Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني مقتل والي العراق في "داعش"؟

مراقبون يشيدون بـ"العملية النوعية" وبقدرة قوات الأمن على الوصول إلى أصعب المناطق وعورة ويؤكدون أن التنظيم يحتضر

القوات العراقية تواصل مطاردة ما تبقى من فلول تنظيم "داعش" (رويترز)

ملخص

تأتي هذه العملية بعد عملية الأسود التي حصلت في أواخر أغسطس الماضي، حيث تمت تصفية قيادات كبيرة تابعة للتنظيم من ضمنهم مسؤول العمليات، وغيره من القيادات المهمة الذين كانوا ينشطون في صحراء الأنبار.

أعلن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني الثلاثاء الماضي مقتل والي العراق في "داعش" وثمانية من كبار قيادات التنظيم المتشدد في جبال حمرين بمحافظة صلاح الدين، وهو ما عده متخصصون في الشأن المحلي إنجازاً أمنياً كبيراً ونوعياً وفيه رسائل مهمة على انهيار عصابات "داعش"، وقدرة القطاعات الأمنية في مسك زمام المبادرة.

وكتب السوداني في منشور له على منصة "إكس"، "نؤكد أنه لا مكان للإرهابيين في العراق، وسنلاحقهم إلى مخابئهم ونقضي عليهم، حتى تتطهر أرض العراق منهم ومن أفعالهم الآثمة".

ووفقاً للسوداني فإن هذه العملية "البطولية النوعية" نفذها جهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني، وبإشراف العمليات المشتركة، التي استهدفت "جحور الإرهاب المختبئين بها".

من جهتها قالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن العملية جرت "بإسناد فني وتبادل للمعلومات الاستخباراتية الدقيقة من قبل قوات التحالف الدولي فجر الثلاثاء"، مبينا أنه "تم قتل تسعة إرهابيين من بينهم ما يسمى والي العراق المجرم المدعو (جاسم المزروعي أبو عبدالقادر) وقادة آخرين من الخط الأول لـ(داعش) سيتم الإعلان عن أسمائهم والتفاصيل لاحقاً بعد إجراء عملية الفحص الدقيق DNA".

وذكر البيان أنه "تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات في ثماني مضافات كانت تستخدم من قبل هذه العصابات المنهزمة"، مضيفاً أن "القوة تمكنت من تدميرها بالكامل، كما تم تدمير ورشة كبيرة للتفخيخ وصناعة العبوات الناسفة"، مؤكداً أن العملية ما زالت مستمرة.

تفاصيل جديدة

كشف نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي عن تفاصيل جديدة لعملية قتل من يسمى "والي العراق" لدى "عصابات داعش الإرهابية"، مؤكداً أن "(داعش) في انهيار حقيقي ولا توجد قيادات إرهابية في العراق".

المحمداوي ذكر في تصريح صحافي أن "هذه العملية الكبيرة خطط لها منذ أربعة أشهر، وهي عملية نوعية استخباراتية كبيرة من قبل جهازي مكافحة الإرهاب والأمن الوطني وبإشراف وتخطيط قيادة العمليات المشتركة وبتوجيه مستمر ومتابعة من قبل القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني من خلال أكثر من لقاء وطيلة ثلاثة أشهر، والغاية منها مطاردة ما تبقى من قادة (داعش) وعناصره المهمة في الأماكن المعقدة جغرافياً مثل جبال حمرين التي تعدها العصابات الإرهابية ملاذاً آمناً، لأنها بعيدة من الأعين ومن الصعب الوصول إليها". وأضاف أن "هذه العملية نوعية بكل المقاييس على مستوى انهيار (داعش) الإرهابي وقتل قياداته، وكذلك على مستوى الوصول لأي بقعة في العراق ومطاردة الإرهابيين أينما كانوا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المحمداوي ذكر أن "العملية تحمل رسالة بقدرة القطاعات على مسك زمام الأمور ومواجهة التحديات القادمة والاندفاع والتجربة الكبيرة التي اكتسبتها القطاعات البطلة"، وتابع "أسفرت العملية عن تدمير معامل للتفخيخ وتدمير كل البنى التحتية الخاصة بالدعم اللوجيستي والمواد الفنية والاتصالات والعتاد والأسلحة في الموقع الذي كان أشبه بمقر خاص لمن يسمى (والي العراق) المدعو (جاسم المزروعي) وثمانية من القيادات الإرهابية من الخط الأول، والآن يجري العمل للفحص والتأكد من أسمائهم".

ولفت إلى أن "‏داعش خلال الأشهر الأخيرة تلقى تقريباً 10 ضربات موجعة قتل خلالها عديد من الإرهابيين بينهم قيادات في الصف الأول، وما تبقى من القيادات حاولت أن تختبئ في جبال حمرين"، مؤكداً أن "‏التنظيم فقد قياداته وعناصره ويفقد أي مكان أو مأوى للجوء إليه وهو في حالة انهيار حقيقي ولا يوجد أي مفرزة أو قيادات إرهابية في العراق".

عملية مفصلية

من جهته أشار المتخصص في الشأن الأمني والاستراتيجي عماد علو إلى أن هذه العملية مهمة ومفصلية، وستؤثر في القدرات القتالية في التنظيم خصوصاً في سلسلة جبال حمرين وامتداداً إلى جنوب غربي كركوك وادي الزيتون والخناجر. وتابع، "تأتي هذه العملية بعد عملية الأسود التي حصلت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، حيث تمت تصفية قيادات كبيرة تابعة للتنظيم من ضمنهم مسؤول العمليات، وغيره من القيادات المهمة الذين كانوا ينشطون في صحراء الأنبار".

وزاد، "كل ذلك بالتأكيد سيربك خطط التنظيم ويضعف من قدراته القتالية، وهذه العملية تعطي رسائل حقيقية بأن قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة التحدي الإرهابي وملاحقته وتصفية عناصره في الساحة العراقية، وكذلك دليل على أن التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية العراقية وأجهزة الاستخبارات والاستطلاع إلى جانب قوات التحالف باتت تأتي بنتائج كبيرة من خلال العمليات الخاصة".

خطوة مهمة

إلى ذلك وصف الباحث في الشأن العراقي، خالد العرداوي مقتل والي العراق وعدد من كبار قادة "داعش" في العراق بـ"خطوة مهمة في طريق تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية على اختراق التنظيمات الإرهابية استخبارياً وتحييدها استباقياً، ومنعها من إعادة بناء نفسها وتهديدها لسلامة وأمن العراق وشعبه".

ودعا العرداوي القوات العراقية إلى عدم التوقف عند هذا الحد، على اعتبار أن "منع التنظيمات الإرهابية من التقاط أنفاسها تحت وطأة الضربات استراتيجية مطلوبة، إلى حين إنهاء وجودها تماماً، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تجفيف المنابع الممولة لها مالياً وبشرياً، ومعالجة جميع الأسباب التي قد تقف وراء ذلك".

بدوره أكد الباحث السياسي مجاشع التميمي أن مقتل والي العراق وثمانية من كبار قادة تنظيم "داعش" يعد منجزاً كبيراً تم بعملية نوعية في جبال حمرين شمال بغداد، حيث يعد أبو عبدالقادر عبدالكريم المزروعي من المطلوبين الأخطر لاتهامه بقتل عديد من المواطنين وقوات الأمن.

وزاد أن المزروعي من أخطر الإرهابيين حيث ولد في قرية المزاريا بناحية يثرب بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، وعملية قتله تمثل نقلة نوعية في سير العمليات بسلسلة جبال حمرين، وبالتحديد المكان الذي تم قتله فيه مقابل حقول علاس النفطية قرب محافظة كركوك.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات