Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنتهي الحال بـ"حزب الله" إلى التخلي عن سلاحه؟

يقول مصدر مطلع على تطورات الميدان إن القوات الإسرائيلية لم تتمكن حتى الآن من الاستقرار في أي عمق وصلت إليه

يؤكد "حزب الله" أن قدراته بخير ويواصل غاراته على إسرائيل (أ ب)

ملخص

بعد اغتيال حسن نصرالله تتولى قيادة جماعية إدارة الحزب، وفق ما أعلن نائب الأمين العام نعيم قاسم، بينما يكرر مسؤولون لبنانيون بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الاتصالات مقطوعة مع الحزب منذ أسابيع.

يشكل اغتيال حسن نصرالله الذي كان محاطاً بهالة من القدسية بين أتباعه "نهاية حقبة" في تاريخ "حزب الله" الذي بات، نتيجة تراجع قدراته، في مواجهة جديدة حول ترسانته العسكرية ودوره السياسي في المرحلة المقبلة.

وعلى رغم أن المناطق التي تشكل معقلاً وبيئة حاضنة للحزب تتعرض لقصف إسرائيلي يومي عنيف ومدمر، فلا يزال "حزب الله" قادراً على الرد بقصف عمق إسرائيل، بينما فوض في الوقت نفسه حليفه الشيعي نبيه بري رئيس البرلمان، بالتفاوض لوقف إطلاق نار يبدو مصيرياً بالنسبة إليه.

على مدى عام تبادل "حزب الله" القصف مع إسرائيل عبر الحدود اللبنانية، في إطار "جبهة إسناد" لحليفته حركة "حماس" في قطاع غزة، لكن التصعيد تحول منذ شهر إلى مواجهة مفتوحة، مع استهداف إسرائيل نخبة من قادة الحزب على رأسهم الأمين العام حسن نصرالله وتكثيفها الغارات الجوية على معاقله وقيامها بتوغل بري في جنوب لبنان.

ويقول الباحث في مؤسسة "سانتشوري" للأبحاث سام هيلر لوكالة الصحافة الفرنسية إن مقتل نصرالله "يشكل نهاية حقبة، فقد كان يتمتع بكاريزما شخصية كبيرة كقائد، وكان صانع القرار الأول في الحزب" عدا عن المكانة التي بناها "في لبنان والمنطقة".

ويضيف "من المؤكد أن خسارة نصرالله بعد عقود من قيادته الحزب ستشكل تحولاً" في مسار الحزب.

وقتل نصرالله في سلسلة غارات جوية عنيفة في الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي على ضاحية بيروت الجنوبية. ومثل نصرالله منذ توليه قيادة الحزب عام 1992، رأس حربة في مواجهة إسرائيل التي خاض ضدها منازلات عدة.

واتخذت المواجهة بين الطرفين منحى تصعيدياً بدءاً من الـ17 من سبتمبر، بعد تفجير آلاف أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر "حزب الله" على دفعتين، في عملية غير مسبوقة نسبت إلى إسرائيل، وأوقعت 39 قتيلاً ونحو 3 آلاف جريح، ثم استهداف اجتماع لقادة قوة النخبة في الحزب أسفر عن مقتل 16 منهم في الأقل بينهم قائد "قوة الرضوان" إبراهيم عقيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الـ23 من سبتمبر كثفت إسرائيل غاراتها على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه، إذ إن هناك وجوداً بارزاً ونفوذاً لـ"حزب الله"، محدثة دماراً هائلاً وسُويت أبنية بالأرض. ومنذ ذلك الحين يعيش اللبنانيون على وقع إنذارات إخلاء إسرائيلية تسبق ضربات جديدة، ويحبسون أنفاسهم عند مشاهدة كتل نار ضخمة تنير ضاحية العاصمة المظلمة ويتردد صداها خارج بيروت.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية خلال نحو شهر عن مقتل 1580 شخصاً في الأقل.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه دمر بنى تحتية ومؤسسات مالية ومستودعات ومصانع أسلحة لـ"حزب الله".

بعد اغتيال نصرالله لم ينتخب مجلس الشورى التابع للحزب خلفاً له. وأكد الحزب الأربعاء مقتل رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، الذي كان المرشح المحتمل لخلافة نصرالله في غارات إسرائيلية في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وتتولى قيادة جماعية إدارة الحزب، وفق ما أعلن نائب الأمين العام نعيم قاسم، بينما يكرر مسؤولون لبنانيون بينهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الاتصالات مقطوعة مع الحزب منذ أسابيع.

لكن قاسم قال إن "الأخ الأكبر" نبيه بري يتكلم باسم الحزب. ونقلت تقارير صحافية في لبنان عن بري موافقته أخيراً على وقف لإطلاق النار في لبنان، علماً أن "حزب الله" ربط حتى الآن أي وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بوقف مماثل في قطاع غزة.

 

وعلى رغم المؤشرات الواضحة على أن الحرب الإسرائيلية المدمرة أضعفت "حزب الله"، فلا يزال مقاتلو الحزب يطلقون يومياً عشرات الصواريخ على إسرائيل، ويصل بعضها إلى حيفا وضواحي تل أبيب. كما تبنى الحزب إطلاق مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا.

ويؤكد "حزب الله" أن قدراته "بخير"، وأن الجيش الإسرائيلي "لم يتمكن من إحكام سيطرته بصورة كاملة" على أي من البلدات الحدودية اللبنانية.

ويقول مصدر مقرب من الحزب مطلع على تطورات الميدان لوكالة الصحافة الفرنسية "القوات الإسرائيلية لم تتمكن حتى الآن من الاستقرار في أي عمق وصلت إليه"، إذ "تواجه مقاومة شرسة جداً وتضطر إلى التراجع تحت وقع ضربات" الحزب، علماً أن "أقصى عمق وصلت إليه يقدر بنحو كيلومترين".

ويستفيد مقاتلو "حزب الله"، وفق المصدر، من درايتهم التامة بالقرى التي يقاتلون فيها، ومعرفتهم "بأشجارها وصخورها للاختباء والاحتماء من نيران" إسرائيل.

وفتح إضعاف الحزب الذي يمسك منذ سنوات طويلة بالقرار السياسي اللبناني، الباب أمام حملة انتقادات على ألسنة معارضيه الذين يعدون أنه جر لبنان إلى حرب لا تريدها شريحة واسعة من اللبنانيين.

ويقول مهندس المعلوماتية إيلي جبور (27 سنة) "لا يمكن أن تنتهي الحرب قبل نزع سلاح ’حزب الله‘". ويضيف "عندما يحصل ذلك، يمكنه أن ينخرط في مؤسسات الدولة بوصفه حزباً سياسياً فقط لا غير".

وتضغط قوى سياسية داخلية وخارجية باتجاه تطبيق قرارات دولية بينها 1701 و1559 التي تنص على بسط الدولة سيطرتها على كامل أراضيها بما فيها جنوب لبنان وحصر السلاح في يد الجيش اللبناني.

كما تطالب بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، المنصب الشاغر منذ عامين. ويتهم محللون ومسؤولون "حزب الله" بعرقلة انتخاب رئيس، لعدم تمكنه من فرض مرشحه.

و"حزب الله" هو التشكيل الوحيد في لبنان الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، بحجة "مقاومة إسرائيل". ويملك ترسانة من الأسلحة أضخم من ترسانة الجيش اللبناني، بحسب خبراء.

ودعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الشهر الجاري إلى "انتخاب رئيس يتعهد بعدم ترك أي تنظيم أو سلاح خارج إطار الدولة".

في باريس، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس إن السلاح ينبغي أن يكون "بيد" الجيش والدولة في لبنان.

ويقول هيلر "ما سينهي الحرب يجري التفاوض عليه حالياً، سواء على المستوى الدبلوماسي... أو على أرض المعركة أيضاً"، لكنه حذر من أن محاولات "تهميش ’حزب الله‘ سياسياً" بضغط من قوى خارجية بينها واشنطن قد يؤدي إلى "صراع داخل لبنان وستكون له نتائج سلبية".

ويضيف "الأرجح أنه سيتعين على ’حزب الله‘ إما التكيف مع ترتيب تفاوضي جديد أو مع الظروف الموجودة في الميدان (...) لكن لا أعتقد أنه من المحتمل أن يتخلى تماماً عن سلاحه".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات