Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدريب توخيل لمنتخب إنجلترا أمر رائع لكنه اتهام للكرة المحلية

عندما أعلن الاتحاد الإنجليزي عن وظيفة المدير الفني اشترط أن يكون المرشحون فازوا ببطولات محلية وهذا استبعد على الفور كل مدرب محلي حالي وهذا السبب الذي جعل جيم وايت يصفق لعبقرية "وحزن" تعيين الألماني

الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مارك بولينغهام والمدرب الجديد لمنتخب إنجلترا توماس توخيل (أ ف ب)

ملخص

إنجلترا الباحثة عن العودة إلى منصات التتويج قررت الاستعانة بالمدرب الألماني توماس توخيل وعلى رغم تميز بطل أوروبا السابق مع تشيلسي فإن تعيينه يثير تساؤلات حول هوية الكرة الإنجليزية

إن أي شخص يعرف كرة القدم سيدرك أن توماس توخيل تعيين رائع من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ليصبح مدرب إنجلترا القادم، فهو يتمتع بالحماس والعاطفة والإبداع التكتيكي والخبرة الهائلة ويعرف بالضبط كيف ينظم فريقاً فائزاً، ولا يوجد أي شخص آخر متاح يمكنه الاقتراب من مستواه المستمر من التميز التدريبي، ولا أحد في السوق الحالي من المرجح أن يحقق مثله البطولة الكبرى التي تنتظرها الأمة منذ ما يقارب 60 عاماً، ومع ذلك فإن حقيقة أن الهيئة الحاكمة للعبة اضطرت إلى اللجوء إلى توخيل تشكل اتهاماً مذهلاً لحالة اللعبة الإنجليزية المحلية.

ليس لأنه أجنبي، فقد مررنا بهذه التجربة من قبل مع سفين غوران إريكسون وفابيو كابيلو، وبالتأكيد ليس لأنه ألماني فهو رجل يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويحب العمل في إنجلترا وذكي بما يكفي للتفاوض حول كل الأخطار في وظيفته.

حتى أكثر الأمور تفاهة، على سبيل المثال، على عكس البديل الأخير في الوظيفة، فإنه سيتفوق على منتقديه الأكثر غباءً من خلال غناء النشيد الوطني بمرح قبل المباريات، فوفقاً لما أعرفه عنه فهو محب للإنجليز لدرجة أنه ربما ينضم إلى جوقة غناء "10 قاذفات ألمانية".

لا، القضية أكثر جوهرية، فعندما يتعلق الأمر بتعيين مدرب، لم يكن هناك مدرب إنجليزي واحد يضاهي ترشيح توخيل، وعندما نشر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إعلاناً عن الوظيفة، نص على أنهم يبحثون عن مدير فني حقق بطولات ونجاحات في كرة القدم الإنجليزية، وهو ما استبعد على الفور كل مدرب إنجليزي حالي، لكن ليس توخيل الذي فاز بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي في عام 2021.

وبينما قد تكون الاتحادات الألمانية والإسبانية والإيطالية قادرة دائماً على توظيف مواطنيها الذين فازوا ببطولات محلية فإن المسؤولين عن اللعبة الإنجليزية ليسوا في وضع يسمح لهم بفعل الشيء نفسه إذ تشير الإحصاءات إلى الحالة المزرية التي يعيشها مدربونا الإنجليز، إذ لم يفز أي مدرب إنجليزي بدوري أبطال أوروبا منذ أن فاز توني بارتون بكأس أوروبا مع أستون فيلا في عام 1982، ولم يقد أي إنجليزي فريقاً لتحقيق كأس الاتحاد الإنجليزي منذ رفعه هاري ريدناب مع بورتسموث في عام 2008، وربما الأكثر إدانة من كل ذلك أنه لم يفز أي مدير فني ولد في هذا البلد بالدوري الإنجليزي الممتاز، وكما يقول التاريخ فإن هذا أمر محرج.

ولكن من الصعب على المديرين الفنيين الإنجليز الفوز بأي شيء عندما يتم الآن توجيه جميع الأندية الكبرى في البلاد من قبل المدربين الأجانب، فمن بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، هناك ثلاثة أندية فقط يتولى تدريبها مدربون إنجليز هم إيدي هاو في نيوكاسل وغاري أونيل في ولفرهامبتون واندررز وشون ديتش في إيفرتون، وحتى هاو الذي كان المرشح الأكثر ترجيحاً، لم يتمكن من الوفاء بمتطلبات الوظيفة التي حددها الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. إذ لم يسبق له الفوز بأي شيء قط.

ومن عجيب المفارقات هنا أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عندما دعم تشكيل الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 1992، كان الغرض المعلن منه هو تعزيز مصالح المنتخبات الوطنية، وعلى رغم النجاح المذهل الذي حققته المسابقة، فقد مُحيت المفاهيم الخيرية وراء ذلك في خضم الاندفاع العالمي نحو جمع الأموال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد تدفق المستثمرون الأجانب بلا نية لتحسين التشكيلة الوطنية الإنجليزية وكانت تتمثل أولوياتهم في ملء جيوبهم، وأصبح الدوري الإنجليزي الممتاز بمثابة الدوري العالمي الذي يضم أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء العالم، تحت قيادة أفضل المدربين في العالم.

لا يعني هذا أن المدربين الأجانب في حد ذاتهم يشكلون ضرراً كبيراً على رفاهة اللعبة الإنجليزية، فقد نجح أرسين فينغر وبيب غوارديولا في تحسين المعايير الأوسع نطاقاً إلى حد كبير.

لقد تسرب نفوذهم عبر هرم كرة القدم الإنجليزية إلى الحد الذي تحاول فيه الفرق غير المحترفة الآن اللعب كما لو كانت تتدرب تحت قيادة غوارديولا، لكن تكمن المشكلة في عددهم والطريقة التي خنقوا بها القوى العاملة المحلية، ومثل السناجب الحمراء احتل الغرباء ببساطة أرض المدربين الإنجليز.

من بين عديد من المبادرات الثاقبة التي قام بها أثناء عمله في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حاول غاريث ساوثغيت تصحيح هذا الإغفال الصارخ في قلب اللعبة الإنجليزية. ففي عام 2012 وبصفته المدير الفني للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بدأ برنامج الحمض النووي الإنجليزي الذي يتخذ من "سانت جورج بارك" مقراً له، والذي تم تصميمه لتحسين المخزون الوطني من المتدربين والمدربين، وإلى حد ما نجح البرنامج على الجانب المتعلق باللعب، ولم يكن توخيل ليتولى المهمة لو لم يكن على علم بعدد اللاعبين المتميزين فنياً المتاحين له.

ولكن نطاق المدربين لم يتجسد بالطريقة نفسها، وسوف يصر البعض على أن الموهبة موجودة لكن لا يتم منحها الفرصة، وقد يكون هذا صحيحاً، نظراً إلى أنه حتى في الدرجة الثانية في إنجلترا (دوري البطولة) وهي المنافسة التي ينبغي أن تحتضن الجيل القادم من المدربين فإن اثنين فقط من مديري الأندية الخمسة الكبرى هم من الإنجليز.

المشكلة هي أن الأندية نفسها تتعاقد مع المدربين وفقاً لذات الأساس الذي يتبعه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فهي تريد فائزين أثبتوا أنفسهم بالفعل وهكذا تستمر الدورة.

هل هذا مهم؟ هل سيكون فوز مانشستر سيتي باللقب أكثر أهمية إذا كان مدربه غراهام بوتر وليس غوارديولا؟ ربما لا. ربما يكون من قبيل الخيال أن ننتقد التحول المتزايد في رياضتنا، والطريقة التي أصبحنا بها أمة من المتفرجين بدلاً من المشاركين.

إلى جانب ذلك، إذا فاز توخيل بكأس العالم مع إنجلترا في غضون عامين، فلن يشكو أحد. سنكون مشغولين للغاية باقتراح تنصيبه "السير توماس".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة