتوسط على مدار العقد الماضي، وبلغ ذروته في هذا القطاع في عام 2005، بينما شهد الفحم انخفاضاً هيكلياً منذ عام 2008، وتوقف النمو في الطلب على الغاز الطبيعي بصورة عامة، وانخفضت الطاقة النووية بمعدل نصف نقطة مئوية سنوياً، في حين ارتفعت الطاقة المتجددة بمعدل ثلاثة في المئة سنوياً منذ عام 2013.

أما في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية (تضم نحو 85 في المئة من سكان العالم)، فزاد الطلب على الطاقة بمعدل 2.6 في المئة سنوياً على مدى العقد الماضي. ويرتبط ذلك بزيادة في عدد السكان بأكثر من 720 مليون شخص، وارتفاع حجم الاقتصاد 50 في المئة، وزيادة في الإنتاج الصناعي 40 في المئة، وزادت المساحة المبنية بمقدار 40 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يكفي لتغطية كامل هولندا.

وقال التقرير إنه مع هذا المعدل السريع من التنمية، يجب أن تعمل الطاقة النظيفة بجد أكبر لاستبدال النفط والغاز والفحم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية مقارنة بالاقتصادات المتقدمة.

التأثيرات الحادة للأزمة

من جانبه قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، في افتتاحية التقرير، إنه وبينما تراجعت بعض التأثيرات الحادة للأزمة العالمية للطاقة، فإن عدم اليقين الجيوسياسي يكشف عن الهشاشة الكامنة في نظام الطاقة العالمي، بغض النظر عن التكنولوجيا أو الجغرافيا.

وتحدث بيرول عن أن مواجهة البنية التحتية للطاقة لأخطار متزايدة من الأحداث الجوية القاسية التي أصبحت جانباً شائعاً للغاية في حياة الناس حول العالم، مضيفاً "غالباً ما تكون أسوأ تأثيرات هذه الأزمات محجوزة للأفقر في المجتمعات، خصوصاً في الاقتصادات الناشئة والنامية، واليوم تعد أكبر ظاهرة للظلم هي أنه من زال مئات الملايين من الناس، معظمهم في أفريقيا، يفتقرون إلى خدمات الطاقة الأساسية مثل الكهرباء أو مواقد الطهي الآمنة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، أنه ومع وجود كل هذه القضايا في الواجهة، يعود أمن الطاقة ليكون موضوعاً رئيساً في توقعات الطاقة العالمية لهذا العام، قائلاً "في عالمنا المتغير بسرعة، يتجاوز مفهوم أمن الطاقة مجرد الحماية من الأخطار التقليدية لإمدادات النفط والغاز الطبيعي، على رغم أهمية ذلك للاقتصاد العالمي، ويعني أيضاً ضمان الوصول إلى إمدادات طاقة ميسورة الكلفة، وتوقع الأخطار الناشئة في قطاع الكهرباء، وتعزيز سلاسل الإمداد لتقنيات الطاقة النظيفة والمعادن الأساسية المطلوبة لصنعها، ومعالجة التهديدات المتزايدة التي تشكلها الأحداث الجوية القاسية على أنظمة الطاقة".

وكشف بيرول عن استعدادات الوكالة الدولية للطاقة لعقد قمة دولية كبرى حول مستقبل أمن الطاقة في الربع الثاني من عام 2025، التي تستضيفها الحكومة البريطانية في لندن، لبناء فهم مشترك لأهمية أمن الطاقة وما يتطلبه لتحقيقه فعلياً في سياق انتقال الطاقة النظيفة.

وأضاف يسلط تقرير توقعات الطاقة العالمية الضوء، مرة أخرى، على الخيارات التي يمكن أن تحرك نظام الطاقة في اتجاه أكثر أماناً واستدامة، داعياً صناع القرار في جميع أنحاء العالم إلى استخدام هذه التحليلات لفهم كيفية تغير مشهد الطاقة، وكيفية تسريع هذا التحول نحو الطاقة النظيفة بطرق تعود بالنفع على حياة الناس وازدهارهم المستقبلي.

