Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن في إسرائيل وأونروا تطلب هدنة "ولو لساعات"

المفوض العام للوكالة يؤكد أن سكان شمال غزة ينتظرون الموت

ملخص

يلتقي بلينكن اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومسؤولين آخرين، في إطار زيارة للشرق الأوسط تستغرق أسبوعاً وتشمل أيضاً الأردن وقطر.

دعت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الثلاثاء إلى هدنة موقتة للسماح للسكان بمغادرة مناطق شمال قطاع غزة في وقت يقول مسؤولون صحيون إنهم يعانون نقص الإمدادات اللازمة لعلاج المرضى الذين جرحوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أسابيع.

وأكد المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني أن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، مشيراً إلى أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض، مضيفاً في بيان على منصة "إكس" أن "الناس في شمال غزة ينتظرون الموت فحسب... يشعرون بالنبذ وفقدان الأمل والوحدة".

وقال "أدعو إلى هدنة على الفور، حتى لو لبضع ساعات لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمناً".

بلينكن في إسرائيل

وتزامنت الدعوة مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، بحثاً عن سبل لإحياء محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، عقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار قبل نحو أسبوع.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن اليوم الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ومسؤولين آخرين، في إطار زيارة للشرق الأوسط تستغرق أسبوعاً وتشمل أيضاً الأردن وقطر.

وتطالب واشنطن بأن تسمح إسرائيل بدخول مزيد من الإمدادات الإنسانية إلى شمال غزة، وتقول إسرائيل إنها تسمح بدخول عشرات شاحنات المساعدات، فضلاً عن تسهيل وصول المساعدات جواً، لكن مسؤولي الصحة الفلسطينيين يقولون إنهم لم يتلقوا أي مساعدات.

وأفاد مسؤولون صحيون اليوم الثلاثاء بأن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 20 شخصاً، مضيفين أن جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم الإسرائيليون متناثرة على الطرق وتحت الركام وأن فرق الإنقاذ لا تستطيع الوصول إليها بسبب استمرار الضربات الجوية.

 

 

وذكر مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش، الموجود حالياً في شمال غزة، أن هناك كثيراً من الجرحى ماتوا أمامنا ولم نستطِع تقديم المساعدة لهم، مضيفاً في بيان أن "ليست لدينا أكفان للشهداء وناشدنا الأهالي بالتبرع بالأقمشة العادية".

ويقول الجيش الإسرائيلي الذي شن هجوماً ضد مسلحي "حماس" في جباليا المجاورة في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، إنه ينفذ عمليات إخلاء للناس عبر الطرق المحددة ورصد عشرات المسلحين بين المدنيين المتجهين جنوباً.

وحلقت طائرات إسرائيلية مسيّرة فوق الرؤوس، مطالبة الفلسطينيين بإخلاء المناطق المحيطة ببلدة بيت لاهيا القريبة من خط الحدود، حيث انطلق الهجوم الذي بدأ حول منطقة جباليا القريبة الواقعة باتجاه الجنوب في وقت سابق من الشهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويخشى كثيرون من الفلسطينيين أن يكون إخلاء البلدات الشمالية جزءاً من خطة إسرائيلية لتفريغ المنطقة من سكانها لإنشاء منطقة عازلة تمكن إسرائيل من السيطرة على غزة بعد الحرب. وينفي الجيش أن تكون عمليات الإخلاء جزءاً من أي خطة أوسع، قائلاً إنه ينقل الناس لعزلهم عن مقاتلي "حماس".

وذكر الجيش أن القوات هدمت أنفاقاً وغيرها من البنى التحتية في بيت لاهيا، وأوضح سكان محليون أن القتال يقتصر على ما يبدو على هجمات الكر والفر التي تشنها مجموعات صغيرة من مسلحي "حماس". ويقول أحد الفلسطينيين في المنطقة عبر تطبيق "واتساب" إنه "ليس قتالاً حقيقياً أو نزالاً متكافئاً".

وأفاد الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بأنهما هاجما قوات بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.

جودة الحياة في غزة تراجعت 70 عاماً

قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم إن الحرب في غزة دمرت الاقتصاد الفلسطيني الذي أصبح الآن أقل 35 في المئة عما كان عليه في بداية الغزو الإسرائيلي قبل عام، وأضاف أن مؤشرات جودة الحياة مثل الصحة والتعليم تراجعت 70 عاماً إلى ما كانت عليه في خمسينيات القرن الماضي.

