الذهب قرب ذروة قياسية وسط مخاوف إزاء الانتخابات الأميركية

حومت أسعار الذهب قرب مستويات مرتفعة قياسية اليوم الثلاثاء بدعم من حالة الغموض المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية مهمة للحصول على مؤشرات إلى مسار أسعار الفائدة الذي سيتبعه مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

ارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 2753 دولاراً للأوقية (الأونصة)، وهو ما يقارب أعلى مستوى قياسي لها عند 2758.37 دولار للأوقية الذي سجلته الأربعاء الماضي، وزادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المئة إلى 2765.20 دولار.

وقال محلل استراتيجيات السوق في "آي جي" ييب جون رونغ، "قد تستمر الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية المقبلة في تقديم قوة دفع لمكانة الذهب كأداة تحوط ضد اضطرابات السوق، بدعم من التراجع الموقت للدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الليلة الماضية". وأضاف، "في حين أن البيانات الاقتصادية القوية قد تدعم مزيداً من الصبر في عملية التيسير النقدي التي يقوم بها مجلس الاحتياط الاتحادي، فإننا قد نتوقع أن تواصل أسعار الذهب تلقي الدعم مع استقرار توقعات (خفض) أسعار الفائدة حول مستوى أصغر يبلغ 25 نقطة أساس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".

ولم يتبق سوى ثمانية أيام حتى صدور قرار مجلس الاحتياط الاتحادي في شأن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن تؤثر سلسلة من البيانات والأحداث المهمة على المسار الذي سيتبعه البنك المركزي الأميركي.

وبحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة "سي أم إي"، تقدر الأسواق احتمالات خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياط الاتحادي بنحو 98 في المئة.

وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى تقليل كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي ينظر إليه أيضاً على أنه أصل آمن خلال أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية.

وفي الشرق الأوسط، حيث يحتدم الصراع، قال مصدران أمنيان لبنانيان ورئيس بلدية مدينة بعلبك لـ"رويترز" إن 60 شخصاً في الأقل قتلوا وأصيب العشرات في ضربات إسرائيلية على سهل البقاع بشرق لبنان.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 33.86 دولار للأوقية، وزاد البلاتين نحو واحد في المئة إلى 1043.20 دولار، وصعد البلاديوم 0.8 في المئة إلى 1227.84 دولار.

الين يتراجع وسط حالة غموض سياسي

تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر اليوم الثلاثاء مع تزايد حالة الغموض في شأن التوقعات السياسية والنقدية لليابان بسبب خسارة الائتلاف الحاكم للغالبية البرلمانية في انتخابات جرت مطلع الأسبوع.

واستقر الدولار قرب المستويات المرتفعة التي سجلها في الآونة الأخيرة قبيل صدور بيانات أميركية رئيسة هذا الأسبوع والتي قد تحدد مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياط الاتحادي.

وارتفع الين في أحدث تعاملات 0.28 في المئة إلى 152.86 مقابل الدولار، بعدما هبط إلى أدنى مستوى له عند 153.885 أمس الإثنين، وهو أقل مستوى له منذ يوليو (تموز) الماضي، في أعقاب الانتخابات البرلمانية في اليابان الأحد، والتي تركت تشكيل الحكومة المستقبلية لرابع أكبر اقتصاد في العالم في مهب الريح.

وأكد وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو اليوم أن السلطات ستكون يقظة في التعامل مع تحركات أسعار الصرف الأجنبي، ومنها التي يقودها المضاربون.

وجاء الين أيضاً قرب أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل اليورو والجنيه الاسترليني، وسجل في أحدث تعاملات 165.24 مقابل اليورو و198.12 مقابل الجنيه الاسترليني، في حين استقر الدولار اليوم ليتداول في نطاق محدود مع تردد المتعاملين في حجز مراكز جديدة قبل صدور البيانات، إذ استقر مؤشر الدولار عند 104.29.

ويتجه مؤشر الدولار لتحقيق مكاسب 3.6 في المئة خلال الشهر، وهو أفضل أداء له في عامين ونصف العام، واستقر اليورو عند 1.0811 دولار، في حين تراجع الجنيه الاسترليني 0.07 في المئة إلى 1.2963 دولار.

وعززت مجموعة من البيانات الاقتصادية التي تؤكد متانة الاقتصاد الأميركي الدولار على مدى الشهر الماضي، كما استفاد من رهانات السوق المتزايدة على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل.

وعلى صعيد العملات الأخرى، انخفض الدولار النيوزيلندي 0.13 في المئة إلى 0.5973 دولار، في حين تراجع الدولار الأسترالي إلى أقل مستوى له في أكثر من شهرين عند 0.65602 دولار، وانخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين في كل من الأسواق المحلية عند 7.1419 والخارجية عند 7.1594.

أرباح الشركات تدفع صعود المؤشر الأوروبي

لامس المؤشر الأوروبي "ستوكس 600" أعلى مستوى في أسبوع اليوم، مدفوعاً بأرباح من شركات كبرى في المنطقة، بينما ينتظر المتعاملون إعلان أرباح "ألفابت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، في وقت لاحق من اليوم.

وارتفع المؤشر الأوروبي القياسي 0.2 في المئة، بعد الفتح عند أعلى مستوى له منذ الـ21 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وقفز سهم "أتش أس بي سي القابضة" 2.9 في المئة بعدما أعلن البنك الذي يركز على آسيا عن ربح أفضل من المتوقع في الربع الثالث، وقال أيضاً إنه سيعيد شراء أسهم بقيمة تصل إلى ثلاثة مليارات دولار.

وكسب قطاع البنوك 0.7 في المئة، وصعد سهم "أديداس" 1.7 في المئة بعدما قالت شركة صناعة الملابس الرياضية إنها شهدت نمواً أساساً قوياً في الصين الكبرى في الربع الثالث، ومن ناحية أخرى خسر سهم "بي بي" 0.8 في المئة بعدما أعلنت شركة الطاقة العملاق عن ربح في الربع الثالث بلغ 2.3 مليار دولار، وهو أدنى مستوى في ما يقارب أربع سنوات.

وهوى سهم "نوفارتس" 3.7 في المئة، على رغم رفع شركة الأدوية السويسرية توقعات أرباحها لعام 2024 للمرة الثالثة.