ملخص
شعرت هايلي برانت بالذنب لوفاة ابنها كايدن الذي ولد ميتاً عام 2013، لكن تحقيقاً لاحقاً وجد أخطاء مرتكبة من طرف المستشفى الذي اعترف بالمسؤولية عن الوفاة
على مر عقد بعد وفاة ابنها كايدن الذي ولد ميتاً، شعرت هايلي برانت بالذنب لوفاته.
وأدى "الحزن العميق" الناتج من اعتقاد هايلي بأنها مسؤولة عن وفاة طفلها إلى تدهور صحتها العقلية والنفسية لدرجة أنها أقدمت على عدة محاولات للانتحار، وتسبب لها ذلك بقلق شديد أثناء فترات الحمل اللاحقة.
ولكن أخيراً، أقرت مستشفيات نوتنغهام الجامعية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن وفاة كايدن عام 2013 حصلت نتيجة أخطاء ارتكبتها المؤسسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعد السيدة برانت 27 سنة واحدة من نحو 2000 عائلة ستخضع جودة خدمات رعاية الأمومة التي حصلت عليها للتدقيق في إطار تحقيق بقيادة خبيرة الأمومة دونا أوكندن. وكان ساجد جاويد الذي شغل منصب وزير الصحة والرعاية الاجتماعية آنذاك فتح تحقيقاً بعد أن كشفت "اندبندنت" عام 2021 أن عشرات الأطفال والأمهات تعرضوا للأذى نتيجة الرعاية الصحية السيئة للخدمات التي تقدمها الخدمات الصحية الوطنية.
وتخضع الهيئة أيضاً لتحقيق جنائي في نقاط الخلل المزعومة في رعاية الأمومة التي تقدمها.
وفي حديث مع "اندبندنت" قالت هايلي التي أصبحت منذ ذلك الحين أماً لثلاثة أطفال إضافيين إنه بعد جنازة كايدن بوقت قصير أخبرها طبيب في المستشفى بأن وفاته ناجمة عن "خلل" في المشيمة. وأضافت "أدى هذا الأمر إلى إلقائي باللوم على نفسي وعلى جسمي بسبب ما حصل له. وتسبب الحزن الشديد على فقدان كايدن والذنب الذي شعرت به في تدهور صحتي العقلية والنفسية. وبدأت أعاني كوابيس مرعبة متعلقة بكايدن وعملية ولادته وما زال ذلك مستمراً حتى اليوم. وأصبحت محبطة للغاية لدرجة أنني أقدمت على عدة محاولات للانتحار. رزقت بأولاد آخرين منذ وفاة كايدن وخلال فترات حملي عانيت القلق والخوف من أن يكرر التاريخ نفسه".
وخلال يناير (كانون الثاني) 2013، وعندما كانت تبلغ 15 سنة فحسب، أخبرت هايلي طاقم العمل في مستشفى نوتنغهام الجامعي أنها تشعر بانخفاض في حركات الجنين ولكن قيل لها إنه لا داعي للقلق.
وبعد مرور شهر بدأ النزف الذي انتهى بدخولها المستشفى حيث مكثت ليلتين، ولكن طاقم العمل أعطاها تطمينات بأن الأمور كافة على ما يرام في ما يتعلق بصحة الطفل.
وعبرت عن مخاوفها بسبب فقدان حركة الجنين لمرتين ثانية وثالثة خلال مارس (آذار) وأبريل (نيسان) من العام نفسه، ولكنهم أرسلوها مجدداً إلى المنزل مع تطمينات بأن طفلها ليس بخطر.
وأخبرت "اندبندنت" أنها خلال ذلك الوقت شعرت بأن القابلات القانونيات والأطباء تجاهلوا مخاوفها بسبب صغر سنها.
وقبل أسبوع واحد من موعد الولادة حضرت هايلي إلى المستشفى مجدداً وهي تشعر بالمخاوف نفسها ولكن أرسلت إلى المنزل للمرة الرابعة بعد خضوعها لتخطيط قلب.
وخلال الـ24 من أبريل 2013 وبعد خضوعها لفحص النمو الذي كان مقرراً في وقت سابق قال الأطباء لهايلي إن كايدن توفي، وإنه يتحتم عليها أن تلد الجنين.
وخلال ديسمبر 2022 وبعد تعيين السيدة أوكندن لترؤس التحقيق المتعلق بالولادة، تلقت برانت رسالة مفادها أنه سيتم إدراج حالة وفاة كايدن في التحقيق.
وبعد أن رفعت دعوى قضائية من طريق شركة المحاماة "لاي داي" Leigh Day تبين أن هيئة الخدمات الصحية لم تفشل في اتباع الإرشادات المتعلقة بانخفاض حركات الجنين فحسب، بل أجرت تحقيقاً في ولادة كايدن ميتاً من دون إعلام هايلي أو ذويها. ولم يشر ذلك التحقيق إلى أية إخفاقات صادرة عن المستشفى.
ولكن بعد بدء التحقيق، قامت الهيئة بمراجعة قضيتها ووجدت أنه لو خضعت هايلي لتحفيز المخاض في وقت مبكر لكان من الممكن تجنب وفاة كايدن.
وتابعت برانت في حديثها للـ"اندبندنت"، "عندما سمعت أن المستشفى اعترف بمسؤوليته عن وفاة كايدن شعرت بحزن شديد. كانت الحياة صعبة بصورة لا تصدق خلال العقد الماضي، وكثير مما مررت به ينبع من الصدمة والحزن لفقدان طفلي عندما كنت صغيرة جداً. لو كنت أعلم أنه كان بالإمكان تجنب وفاته خلال ذلك الوقت، لما قضيت الأعوام العشرة الماضية ألوم نفسي على ما حدث".
وفي هذا السياق، قال المحامي آدم لامب من شركة "لاي داي" والذي يمثل هايلي "كان من الممكن تجنب فقدان الطفل كايدن حتماً وكان لذلك تأثير مدمر على حياة موكلتي. وكانت هايلي معرضة للخطر بالفعل وعدت من الحالات العالية الخطورة بسبب صغر سنها، لكن الموظفين تجاهلوا مخاوفها. وتوفي الطفل كايدن عام 2013 ولم يتم إبلاغ هايلي بإجراء تحقيق مستقل في رعاية الأمومة التي قدمت لها وولادة كايدن ميتاً إلا في أواخر عام 2022. يسعدنا أن المستشفى التابع لهيئة الخدمات أقر بمسؤوليته عن ولادة كايدن ميتاً ونتطلع إلى العمل معه لإغلاق القضية".
وأضاف قائلاً "في حين أن لا شيء بوسعه أن يعوض حقاً ما مرت به هايلي، فإننا نأمل في أن يسهم هذا الاعتراف من جانب المستشفى في تخفيف اللوم الذي ألقته على نفسها خلال الأعوام التي تلت وفاة كايدن الحزينة".
وفي إطار متصل قالت كبيرة الممرضات في مستشفى نوتنغهام الجامعي تريسي بيلشر "أود أن أعتذر لهايلي عن الأخطاء المرتكبة أثناء ولادة طفلها، ولعدم مشاركة تفاصيل التحقيق اللاحق في وفاته معها خلال ذلك الوقت".
وأكدت أن إدارة المستشفى ملتزمة إجراء التحسينات وأن العائلات تحصل الآن على معلومات حول سير التحقيق.
© The Independent