الهشاشة وأمن الطاقة

وقال التقرير إن أسواق الوقود التقليدي والتقنيات النظيفة أصبحت اليوم أكثر تفتتاً، فمنذ عام 2020 تم تقديم ما يقارب من 200 تدبير تجاري تؤثر في تقنيات الطاقة النظيفة، معظمها تقييدية، مقارنة بـ40 تدبيراً في السنوات الخمس السابقة.

وأضاف أن الهشاشة في أسواق الطاقة اليوم تذكرنا بأهمية أمن الطاقة، الذي يعد المهمة الأساسية لوكالة الطاقة الدولية، وكيف يمكن لأنظمة الطاقة الأكثر كفاءة ونظافة أن تقلل من أخطار أمن الطاقة.

وأضاف التقرير أن التأثيرات المرئية لتغير المناخ والزخم وراء التحولات في الطاقة النظيفة، وخصائص تقنيات الطاقة النظيفة، تتغير جميعها بما يعني وجود أنظمة طاقة آمنة، لذا فإن النهج الشامل لأمن الطاقة يحتاج إلى أن يمتد إلى ما هو أبعد من الوقود التقليدي ليشمل الانتقال الأمن لقطاع الكهرباء ومرونة سلاسل توريد الطاقة النظيفة.

أمن الطاقة والمناخ

وأشار تقرير "توقعات الطاقة العالمية 2024"، إلى ارتباط أمن الطاقة والعمل المناخي ارتباطاً وثيقاً، إذ تشكل الأحداث الجوية المتطرفة، التي تفاقمت بفعل عقود من الانبعاثات العالية، أخطاراً عميقة على أمن الطاقة، وتسارعت عمليات انتقال الطاقة النظيفة بصورة حادة في السنوات الأخيرة، مشكلة عبر سياسات الحكومة والاستراتيجيات الصناعية، لكن هناك مزيداً من عدم اليقين في الأمد القريب حول كيفية تطور هذه السياسات والاستراتيجيات.

الطاقة على طاولات الانتخابات

وقال التقرير إن البلدان التي تمثل نصف الطلب العالمي على الطاقة ستشهد انتخابات في عام 2024، في حين تعد قضايا الطاقة والمناخ من المواضيع البارزة للناخبين الذين عانوا ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والفيضانات وموجات الحر، ومع ذلك أشار التقرير إلى أنه وعلى رغم تأثير سياسات الطاقة وأهداف المناخ، لكنها ليست القوى الوحيدة التي تحرك الزيادة المستمرة في الطاقة النظيفة، فهناك محركات كلفة قوية، فضلاً عن المنافسة الشديدة على القيادة في قطاعات الطاقة النظيفة التي تعد مصادر رئيسة للابتكار والنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

ووصف التقرير آفاق الطاقة أنها معقدة ومتعددة الأوجه، مما يتحدى الرؤية الأحادية حول كيفية تطور المستقبل.

الصين متألقة في الطاقة المتجددة

ووفقاً للتقرير تتألق الصين في قطاع الطاقة المتجددة، إذ شكلت 60 في المئة من القدرة الجديدة المضافة للطاقة المتجددة عالمياً في عام 2023، إذ إنه من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الطاقة الشمسية في الصين بمفردها بحلول أوائل العقد 2030 إجمالي الطلب الكهربائي في الولايات المتحدة اليوم.

ومع ذلك يشير التقرير إلى أنه لا تزال هناك أسئلة مفتوحة، سواء في الصين أم في أماكن أخرى، حول مدى سرعة وكفاءة دمج القدرة الجديدة للطاقة المتجددة في أنظمة الطاقة.

وقال التقرير إن عدم اليقين في السياسات وارتفاع كلف رأس المال يعوقان مشاريع الطاقة النظيفة في عدد من الاقتصادات النامية، مضيفاً أن الاتجاهات الأخيرة في الطاقة النظيفة في الاقتصادات المتقدمة تقدم صورة مختلطة، إذ تسارعت بعض المجالات بينما شهدت مجالات أخرى تباطؤاً.

المزيد من البترول والغاز