Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة إمدادات الطائرات ترفع كلفة الرحلات الجوية إلى مستوى قياسي

حصري: ارتفعت أسعار تذاكر الطيران مع تقلص هامش المنافسة بين شركات الطيران بعدما أوقفت شركات مثل "الخطوط الجوية البريطانية" و"فيرجن أتلانتيك" طائرات عن العمل بسبب نواقص في المحركات

مشكلة محركات: تتأثر طائرات "بوينغ 787 دريملاينر" القديمة بشكل خاص بنقص في قطع الغيار (تصوير: ستيوارت بيلي)

ملخص

تحذر مصادر مطلعة من أن أسعار تذاكر الطيران ستواصل ارتفاعها إلى مستويات قياسية في العام المقبل بسبب نقص محركات الطائرات وقطع الغيار، مما يتسبب في إلغاء الرحلات وارتفاع الكلف في قطاع السفر الجوي.

يحذر مطلعون على قطاع السفر الجوي من أنه من المتوقع أن تبلغ أسعار تذاكر الطيران مستويات قياسية العام المقبل، في حين سيزداد عدد الرحلات الجوية الملغاة نتيجة للنواقص الحادة في محركات الطائرات وقطع غيار الطائرات.

وتعد "الخطوط الجوية البريطانية" و"فيرجن أتلانتيك" من بين شركات الطيران التي أجبرت بالفعل على إيقاف طائرات عن العمل وتأجيل مسارات بأكملها نتيجة لنقص في محركات "رولز رويس ترنت 1000".

ويتسبب هذا الوضع في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، إذ يضيق هامش المنافسة بين شركات الطيران، ويحذر المطلعون من أن إلغاءات الرحلات المرتبطة بمسائل سلاسل الإمداد ستبلغ ذروتها العام المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حالة أماطت اللثام عنها صحيفة "اندبندنت"، تبلغ كلفة تذكرة لدى "الخطوط الجوية البريطانية"، تجيز للمسافر حمل حقيبة يدوية فحسب، والسفر ذهاباً وإياباً على مسار هيثرو - كيب تاون في الـ11 من أبريل (نيسان)، ألفين و922 جنيهاً استرلينياً (ثلاثة آلاف و687 دولاراً) – أي ما يقارب ثلاثة أضعاف سعر السفر مع "الخطوط الجوية البريطانية" خلال التاريخ نفسه إلى جوهانسبورغ ومنها.

والشهر الماضي، تراجعت "الخطوط الجوية البريطانية" عن استئناف الرحلات اليومية بين هيثرو وكوالالمبور هذا الشتاء، مما أدى إلى إنقاص السعة المتاحة بين المملكة المتحدة وجنوب شرقي آسيا بواقع 200 ألف مقعد، في خطوة ألقت الشركة باللوم فيها على "التأخير في تسليم محركات وقطع غيار من 'رولز رويس'".

كذلك عزت "فيرجن أتلانتيك" إلى نواقص في إمدادات "رولز رويس" السبب وراء إرجائها استئنافاً مزمعاً للرحلات بين لندن وأكرا في غانا وتل أبيب في إسرائيل حتى الشتاء المقبل، في حين سيتوقف العمل في جدول رحلاتها إلى كيب تاون ومنها قبل شهر من الموعد المقرر لذلك.

وقال المدير السابق للتواصل في "فيرجن أتلانتيك" والرئيس التنفيذي الحالي لـ"وكالة بي سي" بول تشارلز "تسببت مسائل المحركات في مشكلات هائلة لشركات الطيران والمستهلكين.

"كان على فرق التخطيط لدى شركات الطيران إعادة كتابة قواعدها حول كيفية استخدام أسطولها في الوجهات الأكثر شعبية التي تحتاج إلى حمايتها – والمراهنة على المسارات التي ستدفع ثمن ذلك وستحذف من شبكاتها".

"بالنسبة إلى المستهلكين، ستستمر الأسعار في الارتفاع – سيشهد عام 2025 أسعاراً قياسية في عديد من المسارات. إذا كنتم ترغبون في السفر إلى الخارج العام المقبل، كونوا مستعدين لدفع ثمن ذلك – هذه هي الرسالة".

يذكر أن محركات "رولز رويس ترنت 1000" المركبة على طائرات "بوينغ 787" الأقدم نسبياً باتت تتطلب إحلال مكونات جديدة محل كثير من مكوناتها الموجودة بغرض تطبيق القواعد الصارمة المصممة لضمان سلامة الطائرات.

لكن المطلعين يقولون إن عديداً من الشركات المصنعة قلصت عملياتها في ذروة الجائحة وصرفت موظفين من الخدمة مع تبخر الطلب على مكوناتها المصممة بدقة.

وحذر ناطق باسم "رولز رويس" من أن "الشركات كلها في قطاعنا تعاني هذا الوضع"، وقال "نواصل العمل مع عملائنا جميعاً لتقليل أثر محدودية توافر قطع الغيار".

"لقد اتخذنا إجراءات حاسمة ونتحرك بسرعة لتحديد الأولويات في ما يخص الموارد اللازمة للحد من الأثر الناجم عن القيود الحالية التي تعانيها سلاسل الإمداد على مستوى القطاع، يمثل هذا الأولوية القصوى لقسم الطيران المدني لدينا".

وكان محلل شؤون الفضاء والدفاع في "أجنسي بارتنرز" نك كننغهام قال في وقت سابق لصحيفة "اندبندنت" إن حل مسائل سلاسل التوريد قد يستغرق سنوات. وأضاف "إنها مسألة عميقة وعنيدة للغاية سيستغرق إصلاحها وقتاً طويلاً، لأن تدريب عدد كافٍ من الأشخاص سيستغرق وقتاً طويلاً، ثم تحتاج الشركات إلى الحفاظ عليهم. يبدأ الأمر بتدريب طلاب الجامعات. وهذا يعطيكم فكرة عن النطاق الزمني المعني. سيستغرق الأمر سنوات". كذلك أشار إلى أن الاضطرابات لا تقتصر على محركات "رولز-رويس"، بل تؤثر تقريباً في كل جانب من جوانب إنتاج الطيران الحديث.

وقال المدير السابق للاستراتيجية في "مجموعة الخطوط الجوية الدولية"، الشركة الأم لـ"شركة الخطوط الجوية البريطانية" روبرت بويل إن شركات الطيران محبطة و"تعاني بسبب الطائرات المتوقفة عن العمل"، لكن في إشارة إلى ارتفاع الأسعار الآن إلى مستويات أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، أشار أيضاً إلى أن الافتقار إلى المنافسة كان يدفع أسعار الركاب صعوداً، "تدفع توازنات العرض والطلب ربحية الطيران بشكل كبير وستساعد النواقص في رفع التسعير الإجمالي".

وكان مؤسس موقع "هيد فور بوينتس" الإلكتروني للمسافرين الدائمين روب بورغيس واحداً مما يقدر بنحو 15 ألف مسافر تأثروا بالإنهاء المبكر لرحلات "فيرجن" من هيثرو إلى كيب تاون.

وحذر بورغيس من أن الرحلات الجوية الملغاة إلى جنوب أفريقيا خلال عيد الفصح المقبل ستسبب مشكلات كبيرة، "إذ ستلغى خلال العطلات المدرسية وخلال عطلتين وطنيتين".

وأضاف الناطق باسم "رولز-رويس"، "على مدى الأشهر الـ12 الماضية، قدمنا عدداً من المبادرات للحد من الأثر في عملائنا. يعمل فريق عمل 'ترنت 1000' بوتيرة سريعة لتقديم هذه التحسينات، بالاعتماد على قدراتنا الهندسية والتكنولوجية ذات المستوى العالمي".

"هذه التغييرات لها بالفعل أثر إيجابي. وحتى الآن من هذا العام، زدنا إنتاج سلسلة الإمداد الخاصة بـ'ترنت 1000' بمقدار الثلث، مما أدى إلى توفير مزيد من المكونات وتقليل وقت تقضيه المحركات في مراكز الصيانة والإصلاح والتجديد الخاصة بنا".

"نحن واثقون من أن هذه التغييرات الجريئة، إلى جانب خططنا الاستثمارية البعيدة الأجل، ستوفر تحسيناً مستمراً لعملائنا".

© The Independent

اقرأ المزيد