ملخص
من بين تداعيات التغير المناخي تحول في عدد الأيام التي يمكن أن يقضيها الناس في الهواء الطلق بحيث تتقلص في بعض المناطق وتزيد في بعض المناطق الأخرى.
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في العالم، من المتوقع أن ينخفض عدد أيام السنة التي يمكن فيها للأميركيين الذين يعيشون في الولايات الجنوبية الاستمتاع بالهواء الطلق.
والحال أن التغير المناخي يؤثر بشكل كبير في العالم، بما في ذلك في درجات الحرارة، ما أدى إلى زيادة عدد الأيام الدافئة خلال السنة في بعض مناطق الولايات المتحدة، مما يسمح بممارسة المزيد من النشاطات في الهواء الطلق، في حين أن درجات الحرارة قد ارتفعت جداً في أماكن أخرى بحيث لا يمكن الاستمتاع بالخروج. لقد تمكن الباحثون أخيراً من تحديد المناطق التي تشهد تغيراً في عدد "الأيام في الهواء الطلق".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الماضي، كان يتم التعريف عن هذه الأيام على أنها تلك التي تتراوح درجات الحرارة فيها بين 50 درجة و77 درجة فهرنهايت [10 درجات و25 درجة مئوية]. يُعرف نطاق درجة الحرارة هذا باسم "المنطقة المحايدة حرارياً"، حيث لا يضطر فيها جسم الإنسان إلى الارتعاش بسبب البرد أو التعرق بسبب الحر.
في منطقة الجنوب الشرقي في الولايات المتحدة الأميركية، وبخاصة في ولاية فلوريدا، من المتوقع أن يخسر السكان ما يقرب من 23 في المئة من عدد "الأيام في الهواء الطلق" بحلول نهاية القرن، وفقاً لبحث نشره "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" يوم الثلاثاء.
وورد في بيان عن أستاذ الهندسة المدنية والبيئية الفاتح الطاهر، أحد مؤلفي البحث: "يبدو أن تغير المناخ سيكون له تأثير كبير في الجنوب الشرقي من حيث تقلص عدد الأيام في الهواء الطلق". وقد نُشر البحث في وقت سابق من هذا الشهر في مجلة "رسائل البحوث الجيوفيزيائية" Geophysical Research Letters.
وأفاد المؤلف بأن هذا التأثير يجلب "تداعيات على جودة حياة السكان، وكذلك على جذب السياح وعلى الأشخاص الذين يريدون التقاعد هناك [في الجنوب الشرقي]".
كذلك من المتوقع حدوث انخفاض كبير بنسبة 19 في المئة من عدد الأيام في الهواء الطلق في منطقتي الجنوب ووادي أوهايو. وفي المقابل، من المتوقع أن تشهد منطقة الشمال الغربي زيادة طفيفة بعدد هذه الأيام بنحو 14 في المئة. وقد قارن الباحثون نتائجهم بالبيانات السابقة التي تم تسجيلها بين عامي 1976 و2005.
وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، درس الباحثون الدكتور يونوو تشوي والدكتور محمد خليفة والدكتور الطاهر سيناريوهين مختلفين للمناخ: الأول هو سيناريو "أسوأ الأحوال"، ويفترض اتخاذ القليل من الإجراءات لمكافحة التغير المناخي. في المقابل، يفترض السيناريو الآخر بذل أقصى الجهود للحد من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة للانحباس الحراري.
وقاموا بتطبيق هذين السيناريوهين على جميع نماذج المناخ العالمية المتاحة والبالغ عددها 32 نموذجاً. ولكن أشار المؤلفون إلى أن المستقبل في الواقع قد يكمن في مكان ما بين السيناريوهين الاثنين.
كذلك قاموا بدرس الفرق بين درجات الحرارة وظروف المناخ على مدى فترات زمنية مختلفة، ووجدوا بعض الاختلافات الطفيفة في عدد "الأيام في الهواء الطلق" بين الفترة الممتدة من 1961 إلى 1990 والفترة الممتدة بين 1991 و2020. ثم قارنوا بين آخر 30 عاماً وآخر 30 عاماً من هذا القرن، ولاحظوا أن أقوى تأثير [للتغير المناخي] بحسب النماذج يسجل في الولايات الجنوبية الشرقية.
بينما قد يؤثر انخفاض عدد الأيام التي يمكن قضاؤها في الهواء الطلق في أوقات الخروج للركض أو ممارسة الرياضات في الخارج، إلا أن الانخفاض قد يكون له تأثير أكبر في السياحة المحلية. في فلوريدا، الوجهة الأولى للسياحة المحلية [الداخلية] في الولايات المتحدة، أنفق المسافرون مبلغاً قياسياً قدره 124.9 مليار دولار في الولاية. وبصورة وسطية، يسهم الزوار بمبلغ ضخم في اقتصاد فلوريدا قدره 333 مليون دولار يومياً.
وقارن المؤلفون بيانات "دائرة المتنزهات الوطنية" السياحية مع الاختلافات في الظروف المناخية.
وبحسب تشوي: "بالنظر إلى الاختلافات الموسمية، نجد ارتباطاً واضحاً بين عدد الأيام في الهواء الطلق وعدد الزوار والسياح في الولايات المتحدة".
وفي أجزاء أخرى من البلاد، لن يكون هناك تغيير كبير في العدد الإجمالي للأيام التي يمكن الاستمتاع خلالها في الهواء الطلق. ولكن، قد يتغير موعد حدوثها. فبالنسبة للعديد من الأشخاص، تقع هذه الأيام حالياً خلال فصل الصيف، ولكن من المتوقع أن يتحول ذلك نحو فصلي الربيع والخريف.
وقال الطاهر إن "ما نتحدث عنه والذي سيحدث في المستقبل [بالنسبة لمعظم أنحاء البلاد] يحدث بالفعل في فلوريدا"، مضيفاً أنه في فلوريدا "الوقت الممتع حقاً من السنة هو في فصلي الربيع والخريف، بينما فصل الصيف ليس أفضل وقت من السنة".
© The Independent