وفي شمال غزة، روى سكان أن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفيات والمدارس وغيرها من الملاجئ التي تؤوي الأسر النازحة وأمرتهم بالمغادرة والتوجه جنوباً، وأضافوا أن القوات اعتقلت عشرات الرجال.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة اليوم إلى أن عدد قتلى الحرب الإسرائيلية في القطاع يقترب من 43 ألف شخص، وأصبحت غزة في حال من الدمار بينما نزح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ويقيم عدد كبير منهم في ملاجئ موقتة.

واندلعت الحرب الإسرائيلية بسبب الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة "حماس" اجتاحوا تجمعات سكنية قرب غزة في أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في غزة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

 

 

عواصم عربية أخرى

وبعد أن يزور إسرائيل الثلاثاء والأردن الأربعاء، سيزور بلينكن عواصم عربية أخرى في هذه الجولة الجديدة التي تستمر حتى الجمعة، بحسب ما أعلنت وزارته.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن بلينكن "سيناقش أهمية إنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني"، وأضافت أن الوزير الأميركي سيدعو إلى "حل دبلوماسي" في الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، حيث امتنعت الولايات المتحدة حتى الآن عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما سيتطرق إلى قضايا "اليوم التالي" للحرب في غزة في ما يتعلق بمسائل إعادة إعمار القطاع وحُكمه، وهي مهام يُتوقع أن تكون جسيمة، وفقاً لوزارة الخارجية.

معاناة المدنيين

في الأثناء، ناشدت رئيستا برنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشكل خاص، المساعدة في "تخفيف معاناة عدد هائل من المدنيين" في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان. وكتبت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسف" كاثرين راسل والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين في رسالة "العمل الإنساني الفعال والهادف ممكن بفضل إرادتكم والتزامكم السياسي".

ولم يرد مكتب نتنياهو، حتى الآن، على طلب للتعليق على الرسالة التي تحمل تاريخ الـ11 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري ولم يُكشف عنها قبل اليوم.

وكتبت راسل وماكين في الرسالة "إننا نناشد دعمك، بصفتك رئيساً للوزراء، لضمان وفاء حكومة إسرائيل بالتزاماتها وتعهداتها لإتاحة عمليات إغاثة طارئة تتسم بالفعالية وحماية سلامة وأمن موظفينا والمدنيين الذين يخدمونهم". وطالبت المسؤولتان جميع الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية المدنيين والخدمات المدنية الضرورية. وكتبتا، أيضاً، أن الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة "بحاجة إلى تأكيدات أمنية لا لبس فيها لضمان وجود بيئة آمنة لتنفيذ العمليات"، وبالتحديد تبسيط إجراءات تنفيذ العمليات مع الجيش الإسرائيلي.

قواعد الاشتباك

وقالت راسل وماكين "قواعد الاشتباك السارية وتنفيذها في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان لا بد من أن تعكس امتثال جيش الدفاع الإسرائيلي والتزامه احترام العمل الإنساني وحمايته وتسهيله". ووجهتا نداءً عاجلاً لإنشاء آلية إخطار فعالة بالأهداف الإنسانية وتحركات موظفي الإغاثة وإمداداتها "يعترف بها ويدعمها" الجيش الإسرائيلي، مشيرتين إلى نجاح تطبيق الهدن في مناطق محددة للسماح بتنفيذ حملة تطعيم من شلل الأطفال في قطاع غزة. وكتبت راسل ومكين "نطلب تطبيق هذا باستمرار لتسهيل العمل الإنساني على نطاق كبير"، وقالتا إن الأمم المتحدة يتعين عليها التحرك لمكافحة انهيار القانون والنظام في غزة، وطالبتا بفتح جميع المعابر وتمديد ساعات العمل وإصلاح الطرق على نحو عاجل.

وكان طلب المسؤولتين الأخير هو أن تعمل جميع الأطراف على تأمين وقف إطلاق النار في جميع أنحاء إسرائيل وقطاع غزة ولبنان، إلى جانب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين احتجزتهم "حماس" في غزة خلال العام الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط