Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اغتيال رفيق الحريري إلى الواجهة من جديد

وثائقي بثت الجزء الأول منه قناة "العربية" ويعيد التركيز على تفاصيل مهمة من هذا الحدث المفصلي

شكل اغتيال الحريري الأب صدمة لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم في لبنان (ا ف ب)

ملخص

نشرت مساء أمس الجمعة قناة العربية الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "من قتل رفيق الحريري؟" وفيه أعادت تسليط الضوء على ما حدث في مرحلة ما قبل الاغتيال، أي ما قبل الـ14 من فبراير (شباط) 2005، وأبرز ما تكشف في بداية التحقيقيات من خيوط وصلت إلى عناصر وقيادات في "حزب الله"، كما تتوقف عند العلاقة "المتوترة" التي جمعت حينها رئيس الحكومة الراحل بدمشق، أي بالرئيس السوري بشار الأسد.

على رغم مرور نحو 20 عاماً على اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، فإن تبعات هذا الاغتيال "الكبير" وتأثيره لا يزالان قائمين حتى اليوم، في السياقين السياسي والأمني، واعتبر جزء كبير من المحللين أن هذا الحدث كان لحظة تاريخية في تاريخ لبنان، وأن ما بعده تغير تماماً عما كان قبله.

نشرت مساء أمس الجمعة قناة العربية الجزء الأول من الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "من قتل رفيق الحريري؟" وفيه أعادت تسليط الضوء على ما حدث في مرحلة ما قبل الاغتيال، أي ما قبل الـ14 من فبراير (شباط) 2005، وأبرز ما تكشف في بداية التحقيقيات من خيوط وصلت إلى عناصر وقيادات في "حزب الله"، كما تتوقف عند العلاقة "المتوترة" التي جمعت حينها رئيس الحكومة الراحل بدمشق، أي بالرئيس السوري بشار الأسد.

"الدماء في كل مكان"

حوّل اغتيال الحريري شوارع بيروت المحيطة بمنطقة سان جورج، تيمناً بالفندق الشهير هناك، إلى ساحة حرب مع دمار كبير في السيارات والمباني، إذ خلف الانفجار الهائل الذي نفذ باستخدام 1000 كيلوغرام من مادة "تي أن تي" حفرة بعرض 10 أمتار، ناهيك بسقوط عشرات بين قتيل وجريح، من ضمنهم رفيق الحريري وعدد من مرافقيه ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان، إذ كان موكبهم يمر في المنطقة خلال تلك اللحظة.

ويصف أحد شهود العيان في الوثائقي المشهد قائلاً "كانت الدماء في كل مكان كنا نحاول أن نفهم ما حدث، لكن لم يكن لدينا سوى ثوانٍ فقط للتصرف".

شكل اغتيال الحريري الأب صدمة لا تزال تتردد أصداؤها حتى اليوم، إذ لعب دوراً محورياً في إعادة إعمار لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990)، وبعد عملية الاغتيال بدأت مرحلة فك الألغاز للوصول إلى هوية الجهة التي خططت ونفذت عملية الاغتيال هذه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الهواتف الحمراء

يتوقف الوثائقي عند بدء فرق الأدلة الجنائية في تمشيط مسرح الحادثة بحثاً عن أي دليل يمكن أن يفسر كيفية تدبير مثل هذا الانفجار القوي في قلب العاصمة، وقد جاء الإنجاز الأول باكتشاف شظية صغيرة من شاحنة ميتسوبيشي صغيرة، وهي السيارة التي استُخدمت لنقل المتفجرات، وقد ربط هذا الدليل الحاسم لاحقًا بين الهجوم وشبكة متطورة للغاية من العملاء، ثم "ظهر" شريط فيديو أعلن فيه رجل يدعى أبو عدس مسؤوليته عن الاغتيال، لكن المحققين اعتبروا هذا الفيديو مجرد خدعة لإخفاء الحقيقة.

بعدها اكتشفت شبكة من الهواتف المحمولة، أطلق عليها في ما بعد اسم "الهواتف الحمراء" كانت هذه الهواتف تستخدم فقط للتواصل داخل مجموعة صغيرة مما أثار الشكوك الفورية، كان للهواتف هدف واحد وهو تعقب تحركات الحريري، ويتوقف الوثائقي عند قول أحد المحققين في معرض تعليقه على هذا الاكتشاف، "أدركنا أنه إذا كان هذا التحقيق سينجح في تحقيقه، كان علينا التركيز على الهواتف... وبمجرد عثورنا على الهاتف الرئيس، الهاتف الأحمر 741، أدركنا أننا كنا على شيء ما". وكشفت لاحقاً بيانات الهاتف أنه تم تعقب كل تحركات الحريري في الأشهر التي سبقت وفاته.

التحقيق الدولي الذي قامت به محكمة العدل الدولية في لاهاي توصل بعد فترة إلى اسم مصطفى بدر الدين القيادي في "حزب الله"، وهو كان في الأشهر التي سبقت اغتيال الحريري على اتصال دائم بشبكة الهاتف الأحمر، مما دفع المحققين إلى استنتاج أن الحزب لعب دوراً محورياً في عملية الاغتيال.

وقد دانت المحكمة بعد أعوام بدر الدين بتدبير عملية الاغتيال، على رغم أنه لم يمثل أمام العدالة في المحكمة، وبعد أعوام وتحديداً عام 2016 قتل في سوريا في ظروف وصفت بأنها "غامضة".

توتر العلاقة مع دمشق

يتوقف هذا الوثائقي في حلقته الأولى، من اثنتين، عند توتر علاقة الحريري السياسية مع دمشق في الأعوام التي سبقت مقتله، إذ بدأ الحريري ينأى بنفسه عن النفوذ السوري في لبنان، وبخاصة بعد اجتماع متوتر مع بشار الأسد، هدد خلاله الأخير بـ"كسر لبنان" إذا عارض الحريري خططه لتمديد ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، وهنا يعتقد المحققون أن هذا التوتر كان الدافع وراء اغتياله.

كذلك كان هناك قلق متزايد على سلامة الحريري في الأشهر التي سبقت وفاته، ويقول أحد أصدقائه "قلنا له يا رفيق، كن حذراً جداً، سيقتلونك، لكنه دائماً ما كان يتجاهل التحذيرات".

وظهرت في الجزء الأول من الوثائقي زوجة الحريري متحدثة عن اللحظات الأولى للانفجار، وتكشف عن أنها كانت في باريس، وحاولت الاتصال به على هاتفه الخاص، لكن دون جدوى، وتذكرت حينها ما قاله لها الحريري إنه في حال لم تستطع الوصول إليه في يوم من الأيام عليها أن تتصل بالرئيس الفرنسي (آنذاك) جاك شيراك، وتضيف كيف توجه شيراك بنفسه إلى منزلهم هناك وكان شكل وجهه دليلها على أن شيئاً ما حصل لرفيق الحريري.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات