Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التحالف بين موسكو وبيونغ يانغ لا يثير مخاوف من صدام عسكري دولي

يرى باحثون أنه لا توجد لعبة تحالفات بين القوى الكبرى مثلما كانت الحال عشية الحرب العالمية الأولى

متطوع أميركي للقتال في صفوف القوات الأوكرانية يرفع علم بلاده على الخطوط الأمامية في خاركيف، السبت 26 أكتوبر الحالي (أ ب)

ملخص

أكدت كوريا الشمالية أن أي نشر لقواتها في روسيا سيكون "متوافقاً" مع القانون الدولي، من دون أن تؤكد أو تنفي وجود جنودها، مما نددت به الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الأيام الأخيرة.

استبعد خبراء في تصريحات إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن يؤدي إبرام اتفاق دفاعي بين موسكو وبيونغ يانغ واحتمال نشر نحو عشرة آلاف جندي كوري شمالي في أوكرانيا إلى تصعيد عسكري فوري على المستوى العالمي.
لكن تطبيق هذه "الشراكة الاستراتيجية" قد يؤثر في الاستقرار الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع ظهور مواجهة مفتوحة على نحو متزايد مع الغرب.
ووفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سيدخل جنود كوريون شماليون في قتال قواته اعتباراً من غدٍ الأحد، مما يثير مخاوف من "تصعيد" جديد في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ 32 شهراً.
وأكدت كوريا الشمالية من جانبها أن أي نشر لقواتها في روسيا سيكون "متوافقاً" مع القانون الدولي، من دون أن تؤكد أو تنفي وجود جنودها، مما نددت به الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في الأيام الأخيرة.

"ديكتاتورية صغيرة"

ويقول المتخصص في شؤون الكوريتين باسكان دايز-بيرغون "لا أرى كيف يمكن أن يؤدي هذا إلى تصعيد الحرب العالمية"، موضحاً أن "كوريا الشمالية ليست سوى ديكتاتورية صغيرة لا تمثل أي تهديد حقيقي للسلام العالمي" وموازنتها العسكرية أقل بكثير "من موازنة كوريا الجنوبية".
وتقول ماري دومولين من المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنه في ساحة المعركة، لن يحدث إرسال جنود كوريين شماليين ذوي خبرة قليلة إلى أراضٍ أجنبية، "فارقاً كبير من وجهة نظر عملياتية".
واعتبرت نائبة مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية  (FRS) المتخصصة في سياسات الأمن والدفاع الروسية إيزابيل فاكون أنه "في الوقت الحالي، ليس واضحاً عدد القوات الكورية الشمالية التي أُرسلت إلى روسيا، كما أن مهمتهم ليست واضحة".

لا تحالف بين قوى كبرى

وبعيداً من دخول بيونغ يانغ في أوكرانيا، يشكك كثير من الخبراء في قيام قوات عسكرية ذات ثقل مثل الصين وإيران بخوض "حرب" مباشرة على هذه الجبهة، وهو احتمال يثير مخاوف من اندلاع تصعيد عالمي. لكن بالنسبة إلى دايز-بيرغون فإنه "لا توجد لعبة تحالف بين قوى عظمى كما كانت الحال قبل الحرب العالمية الأولى".
وتابع أنه "بالنسبة إلى الصين، فإن الأولوية هي تايوان. هي تدعم الحرب في أوكرانيا، لكنها ليست من أولوياتها وبالنسبة إلى إيران، الأولوية هي الشرق الأوسط".
في المقابل، تقدر الباحثة في مركز "كارنيغي" دارسي دراودت فيخاريس بأن الخبرة القتالية التي قد تكتسبها بيونغ يانغ في أوكرانيا وإمكان "اختبار منظومات أسلحتها المتقدمة" يمكن أن يؤديا إلى "تعديل جذري في التوازن الأمني في شبه الجزيرة الكورية".
وتقول دومولين إنه بإمكان روسيا تفعيل "بند التضامن" مع كوريا الشمالية، مما يعني أن بيونغ يانغ "يمكن أن تحظى بدعم روسي في حال تزايد التوترات مع كوريا الجنوبية"، غريمتها التاريخية المدعومة من الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حرب باردة جديدة

ويشير الخبراء إلى أن هذه الشراكة بين موسكو وبيونغ يانغ وسيلة أيضاً لإظهار أن البلدين ليسا معزولين، إذ يعرب الباحث في معهد "بروكينغز" أندرو يو عن اعتقاده بأن "موسكو مستعدة لمواصلة سياسة الكتل وقبول فكرة حرب باردة جديدة" تتمثل في "جمع دول عدم الانحياز أو المناهضة للامبريالية" في مواجهة الغرب.
وتضيف إيزابيل فاكون أنه "من الممكن إقامة تعاون ثلاثي في مجال التقنيات العسكرية بين روسيا والصين وإيران".
ويبقى موقف الصين، الداعم الأساسي للنظام في كوريا الشمالية، من تقاربها مع روسيا، موضع تساؤل.
وبينما تبدي بكين موقفاً محايداً حالياً، تقول إيزابيل فاكون إن "الصين راضية عن هذه التطورات، مع فكرة وجود مركز للاتفاقات الأمنية العسكرية التي يتم إبرامها في آسيا".
ويرى أندرو يو من جهته أن بكين يبدو أنها "تخشى أن تؤدي تصرفات كوريا الشمالية إلى إضعاف نفوذها" لدى بيونغ يانغ، و"توفير حجة إضافية للولايات المتحدة لتعزيز التحالفات بين حلف شمال الأطلسي وأميركا واليابان وكوريا الجنوبية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير