Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا صفقة تبادل للأسرى في الطريق بين غزة وإسرائيل

تعرف "حماس" أن نتنياهو يراوغ ويؤكد المراقبون أن تل أبيب تريد أن تعرف من الذي يتخذ القرارات في الحركة

لم تعد لدى "حماس" ورقة قوة سوى الرهائن لذلك فقد تقبل الحركة بأفكار الصفقة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

على رغم أن إسرائيل ذهبت لقمة الدوحة لكنها لم تصل إلى صفقة في شأن غزة، إذ توجهت لهدف واحد وهو أن تعرف من يدير "حماس" بعد غياب يحيى السنوار وكيف يبدو موقف الحركة؟

بصورة صريحة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بدأت نهاية حرب غزة"، وبعدها أيد برفقة أعضاء المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" بحث صفقة تبادل مع "حماس"، ثم أصدر تعليماته لرئيس "الموساد" دافيد برنياع بالتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث خيارات تحرير الرهائن، فهل هذا يعني أننا أمام صفقة تبادل ووقف لحرب القطاع؟

في زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استئناف المفاوضات في شأن صفقة تبادل رهائن بين حركة "حماس" وإسرائيل، وعلى رغم ذلك لم يتطرّق بالمطلق لوقف حرب القطاع، وطلب من الوسطاء في مصر وقطر عقد قمة مع الأطراف المعنية حول ذلك.

 

أفكار ثلاث

بعد جمود استمر مدة شهرين في محادثات ملف غزة، اجتمع مدير المخابرات الأميركية ورئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية والوسيط القطري في الدوحة لمناقشة الأفكار المطروحة في شأن صفقة تبادل الرهائن، على أن ينضم لاحقاً الوفد المفاوض المصري وممثلو حركة "حماس".

بحسب معلومات حصلت عليها "اندبندنت عربية" فإن عدم حضور "حماس" مبرّر، إذ عقد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اجتماعاً مع أعضاء المكتب السياسي للحركة وفهم وجهة نظرهم، كما أن وفداً من الحركة زار مصر والتقى مع رئيس المخابرات حسن رشاد في القاهرة ونقلوا إليه أفكارهم.

ووفقاً لمعلومات "اندبندنت عربية" فإن المجتمعين في الدوحة ناقشوا ثلاث أفكار، الأولى عرض الرئيس الأميركي جو بايدن حول وقف الحرب في غزة وإمكانية تطبيقه في الوقت الحالي، والثانية مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التي تنص على إيقاف إطلاق النار لمدة يومين وتبادل أربع رهائن إسرائيليين في مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وخلال 10 أيام يتم التفاوض على وقف كامل للحرب، أما الفكرة الثالثة فهي عرض "حماس" بالذهاب إلى صفقة شاملة من جميع النواحي.

نتنياهو متعنّت

لم يحرز المجتمعون أي تقدم في المحادثات، إذ تفيد هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" بأن رئيس "الموساد" الذي زار الدوحة لم يحصل على التفويض والصلاحيات التي تمكّنه من التوصل إلى اتفاق في مفاوضات الدوحة.

وتؤكد "كان" أن إسرائيل لا تظهر أي استعداد لأن تكون مرنة في المفاوضات، وبسبب ذلك ساد تشاؤم في تل أبيب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، وما خلق هذه الحالة أيضاً هو أن نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رفضوا المقترحات الثلاثة التي تمت مناقشتها، بما في ذلك مبادرة الرئيس المصري.

وعقب القمة في الدوحة، ظهر نتنياهو وكأنه يرفض كل المقترحات، إذ كرر قوله "أدعو كل من يحتجز رهائننا إلى أن يلقي سلاحه ويعيد، سوف نسمح له بالخروج والعيش".

لكن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي أغضب وزير دفاعه يوآف غالانت الذي رأى أن العرض المصري جيد، وقال "يجب تقديم تنازلات مؤلمة لتأمين استعادة الرهائن، والعمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حماس": نعرف أن نتنياهو مراوغ

وسط هذا التناقض بين تأكيد نتنياهو بداية نهاية حرب القطاع وسماحه لفريق بلاده في زيارة الدوحة، وبعدها رفضه الأفكار المطروحة في شأن صفقة تبادل الرهائن، هل يمكن أن يكون هناك أفق للوصول إلى اتفاق بين "حماس" وإسرائيل؟

تشير توقعات المراقبين السياسيين إلى أن نتنياهو لن يقبل أية صفقة مع "حماس" حتى لو قدمت الحركة تنازلات كبيرة، من دون اتضاح صورة نتائج الانتخابات الأميركية التي ستعقد بعد أيام، لكن هذا رأي محللين، فماذا عن "حماس"؟

يقول القيادي في حركة "حماس" تيسير سليمان "نطلب انسحاباً كاملاً لإسرائيل من قطاع غزة ووقفاً نهائياً للحرب، ونعرف أن نتنياهو بطبعه مراوغ ويميل للتأجيل والانتقال للمرحلة التالية، وهذا ينطبق على المفاوضات"، ويضيف "’حماس‘ تعرف أن إسرائيل غير جاهزة لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، ووسط ذلك فإن حركتنا لديها خطوط خمسة رئيسة، إطلاق النار وصفقة تبادل وإدخال مساعدات وعودة النازحين والحديث عن فكّ الحصار عن غزة وإعادة إعمار القطاع"، ويوضح سليمان أن "حماس" تفهم أن الظروف الدولية والإقليمية وبخاصة في ظل جو الانتخابات الأميركية، تدفع إسرائيل إلى المراوغة في محاولة لكسب أمور مثل صفقات جزئية، ووقف إطلاق نار جزئي، لذلك فإن الحركة تعتقد أن نتنياهو غير جاهز.

وعن تغيير موقف "حماس" عقب قتل رئيسها يحيى السنوار يؤكد سليمان أن هذا حديث سطحي، وأن هناك قيادة في الحركة تديرها بصورة جيدة، لافتاً إلى أنهم يسعون إلى وقف الحرب لكن نتنياهو الذي يعرقل ويرفض، ويستشهد على ذلك قائلاً "زرنا روسيا وطلبنا منهم إلى جانب الصين والجزائر العمل على وقف الحرب".

لإسرائيل هدف

وهناك جانب عسكري للصفقة، يقول أستاذ العلوم الأمنية اللواء رياض حلس "هذه الجولة تفتقر للتحضير الكافي ولم يتمّ خلالها طرح أي مقترحات جديدة بل هي تكرار لما سبق ورفضته كل من ’حماس‘ وإسرائيل، المدخلات الحالية لا تتيح فرصة حقيقية للتوصل إلى هدنة، إذ بات المشهد أكثر تعقيداً بسبب متغيرات مختلفة مثل اغتيال السنوار"، ويضيف "’حماس‘ وصلت إلى حالة اقتنعت فيها أن المكابرة لم تعد تجدي وأن الحرب يجب أن تتوقف، لكنها تبحث عن صفقة تحافظ بها على أقل القليل من وجودها، لذلك ذهبت إلى روسيا وزار وفد روسي للمرة الأولى، إسرائيل للتدخل المباشر"، ويوضح حلس "لنكن واقعيين لم يعد لدى ’حماس‘ ورقة تلعب بها سوى ورقة الأسرى ومن يرى غير ذلك أعمى، فلا صواريخ تهدد بها ولا بنى عسكرية كما كانت، لذلك فقد تقبل الحركة بالأفكار، ولكن عليها أن تنقذ غزة من الجحيم وتكون بعيدة من إدارة القطاع، وبعد ذلك سيوافق نتنياهو لا محال على أية صفقة"، لكن حلس يرجح في الوقت عينه أن أية صفقة في هذا الوقت لا تخدم نتنياهو وبخاصة أنها قبل الانتخابات الأميركية.

أما هدف المحادثات الحالية فإن حلس يؤكد أن إسرائيل تريد فهم من الذي يتخذ القرارات في "حماس" بعد اغتيال السنوار لتعرف كيف تفكر الحركة فقط.

المزيد من الشرق الأوسط